حزب العمال التونسي
الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 09:03
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
فنّاني العدسة،
أيها السينمائيون التونسيون،
تنتظم هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية قبل أسابيع قليلة من المهزلة الانتخابية التي ستجري ببلادنا يوم 24 أكتوبر 2004، والتي ستضع الشّعب ونخبه والمجتمع المدني وقوى التقدم على محك الاختبار، فإمّا خنوعُُ وخضوعُُ، وإمّا مقاومة وجدارة بالحياة مثل باقي شعوب العالم.
إن الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة ستجري في ظل تواصل القبضة الحديديّة وحرمان التونسية والتونسي من أدنى حقوق المواطنة التي يتصدّرها الحقّ السياسي الكفيل بحرية الترشّح والتصويت والتنظّم والاجتماع والإعلام والدعاية وبجعل صندوق الاقتراع هو الفيصل والحكم بين الجميع.
ولا يخفى على أحد أن الحزب الحاكم، الذي وضع نفسه فوق القانون وسمح لنفسه بالتصرف في المال العام، والملك العام، وسخّر الدولة وأجهزة الإدارة والإعلام والأمن، لا يعرف بداية ولا نهاية لحملته الانتخابية، وأنّ دستور البلاد قد وقع تطويعه، وأنّ استفتاء غير قانوني قد وقع إجراؤه لتمكين الرئيس الحالي المنتهية ولايته من ولاية جديدة، وسقفٍ عمريٍّ جديد، ولفتح الباب أمام رئاسة مدى الحياة ظنّ التونسيون أنها انتهت، وأمام استثناء من كل محاسبة قضائية.
ولا يفوت أحدًا من المثقّفين والفنانين المتحمّلين رسالة العدسة والقلم والرّيشة والرّكح أهمية أن ينحاز المثقف أو الفنان لخيار الحرية وسيادة الشعب ودولة القانون، وأن يكون سليلا في الفن الذي يتعاطاه لكل ما أنجب من علامات مضيئة في طريق النّضال على جبهة الجَمَال.
فنّانِي العدسة،
هل كتب على بلادنا أن تظلّ نشازا بين البلدان، وعلى مبدعيها أن يلازموا الهامش كأنّ الشّأنَ العام لا يعنيهم والسياسةَ لا تهمّهم، الأمر الذي يُفَقِّر إبداعهم ويجرّده من طابعه الإنساني ويعزله عن حركة المجتمع والتاريخ.
إن رسالة الفنان أن لا يسكت على التزييف ولا يتواطأ مع الكذب ولا يتحول إلى أداة طيعة في خدمة الطغيان، ويرفع رأسه حتى يرى ما وراء الجبل، ويتشرّف بكونه يمثّل الضمير الحيّ لشعبه والوجدان العميق لأمّته.
إن الاستقالة وضيق الأفق ليسا من شأن الفنان الجدير بهذا الاسم. وإرادة الإقالة والتهميش التي يمارسها أعداء الثقافة والإبداع والحرية على الفنانين وأرباب الصناعات الجميلة لا بد أن تجد أُبَاةً يقفون ضد التصحّر والبؤس، ويقولون "لا".
إن لتحرير الحياة السياسية والفكرية بالبلاد انعكاسا إيجابيّا لا شكّ فيه على ممارسة الأنشطة الثقافية والإبداعية التي تعاني هي أيضا من قيود الرقابة ومن الضغوط المادية والهرسلة البوليسيّة التي تهدف إلى تهميش الجاد منها وإسكات صوت أصحابها والاستبداد بهياكلهم الممثلة وفسح المجال للهابط من الفنّ الذي يخاطب البطن والنصف الأسفل ويحترف التهريج ويبعد النّاس عن الاهتمام بقضاياهم الحارقة.
لنقاطع مهزلة 24 أكتوبر! لنطالب بانتخابات حرة وديمقراطية!
لنقاوم التصحّر! لنبني نهضتنا الثقافية!
عاش الإبداع الحرّ!
#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟