يعيش يعيش.. يسقط يسقط!!!

أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 21:29
المحور: المجتمع المدني
    

زعماؤنا, رؤساؤنا, ملوكنا, سلاطيننا. وحتى أنبيائنا.. منا وفينا. ومن نفس جيناتنا. عندما يعطسون,نعطس ونصفق ونهلل. وعندما يمرضون ويشيخون, وغالبا يخرفون.. نهتف لهم بالدم بالروح نفديك يا طرطامبيون!!!... وعندما يفقدون بعضا من هيبتهم ودروعهم نهتف يسقط يسقط!!!...وننسى هتافاتنا عبر سنين طويلة من عبوديتنا لهم...
ألم أردد لكم ألف مرة أن جيناتنا من جيناتهم... ونحن أيضا بحاجة إلى علاج.. علاج من مرض الزلهايمر والخرف والضياع.
حتى تشفى أجيالنا القادمة بعد سنين طويلة في مصحات النسيان والتاريخ, يجب أن نمنع دستوريا وقانونيا تماثيل الملوك والرؤساء والزعماء قبل حياتهم وأثنائها وبعد زوالهم.. وخاصة كتبهم الخضراء والصفراء وكل ألوان التقيء المرضي..ويا ليت أن نستطيع يوما أن يحكم الشعب بالشعب وحده..كما كانت تسمى الديمقراطية..والتي لم نعرفها في أي يوم من الأيام...
نعم لم نعرف الديمقراطية في أي يوم من الأيام. لهذا من الخداع والمخادعة التحدث عنها أو وصفها أو تلوينها بوصفات مشرقية أو إسلامية أو غيرها. نحن لم نعرفها ولم نمارسها, ولا حتى من خمسة عشر قرن حتى اليوم, مهما تفصح العديد من الكتاب والشعراء والمطبلين المحترفين وجميع من حكمونا وقادونا ووعدونا أو توعدونا, سواء بالخوف من جهنم أو بالعصا, أو بحفنة من الحلويات.
الديمقراطية كلمة طنانة موجودة في قواميسنا, مكروهة من تجار فتاوينا. لأنهم يعتبرونها غالبا انتفاضة على الحاكم. والحاكم كان دائما بفتاويهم حبيب الله. والديمقراطية في أنظارهم العالية شيء من الفهم والارتقاء نحو الحاكم. والحكم هبة من الله وليس أبدا اختيارا شعبيا عاديا. وكل ما قالوه لنا عن الشورى.. دجل إثر دجل. أنظروا حتى مجالسنا النيابية (المختارة) أداة ومسخرة بيد الحاكم وسيافيه. ولم نسمع لها ولا من مئات السنين أي اعتراض على أي حاكم وطغيانه وطغيان خصيانه.
الديمقراطية تربية وعادات وتقاليد, تولد مع جينات الشعوب. ونحن مع مزيد الحزن والألم والحقيقة الحقيقية المريرة لم ترضعها لنا أي من أمهاتنا. ولم نتعلمها لا في دور الحضانة ولا المدارس الابتدائية والثانوية أو في الجامعات الصحيحة النادرة التعليم, حيث لا يتصدرفيها صور وتماثيل العلماء, إنما صور وتماثيل الحكام والزعماء إلى الأبد.. ولمن نهتف منذ طفولتنا يعيش يعيش.. ويسقط يسقط عندما يأمرنا عسكري آخر في يده بارودة.
واليوم هبات وهبات وانتفاضات وانتفاضات.. ولكن قبل كل شيء علينا أن نسعى بدواء لجيناتنا الهاتفة..وبعدها نتعلم الديمقراطية من أول حرف وأول خطوة...
مع كل تحياتي المهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.

#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات