أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - مسامير - أنا وخالد القشطيني وهربجي كرد وعرب..















المزيد.....

مسامير - أنا وخالد القشطيني وهربجي كرد وعرب..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 08:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أول شيء أقوله أنني حر في الإعجاب بما يكتبه قلم خالد القشطيني .. سلس .. مزهر .. وصريح وشفاف ولا يفرض آراءه مثل القناصل . في كل يوم ينشر لآلاء نجمة صغيرة في سماء عالمنا المظلم . حين أقرأ مقالته لا أفكر في شيء خطأ أو صواب مما يكتبه لكنني أفكر بالنشوة الشخصية التامة التي يضع القشطيني ضوءه أمامي ، كي تصبح الظلمات وراءي .
ما التقيتُ يوما بالقشطيني لكنني اسمع منذ ربع قرن حديث الإعجاب به من صديقةٍإنكليزية مشتركة تنقل لي مباشرة أو أثناء المكالمات التلفونية الكثير من توكيدات إعجابها بشخصيته وأفكاره الحرة فهي من العارفين بفلسفة وعقلية وغزارة ومثالية الرجل .
باختصار أقول أن خالد القشطيني ككاتب يمتلك صنعة كتابية خاصة لها جسم ولحم ودم وقلب ورئتين . أن مقالاته مثل كائن حي يتكون مع الزمن و يتكيف مع ما يراه أو يسمعه ، وينتج منها موقفا عقليا أو عاطفيا ، كل يوم أو في كل أسبوع . المقال الذي نقرأه بقلم خالد القشطيني في جريدة الشرق الأوسط ليس من صنع إنسان صناعي صغير ( روبوت ) بل هو بكل مواصفاته يولد طفلاً إنسانيا له شكل وله مواصفات قد يكون بعضها مشوها أو قبيحا أو ناقصا أو ربما يكون جميلا كامل المواصفات ..! هكذا هي طبيعة المقالات اليومية قد تولد في كثير من الحالات نتيجة العقل وقد تولد في كثير من الحالات نتيجة مزاج شخصي أو سياسي كما يولد بعضها في أنابيب زجاجية معوجة في بعض الأحيان . ومن شبه المستحيل أن يحقق الكاتب أمانيه في جميع ما يكتب .
عناية خالد القشطيني بموضوعات الشعب العراقي وحقوقه هي عناية قديمة ودائمة ، فقد كتب الكثير عنها في أيام " عصر صدام حسين " وفي عصر الفوضى بعد سقوط إمبراطورية دكتاتورية امتدت أعاجيب أفعالها خلال 35 سنة من جبل آرارات حيث تقيم على قمته سفينة النبي نوح وصولا إلى أعماق الخليج حيث دونت أسماكه وقائع خوفها من ثلاثة حروب أشعلتها أو كانت تلك الإمبراطورية سببا في إشعالها.
حين يقرا المرء ما يكتبه خالد القشطيني ليس مطلوبا منه أن يتبنى أفكاره فهو حر في تفكيره وفي كتاباته وعلى القارئ أن يكون حرا أيضا في تفكيره وقراءاته أو أن يستمتع بالأسلوب القشطيني المتميز بالعقلانية مرة وبالعاطفية في ثانية وبالسخرية في مرة ثالثة أو بجميعها في مقال واحد ، من دون أن يكون غليظا في أحكامه على رؤى لا تتفق مع رؤاه . فليس مطلوبا من القارئ الكردي الرقيق أن يتطابق دائما مع أحكام الكاتب الوطني الغليظ في بعض المزاج ..!
قرأتُ ما كتبه خالد القشطيني مرتين عن قضية الشعب الكردي خلال عشرة أيام ، كما قرأتُ ما كتبه بعض الأخوان الأكراد والعرب بغلاظة أو من دون غلظة . بالتأكيد لا أعرف مضامين حديث وعتاب الصديق كامران قرةداغي أثناء لقائه مع القشطيني لكنني واثق أن حديث عتابه قد خلا من رغوة الغضب بل تحدث معه كما يتحدث ناقد إنكليزي مع الشاعر الإنكليزي بايرون .
في الحقيقة لا بد من القول أولا أن القضية الكردية في العراق أو في إيران أو تركيا أو في سوريا ليست مسرحية من مسرحيات الفن الكلاسيكي أو الفن الرومانتيكي وليست هي من إخراج مسعود بارزاني أو المرحوم مصطفى وليست من مونتاج جلال الطالباني أو حزبه بل هي قضية معقدة شائكة تتعلق بحياة شعب (30 مليون ) وبحريته وبمستقبل معيشته وبتطور أجياله وبطريقة إنقاذه من حالة التخلف المزري ووضعه في مسار التقدم كبقية شعوب وقبائل أخرى خلقها الله لتتعارف وتتعاون .
طيلة اكثر من نصف قرن وجدت نفسي مرغما – كأي عراقي – على التماس مع هذه القضية الإنسانية وكنت أتلفتُ في كل ناحية بقلق بالغ حول القضية الكردية كجزء غير منفصل عن قضية الشعب العراقي كله . وقد وجدت مشاعري كلها تتركز على المادة الغليظة التي تفرزها كلمة " السلطة " في مختلف العصور ابتداء من عصر العثمانيين مرورا بعصبة الأمم المتحدة ومعاهدات لوزان وبأسرار معاهدة سايكس – بيكو التي كشفتها ثورة البلاشفة وآخرها في عصر صدام حسين والحماية الجوية الأمريكية للسماء الكردية ومن ثم الاحتلال العسكري للعراق . وفي كل تلك المشاعر لم أجد نفسي منطلقا من نظرية أو مواقف قومية أو استعلاء قوم على قوم بـ "الأفضلية " أو ما شابهها . فأنا مثل خالد القشطيني تشبعت بالروح الأممية ( كل الشعوب متساوية في الحقوق الإنسانية ) وأنا ما زلت ممسكا بعصا الماركسية كدليل يشير إلى رسومات السبورة اليومية في الأحداث اليومية لتحليل واقع السلطة – كل سلطة – وعلاقتها مع الناس . أنا اعتقد أن أكراد العراق قد وصلوا منذ عقود بعيدة إلى " مرحلة القومية " بفعل تضامن قوى الشعب الكردي وتضافر الجماعة البشرية الكردية لحماية مصالحها وتميزها عن سمات المجتمع البدائي .. الأكراد جماعة بشرية مقيمة على ارض معينة طموحها مثل طموحات باقي شعوب العالم أن توجد لها وحدة تركيبية قانونية تتجسد بشكل من أشكال دولة قادرة على إلزام أفرادها على احترام القانون . لا أتفق مع ما قاله عبد الرحمن البزاز عن القومية في كتابه " هذه قوميتنا " ولا مع ساطع الحصري في كتابه " ما هي القومية " ولكنني كماركسي مستقل اتفق حتى مع منظرين بورجوازيين أمناء من أمثال باسكال مانسيني القائل في عام 1851 ( الأمة هي مجتمع طبيعي من الناس ذو وحدة أرضية أصيلة ووحدة عادات ولغة خاضعة للاتحاد في الحياة والوجدان الاجتماعي ) كما أتفق مع أرنست رينان القائل ( الأمة تتوالد من زواج جماعة من الناس مع بقعة أرض ) ..
ولأنني ديمقراطي فأنني أؤمن أن الشعب – كل شعب – له حق أن يقرر ما يشاء من إطار علاقاته ، مثلما له الحق في أن يصبر طويلا أو لمدة قصيرة على إطار ضيق تفرضه عليه ظروف زمان معين أو سلطة معينة . لذلك تعمق في ظني وفي فكري وكتاباتي أن الناس الممتازين والناس الاممين والكتاب الممتازين الاممين عليهم أن لا يندهشوا من أفكار مقاربة لحق تقرير المصير للشعب الكردي في العراق أو في غيره من بلدان مجاورة . فهذا الحق لا يرتفع على حق الشعب العراقي العربي ولا على الشعب التركماني ولا على غيرهم من مكونات الشعب العراقي ، بل قد يكون قرارا يهيئ الظرف المناسب كي تنتهي دراما الأمة العراقية المضطهدة منذ قرون . ويبدو أن تطور العالم بفعل جميع عوامل العولمة وادواتها العلمية والتكنيكية ستجعل القرن الحادي والعشرين شاهدا فذا على حق تقرير المصير عند الأمم المتمدنة والمتطلعة نحو المدنية ، فقد انتهى زمن هيمنة جنس على بقية الأجناس ولن يكون هناك بعد اليوم احتكار السلطة السياسية لقومية على بقية القوميات .. انتهى إلى الأبد ما فعله أدولف هتلر في بداية الحرب العالمية الثانية حين عمد بسلطته العسكرية النازية إلى اقتطاع أقاليم من دول مجاورة وضمها إلى دولة ألمانيا بدعوى أن شعوب تلك الدول من ( اصل ألماني) .الشعوب تسير الآن نحو الاستقلال فقد استولد الاتحاد السوفيتي السابق 16 دولة جديدة عضو في الأمم المتحدة حتى الدول الصغيرة استونيا ولتوانيا ولاتفيا صارت في الأمم المتحدة.. جيكوسلافاكيا عادت دولتين ولا يستغربن أحد أن المستقبل التاريخي والجغرافي في وطن الرافدين سيشهد ولادة دولتين خلال القرن الحالي . وفي أفريقيا سيشهد ولادة مصرين بدل من جمهورية مصر واحدة و في الخليج ولادة ثلاثة دول في إيران وربما على ساحل البحر المتوسط تكون لبنان لبنانين .
في المشهد الحالي لقضية أكراد العراق يجب عدم إغفال معنى مهم من معاني معالجة الدراما العراقية حين وجد الأكراد أنفسهم ، لأول مرة ، انهم في الطريق للخلاص من الاضطهاد المزدوج . اضطهدهم عصر صدام حسين لأنهم ( أكراد) من جلدة ( عراقية ) مثلما اضطهد غيرهم لأنهم (شيعة ) أو ( تركمان) أو ( سنة )أو ( صابئة ) أو ( يزيدية ) من جلدة ( عراقية) أيضا .
لكن مشكلة توفير الحرية الكاملة لشعب كردستان العراق ليست شأنا يسيرا في المتناول الحالي .
ليس هذا من اكتشافي بل هو حقيقة واقعية من اكتشاف العقلاء الأكراد أنفسهم ومن اكتشاف الأذكياء الأكراد أنفسهم سواء كانوا من( النخب الكردية ) أو من( الناس البسطاء ) غير المتعلمين الذين يناضلون جميعا لبناء علاقة ديمقراطية فيدرالية مع شعوب العراق الأخرى . الزعيم الكردي مسعود أو جلال يريدان الفيدرالية . صديقي كاكة أزاد باشا ( موظف تكنوقراط ) ينادي بالفيدرالية . صديقي دلشاد كتاني تكنوقراط هندسة عاطل عن العمل ينادي بالفيدرالية . كاكة حمة شوان شيوعي كردي ينادي بالفيدرالية .. بشرى الحكيم شيوعية كربلائية تريد الفيدرالية . صديقي الفلاح الكردي الكادح عبد الله العمادي يحلم بالفيدرالية ..و .. و .. غيرهم .
كم أتمنى أن يكون خالد القشطيني من أعضاء جوقتنا ليتم التلاقي بين مختلف الرغبات الحسية الديمقراطية المملوءة بالنبالة لحل قضايا شعوب العراق من دون غلاظة وصراعات ومن دون مزيد من التضحيات ..
لستُ متألما( من ) ولا خائفا (على ) ما كتبه خالد القشطيني في بيان مقاله رقم ( واحد ) حين قال : " كلما وجد الكرد العراق مشغولا بحرب مع إيران ثم الكويت ثم الغزو الأخير حملوا السلاح وحاربوا بغداد " لكنه أحسن القول في مقالته الثانية ( وعواطف الكرد منصبة الآن على التمسك بهويتهم ولغتهم القومية مهما كلفتهم من متاعب ومصاعب وتكاليف. ما علينا غير أن نحترم عواطفهم وارادتهم واستعدادهم للتعب والتضحية. لا يريدون الفراق عنا. فلنمد يدنا إليهم ونعيش هذه الزيجة القلقة. سنتعلم عليها بمرور الزمن ، الوطن عائلة واحدة وأي عائلة لا تسلم من المشاحنات ..؟) .
رفع خالد القشطيني الكاتب اليقظ الجسور راية : هربجي كرد وعرب رمز النضال ..
تحية إليه يوم تشاحن مع الكرد ( مقالة 29/9 ) ويوم أرتفع ( مقالة 9/10 ) بروحه أمام حق الشعب الكردي المكافح من أجل أن يكون فنا وشعراً وعلما وحضارة كباقي الشعوب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 10/10/2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الأخير من رواية المريض الشيوعي
- مسامير 712
- مسامير عن وفدنا العراقي في مؤتمر الصحفيين العرب ..!...!
- مسامير جاسم المطير 709
- مسامير عن خط بارليف الزرقاوي 707
- مسامير جاسم المطير706
- مسامير نداء الملــّة جويبر
- مسامير جاسم المطير
- المريض الشيوعي - الفصل السابع من رواية جديدة
- مسامير- المزاج السياسي والمسألة الكبرى
- مسامير 701 تايه عبد الكريم ..تايه ..!
- مسامير 700 يا عواذل فلفلوا ..!
- مسامير جاسم المطير 698
- المريض الشيوعي - الفصل السادس
- مسامير جاسم المطير 696
- مسامير 697 إعادة هيكلة الجامعات العراقية إسلامياً ..!
- 694مسامير لكل مواطن شطفة أرض
- المريض الشيوعي- الفصل الخامس من رواية جديدة
- مسامير693ستراتيجية السمفونية الأمنية ..!!
- مسامير صغيرة 691 جوائز السينما العراقية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - مسامير - أنا وخالد القشطيني وهربجي كرد وعرب..