أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريد الحبوب - جمعة صلاة، أم جمعة مظاهرات..؟














المزيد.....

جمعة صلاة، أم جمعة مظاهرات..؟


فريد الحبوب

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 12:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معذرة، وأنا أثير التساؤلات حول دور يوم الجمعة بين الأمس والحاضر، لا أود أن اقدح بجانب وأتطرف في نبذه وأثني على الآخر وأشدد على التمسك به، بل الأمر أنني أريد أن أضيء بمقاربة بسيطة أيهما أقدر في أيامنا العاصفة بالمتغيرات على منح عطاء ومكتسبات تغدق على الإنسان بالخير والسلام وتمنحه مناخ العدالة وهو الأهم.
ووفق فكر الإنسان البراجماتي الحداثوي اليوم الذي يؤمن ويميل للأفكار والعلوم والعقائد والعلاقات الاجتماعية، وشتى الأشياء التي يتعامل معها التي تحقق له المنافع والمكتسبات ومن ثم تثريه بالمباهج والسعادة، فانه يسعى إلى صرف الجهد والوقت والتعاطي بقوة مع ما يلائم متطلباته وحاجاته، فيما يتكاسل وتضمر مساعيه في السير وراء كل ما هو مؤجل ولا تكون مفاتيح حل لواقعة المزري الذي يعيشه.
وهنا أود أن أشير إلى أن الجمعة حتى ماضي قريب لم تكن سوى تجمع لشتات تمزقنا وللتخلف في جميع جوانب الحياة لننحني تحت رحمة النواح والعياط ومن واعد ووعيد ونترجى منكسرين، ونطوف بأذهاننا بكل خوف نسترق من ألف عام ومئات السنين حوادث وأساطير لا تمت للعقل بأي شكل من الأشكال ومن ثم الغلو كل الغلو بالاعتقاد والرموز من أجل أن ننتصر واهمين لقصص وشعوب ماتت وطوت في حياتها آنذاك ما طوت، وفي الأخير الخاسر الأكبر نحنُ بكل تأكيد.. وما أروع التنبيهات التي يثيرها هذه الأيام المفكر أحمد القبانجي حول فهم الأديان التي تريد للإنسان أن يعيش طفيلي ذليل ومهزوم وعبء على الحياة بشكل ناشز، والأديان التي هي محفز نحو نيل الحقوق المدنية بما يتلاءم مع كل أشكال المتغيرات التي طرأت عبر الزمن.
إذاً لابد من ترك إشكالية الخطيئة ومعاناة النفس في علاقتها مع الله والتوقيف المخجل لعجلة الدنيا من أجل الذهاب صوب جمعة الحياة والمناداة للحرية والوقوف بوجه الطغاة، من أجل انجاز الإنسان لما وهبه الخالق وهو صنع الحياة وسبر غور كل جوانبها كي تمنحه أفضل مراحل العيش.. وهذا ما نراه في الغرب حيث يسدد الإنسان هناك ضربات قوية للبؤس والقنوط والانهزام بل على العكس فهو يبني ويعمر ويبدع ويعيش في ظل دولة تحمي له كل حقوقه ولا تعترف بشيء أعلى من قيمته.. وما أروع أن تشعر أنك تعيش في ظل هكذا حياة، وهذا ما رأيته في أحدى سفراتي إلى الولايات المتحدة كيف أن الإنسان يعيش جميع ألوان الترف واستقلال رائع من القيود السياسية والاقتصادية والثقافية، كما لا توجد عوائق تؤخره عن الإبداع وليس هناك من هزات سياسية أو اجتماعية بين الحين والأخر تغير من صفاء دنياه، ورأيت للفرد وافر الحرية في الاعتقاد، ومن يأبه لك في أن تعتنق ما تريد من عقيدة وتخلق علاقتك الشخصية مع الله بأي أسلوب ونهج تود ممارسته لتعميق تلك العلاقة.
يا له من يوم شاحب وحياة شاحبة، ونحن لا نميز كيف نصوغ لدهرنا زمن تطغى فيه الحقوق والبهجة ونستنشق هذا النسيم العابق بالفرح والزينة التي فوضها الله للإنسان حين قال ((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده)).... فلا يوجد لنا حل سوى أن نميز ونفرق بين جمعتين، بين واحدة تثور للقديم وتدافع عنه بكل ما أوتي من قوة وليس لها سوى أن تصب في حياتنا الحقد والتمزق وتفضي في النهاية إلى جهل مدقع يعطل الحياة وينهكها، وبين جمعة يجتمع فيها الناس وهم يحملون لافتات الحياة والتحرر، وتبني بهتافات الجموع معبر حقيقي يؤدي إلى حياة هانئة مخضرة تمهد الطريق لمستقبل ناصع البياض.. وما عدت في شك بل بات اليقين ورقتي التي ألوح بها هنا وهناك، أننا سنصنع عبر الجمعات نموذج للإنسان والحياة وسنصوغ أبهى أشكال الكرامة والحقوق، ذلك لآن يوم الجمعة أصبح يوماً للاصطفاف واتقاد الضمير الحي في سبيل الإنسان وحاجاته.



#فريد_الحبوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد.. ريع ألأحزاب الدينية
- ألقذافي الذي شنق المختار ثانية
- ماذا قال نيتشة في الديمقراطية..؟
- ثورة شخوص أم ثورة شعوب


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريد الحبوب - جمعة صلاة، أم جمعة مظاهرات..؟