|
رؤية لحل قضية الصحراء بعيون موريتانيةا
الداهية ولد محمد فال
الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 23:18
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
كثر في الآونة الأخيرة التجاذب واللغط حول التعاطي الموريتاني مع مشكلة الصحراء، بين من يصنفون أنفسهم أو يصنفون علي أنهم منقسمون بين دائرة المغرب وخانة الجزائر. حتى أن الأمر وصل إلي قبة البرلمان، الأمر الذي ينذر باصطفاف خطير علي اللحمة الوطنية والإخلاص لهذا الوطن الغالي ، الذي نلتحف، بسمائه ونفترش أديمه ( موريتانيا الحبيبة) . الشيء الذي حتم علي كباحث مختص في الموضوع أن أزيح الغبار عن الموقف الموريتاني من قضية الصحراء الغربية ، سعيا لتوضيحه للأجيال الموريتانية المعاصرة وتوجيه الساسة والمثقفين حول صناعة رأي عام حول بلورة موقف موريتاني متماسك ومدروس ، محاط بضوابط ومحاذير وأسس ستتعصي علي اختزال واختراق من تسول له نفسه العبث بسيادة موريتانيا. وقدانتهزت مناسبة انعقاد الاجتماع الخامس غير الرسمي في منهاست حول قضية الصحراءفي 21و23يناير الجاري2011 والتحليلات الآمريكية والنضيحة الا سبانية على هامش هذاالا جتماع لجبهة البوليساريو بعدم التفريط في فرصة الحكم الذاتي الذي تقدمه المغرب لحل المشكلة لتقديم هذه الرؤية لمحة تاريخية يبدو للمتتبع للتعاطي الموريتاني مع قضية الصحراء أنه لم يتجاوز مأمورية المرحوم المختار ولد داداه حيث كان عهده يتسم بالجدية والصرامة في تسيير موقف موريتانيا ، مكرسا كل جهوده وتضحياته من أجل إكساب قضية الصحراء بعدا عالميا ، متسلحا بإرادة لا تقهر وعزيمة لا تكل ، وحكمة فذة وحنكة فريدة ، وبذالك أقنع العالم والموريتانيين إلي حد الاعتقاد والاعتبار بأن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من موريتانيا ، وهو ما فندأطروحة أن موريتانيا هي الحلقة الأضعف في النزاع ولم يكن لمن أتي بعد المختار من الرؤساء اللاحقين بصمات تذكر منذ 1978 إلي اليوم 2011 فالمصطفي ولد السالك لم يفعل شيئا سوي التفريط بمكاسب و إنجازات المختار ولد داداه ، والبحث عن هدنة مع البوليساريو وأما المقدم محمد خونه ولد هيدالة (1) الذي تولي الحكم من 1980-1984 كان منحازا للبوليساريو ، حيث اتهمه خصومه بتسخير الموارد الوطنية لخدمتها ، وختم عهده بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب . أما معاوية ولد الطايع الذي استولي علي الحكم منذ 1984-2005 فقد اختار موقفا استراتيجيا وهو الحياد في قضية الصحراء الغربية والتوازن الدقيق بين الجزائر والمغرب ولم يختلف بقية الرؤساء الآخرين من عي ولد محمد فال مرورا بسيدي ولد الشيخ عبد الله وصولا إلي الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز عن موقف الحياد وإن كان حيادا سلبيا. موريتانيا وضرورة تفعيل موقف الحياد أعتقد أنه من الضروري لموريتانيا حكومة وشعبا أن تراجع خيارها الاستراتيجي ، المتمثل في الحياد السلبي اتجاه المشكل فالدولة الموريتانية التي تقف علي مسافة واحدة من الجزائر والمغرب ، بالإضافة إلي قربها من الشعب الصحراوي الشقيق الذي يجمعها و إياه ، النسب والثقافة ، والدين و اللغة والتاريخ المشترك كلها عوامل ، تجعلها مؤهلة أكثر من غيرها لأن تكون وسيطا مقبولا لدي كل الأطراف ، وبالتالي تستطيع تسهيل الحل ، وذلك لن يكون ولن يتأتي إلا بحضور ومواكبة ملف الصحراء . وحتى يكون حياد موريتانيا فاعلا يلزمها أن تقوم ببعض الخطوات العملية التالية: 1ـ تقديم مبادرة لحل نزاع الصحراء تكون مقبولة لدي كل الأطراف من حيث المبدأ. 2ـ علي المجتمع المدني الموريتاني أن يساعد في تقريب وجهات النظر بين جبهة البوليساريو و المملكة المغربية وأن يبتعد عن التخندق في خانة هذا الطرف أو ذاك بل المطلوب هو السعي لتضييق الهوة بين الأشقاء . 3ـ يحسن بموريتانيا أن توضح موقفها من قضية الصحراء، وخصوصا كل المبادرات التي تقدمت بها أطراف النزاع : ـ الحكم الذاتي ـ تقرير المصير ـو ألا تبخل علي الأطراف برؤيتها للحل وإن كان حل النزاع يكمن في مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية لحلحلة القضية من الجمود و الركود ، هنا يكون من الواجب علي الدولة الموريتانية ألا تخجل من توضيح ذلك لبني جلدتها وأشقائها في جبهة البوليساريو ، حتى لا تظل القضية التي يتوقف عليها مصير الشعوب المغاربية ، في مأزق خيار الاستفتاء والموقف الثابت لمجلس الأمن الذي لا يتزعزع ، والقاضي بضرورة التوصل إلي حل توافقي لقضية الصحراء الغربية فإطالة هذا المأزق إلي ما لا نهاية لن تكون في صالح أطراف النزاع ولا في صالح المنطقة المغاربية ، التي تحلم شعوبها وتطمح دولها إلي الاندماج والاتحاد ، وحل قضية الصحراء لن يكون إلا بالتفاهم وكسر الجمود و التنازل من كلا الطرفين ، فمجلس الأمن لن يتدخل لفرض حل لهذه القضية وهو الاستنتاج الذي توصل إليه الوسيط ألأممي السابق في الصحراء بيتر فان والسوم (2) وهو ما لخصه في مقال له نشرته جريدة البابيس الاسبانية وذلك (بقوله أن المغرب يسيطر علي مجمل التراب الصحراوية أن مجلس الأمن علي حد قوله وحسب استنتاجه الشخصي لا يرغب في ممارسة أي ضغط علي المملكة المغربية وهو ما يجعل استقلال الصحراء وفقا لاستنتاج الوسيط ألأممي أمر غير ممكن ممكن إطلاقا ولم يسلم هذا الاستنتاج من الانتقاد والتحفظ من طرف الذين يرون أنه من غير الأخلاق ،الانتظار من جبهة البوليساريو النزول سياسيا عند الأمر الواقع بمجرد أن المملكة المغربية ومجلس الأمن عجزا ولم يتمكنا من احترام الشرعية الدولية ، كما هو منصوص عليه في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 سنة 1960 حول تصفية الاستعمار وتقرير المصير ورأي محكمة العدل الدولية لسنة 1975 . لكن الوسيط ألأممي (بيتر فان والسوم برر استنتاجه هذا بزعمه أنه من الواجب عليه الموازنة بين مخاطرة إعطاء آمالا كاذبة بتشجيعه علي تجاهل الأمر الواقع الذي لن يتغير أبدا ، لكون أنه منذ 1975 ومجلس الأمن يؤكد باستمرار وبكل وضوح علي أنه لن يكون هناك إلا حل توافقي ، ولسوء الحظ والكلام مازال للوسيط ألأممي فإن من ساندو ا جبهة البوليساريو أنفقوا بسخاء علي أساس هذا النوع من التشجيع ، لقد راهنو بإصرار علي أن مجلس الأمن عاجلا أو آجلا سوف يحترم الشرعية الدولية ، ويرغم المملكة المغربية علي استفتاء يكون خيار الاستقلال من بين خياراته ) وبالتالي إذا كان استنتاج الوسيط ألأممي صائبا ، فإنه يكون من الضروري أن تبادر الدولة الموريتانية بمحاولة توضيح ذالك لأشقائها في جبهة البوليساريو عسي أن يقتنعوا بأنه لن يكون هنالك إلا مخرج واحد للأزمة ، وإن كان صعبا وشاقا وسيؤدي لا محالة إلي مفاوضات الحل النهائي وهو أن تقتنع الجبهة بحل يكون أقل من الاستقلال التام بشكل مؤقت علي غرار ما حصل في جنوب السودان علي أن تمنح المملكة المغربية للصحراويين كامل الحرية في تسيير شؤونهم ، علي أن تحدد فترة زمنية غير قصيرة ،لاختبار جدوائية التعايش السلمي والشراكة بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية.
الغرب أكبر مستفيد من النزاع: متى ستظل شعوب المنطقة المغاربية تكتوى بنير الأزمات ؟ وما يجنيه ذلك عليها من تشتت وفرقة وعدم اتحاد ؟ وفقر مدقع يلصق المجتمعات بأديم التراب ؟ من المستفيد الأكبر من إطالة مأزق الصحراء وتعقيد النزاع وتأزم القضايا هنا وهناك ؟ من المؤكد أن المستفيد الأكبر من إطالة مأزق مشكل الصحراء هو الغرب ، حيث يحصل علي امتياز من المغرب والجزائر ، من خلال شركاته المتخصصة في البحث عن الثروات واستخراج الكنوز ومصانعه التي أغرقت المنطقة بخردة السلاح الفاسد. في الختام نتساءل لماذا لم يفرض مجلس الأمن والقوي العظمي حلا لهذه القضية ؟ التي أوقفت عجلة التنمية في المنطقة ؟ أم أن الغرب ما يزال يرغب في استمرار النزاع في منطقتنا المغاربية ، التي لا زال ينظر لها بعينه الاستعمارية وبالتالي وجود بؤرة تؤمن له التواجد في مستعمراته السابقة التي لا يزال يرمقها من قريب أو بعيد حرصا علي مواقعها الإستراتيجية واستغلال ما حوته من مقدرات طبيعية. وهل تعتبر التحليلات الآمريكية الجديدة و التصريحات الإسبانية على هامش الجولة الخامسة في منهاست بضاحية نيورك حول قضية الصحراء تغييرا في مواقف القوى العظمى من مشكل الصحراء واقتناعا باستنتاجات الوسيط الأممي السابق بيتر فان والسوم حيث حذرت مجموعة’ أتلا نتيك كومينيتي أورغ’وهى أرضية للتفكير مستقلة تعنى بالتحديات الا ستراتيجية لآمريكا الشمالية وأوربا .أن انهيار البوليساريو سيؤدي إلى ارتماء الشباب الصحراوي في أحضان القاعدة في بلا د المغرب الا سلامي بحثا عن لقمة العيش وهو ما اعتبره بعض المحللين إدانة ضمنية لجبهة البوليساريو بالإضافة إلى قرب قادة الجبهة حسب التحليل من شبكات التهريب وفي هذالسياق جاءت نصيحة إسبانيا لجبهة البوليسار عشية انعقاد لا جتماع الخامس غيرالرسمي حول الصحراء مابين 21و23يناير الجاري في منهاست حيث نصحت الحكومة الإسبانية جبهة البوليساريو بعدم رفض خيار الحكم الذاتي في الصحراء الذي تفدمت به المغرب كحل لهذاالنزاع محملة إياهامسؤولية رفض هذ المقترح وتأتي التصريحات من أعلى سلطة في البلاد ومن رجال يحسب لهم ألف حساب داخل الحزب الحاكم في إسبانيا حيث نصح رامون خاوريغي هو وزير لدى الرئاسة الا سبانية بعدم رفض الحم الذاتي وقال شبه متهكم لوكنت رئيسا لجبهة البوليساريو لمارفضت الحكم الذاتي بدل العيش في المخيمات ثلا ثين سنة وقال إنه سيتعين على البوليساريو أن تشرح يوماما للصحراويين لماذا ترفض الحكم الذاتي من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاسبانية خمينيث ترينداد أن لا ستفتاء الذي تتشبث به الجبهة كحل وحيد للنزاع أنه شبه مستحيل وأنه يلزم البحث عن بدائل أخرى لحل النزاع وتأتي التصريحات والتلميحات الا سبانية بعد استقبالها لحم ولد سويلم القيادي السابق في جبهة البوليساريو والسفير الحالي للمملكة المغربية في إسبانيا وفي هذالمناخ الذي يشهد جولة جديدة حول النزاع وتطورا في مواقف بعض القوى العظمى والغربية تكون الفرصة مواتية للجمهورية الا سلا مية الموريتانية لتدلو بدلوها في الموضوع.
1ـ للأمانة فإن المقدم محمد خونه ولد هيدالة ، عندما كان في ساحة المعارك أثناء الحرب ، كان بطلا حقيقيا ودافع دفاعا مستميتا عن وطنه موريتانيا 2ـ بيتر فان والسوم ، نزاع الصحراء الطويل والمضطرب ، التجديد المغربية الجمعة ـ الأحد 27 29 شعبان 1429 الموافق ل 29 ــ 30 اغست 2008 العدد 1965 نقلا عن جريدة البابيس الإسبانية يوم 28/08/2008
الداهية ولد محمد فال مختص في القانون الدولي والعلاقات الدولية مهتم بقضية الصحراء الغربية الهاتف : 22240185 Email : [email protected]
#الداهية_ولد_محمد_فال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحديات الدبلوماسية الموريتانية
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|