أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - عروبة لغة أم عروبة دين















المزيد.....

عروبة لغة أم عروبة دين


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 08:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طالما أعيد طرح هذه الإشكالية لمقاصدا شتى ، وطالما أتخذ من هذا التناقض المصطنع نبالا وسيوفا لتقطيع كل لغة أو فكر يريد لهذه الأمه أن تعيد لحمتها الممزقة بين دويلات لم يكن للعرب شرف إنشائها .

وقبل أن نخوض في عملية التناقض البائسة في الفكر العروبي القومي بين عوامل التوحد المحتملة من لغة أو دين ، وددت أولا ان أطرح ما جدوى هذه الدعوة لتوحيد العرب وما هي الفوائد التي سنجنيها ومن هم المستفدين منها ولماذا دائما يحدث خلالا أو ضرب أسفين بين القوى التي حملت على عاتقها هذا الفكر والسعي الجاد لتدميرها ، ومن ثمة غرس مفاهيم خاطئة لتنفير الأمة من أهدافها النبيلة

من دواعي سروري أن أقول أولا بأن العروبيون هم أصحاب فكر وسطي ، حداثيون المنهج أصوليون الأنطلاق ، وهذا ما يجعل الفكر القومي متواجدا على طوال الخط ومنازع حقيقي لباقي الأفكار المتناثرة في الساحة العربية ، بل أنها تنافس كل الخطابات الأخرى من حيث قوتها وواقعيتها ووقعها على الوجدان العربي ، ويمتاز القومي بشعوره المرهف وعاطفته الجياشة التي تجعله ينادي بتوحيد أمه لا لمكاسب فئوية أو فردية بقدر ما هو شعور بإنتماء لتاريخ وأمة لا يريد لها إلا كل خير

في أوروبا حيث لا لغة مشتركة ولا دين متقارب ولا مذاهب متكاتفة ، بدأو من حيث أنتهينا ، وقد بدت ملامح قوتهم العالمية تظهر كصوت وأن بدا لنا حتى الآن خجولا ، إلا أنه مرشح بقوة للظهور والصمود كقطب آخر قد يعيد ولو شيء يسير من التوازن العالمي المفقود ، فالأروبيون أيقنوا أنهم في خاتمة الأمور أمة واحدة وأن تشعبت بها السبل واللغات ، وانه لا وجود ولا مكان للدولة الصغيرة التي ترتمي في أحضان الدول الكبرى بحثا عن حماية مؤقتة ، وكان المستفيد الأكبر من هذه ا لوحدة هي الشعوب الأوربية التي في كل استفتاء كانت تقول نعم للوحدة ، ليخرج لنا أقتصاد أوروبي جميل وعملة أوروبية دولية .

وفي حالنا العربي والذي هو مهياء اكثر لمثل هذه الوحدة نجد العكس هو الحاصل ، فكل دولة تنفر وتشمئز لمثل هذه الأقاويل ، بل انها أنتهجت خطابا مناهضا للفكر القومي وسعت من خلال عملية تشويه مستمرة لأي خطاب قومي لضربه وجعله مجرد أنموذج فاشل أخذ فرصته وسقط ، دون التطرق بواقعية لما هية اسباب هذا السقوط ، وايضا دون أن تطرح من اسقطه وبمساعدة منْ ؟ متجاهلة حال الشعوب العربية التي يعيش معظمها متعطشا لوحدة عربية متينة تحقق له الحد الأدنى من الكرامة وإعادة أعتبار امه حكمت العالم لفترات طويلة وأنارت له طريق التقدم حتى اليوم .

المستفيد من هذه الوحدة هي الشعوب العربية المسحوقة ، والمتضرر هي الأنظمة التي تملك الأسلحة والمال والإعلام ، امام تجريد الشعب من أدنى حقوقه ألا وهي لقمة العيش وحرية التفكير ، وهنا تقف وعلى مدى خمسين عاما الأنظمة ضد شعوبها بشكل سافر وبغير استيحاء ، لأن الشعوب العربية اعتادت على التخذير المنتظم وأصبحت مدمنة نوم عميق وأحلام أفيونية تعيسة .

وبرغم أن الأنظمة العربية تعلم أشد المعرفة ان توحيد العرب وعلى أدنىمستويات التوحد به خيرا كبيرا سيعود على المنطقة مما سيوفر طرق أسهل لتناقل الراسمال العربي والأيادي العاملة دون تعقيدات بيروقراطية وستصبح السلع العربية رائجة تنافس باقي السلع وقد يمهد هذا التعاون العربي لظهور صناعات اقتصادية وحربية تجعل من الأمة قادرة على تحريك القدم الأولي نحو النهضة التي ابت أن تأتينا

كما أن المساحات الجغرافية الكبيرة والرائعة المتوفرة في الوطن العربي من ماء ومضائق بحرية وتوسط للعالم ، قد تجعلها مركزا مهما للتجارة ومنافسا لكثير من دول العالم ، فالوطن العربي أو المواطن العربي لديه همة الملوك حين يتعلق الأمر بأمة وتاريخ وحضارة ، فالعربي ورغم كل ما جرى له مازال يبكي ويتألم ويرفض ما يحدث له ، وان دل هذا فدلالته تقع على ضمير الأمة وعدم أعترافها بواقعها ورفضها له .


لكل وحدة أسس تجعل من الدعوى لها منطقية ، فهل أساس الدعوة للوحدة العربية يجب أن تقوم على الدين أم على اللغة ، وهل هناك تنافر فيما بينهم أو تصارع حقيقي ، قبل الإجابة على هذا السؤال من وجهة نظري أود أن أبين أن هذا الصراع وجد لأجل ألهاء الأمه بتوافه امورها حتى تنشغل عن الأهم ، كما ان الإجابة أو الخوض في هذه الإشكالية هو من باب الجدل الفكري حيث أن مردوده ونتائجة ستذهب في طي النسيان المعتاد ، فالمكتبات العربية ممتلئة بمثل هذه الأطروحات ، كما أنه أخيرا قد أتفق العروبيون والإسلاميون بأنه لا خلال هناك بين اللغة والعرق وبين الدين الذي هو اساسه نبع عربي ولغة عربية .

ولكن ماذا لو قامت هذه الوحدة التي سنظل نحلم بها جيلا خلف جيل على أساس ديني الذي يفرض المذهب نفسه ، حيث أنه لا يوجد فكر ديني قائم بدون تمذهب ، فالمذهب هو الوسيلة لفهم الدين وتفسيره ، كما أننا نعلم ان المنطقة العربية تعج بكثير من الأديان والمذاهب حتى وأن كانت أقليات ، فهي لن تقبل أن يأتي أناسا مأدلجون دينيا من ضمن عقيدتهم أن كل ما يخالفهم سواء كان مذهبي أو ديني يجب القضاء عليه أما فكريا أو تصفيته جسديا ، وهذا ما سيجعل الأمه تدخل دوامة هي في غنى عنها ، وايضا وهذه نقطة مهمة أن جُل الأحزاب السياسية فقيرة من ناحية التنظيم والرؤى السياسية ، وعادة ما تمتاز بالشوفينية المغالية نحو الآخر في الداخل والخارج ، ولها موقفها المعروف من كثير من أنواع العلوم والمعارف والأداب والثقافة والفنون ، وعليه فأننا معرضون للعودة إلى ما سمي بعصر الأنحطاط العربي ما بعد القرن الرابع الهجري حيث أرتفعت وتيرة النقل على العقل .

فأختلاف الفكر القومي عن الديني الذي يعتمد اللغة اساس توحده ويساوي بين كل المواطنين العرب ويفصل بين الدين والسياسة ، هو أن الفكر القومي يعتد كثيرا بتاريخه وتراثه ثم يقوم بتطويره بما يناسب ثوريته ليجعل منه حصان طرواده لدخول العصر وتقبله بكل اريحية ، لذا وجد هذا الفكر محاربة داخلية وأكثر منها خارجية ، لحد أن قوى العالم الراسمالي اضطر لضرب زعيم هذا الفكر التحرري جمال عبد الناصر ضربة تصل إلى حد العظم لتنال منه نهائيا !

ما ضر الفرد أن يعبد ما يريد تحت نظاما ديمقراطيا ودستور واحد ووطن واحد ، وما الضرر من أن يمارس الكل معتقده كيفما شاء وكيفما رغب ، ألا يساعد هذا على التفرغ للإبداع الحقيقي في مختلف المجالات التنموية دون الدخول في حالة الخوف على الدين ومعتقد الأطفال والأسرة والخوف من الذوبان في أفكار لا يؤمن هو وأجداده وأبنائه بها .

كما إين هو التعارض بأن يكون المسلم عروبيا ، وأن يكون العروبي مسيحيا ، ألا يكفي هذا تقاربا عبر اللغة والعروبة ، بخلاف التقارب المستحيل المبني على الأممية التي تنادي بها الجماعات الدينية ويصبح هناك تعارض ثقافي وأمتزاج أممي أثبت فشله عبر كثير من الدول التي قامت على النهج الأممي أو الديني ، والتاريخ أثبت لنا أن إي دولة دينية متى ما سقطت لا تستطيع أن تعيد بناء نفسها من جديد ، كون الخطاب الديني يظل متعلقا بزمن بعينه وبخطاب جامد مما يفرض عليه التيه ، وكون التجديد خارج نطاق الإيمان الذي قد يصل إلى الردة يصبح هذا الخطاب محل ترويح روحي ونفسي لا أقل ولا أكثر ، وهو يندرج لا محالة مع الخطابات التنويمية السائدة .

الفكر القومي لم يحارب الدين ولم يقف في وجهة في فترة من الفترات ، بل كان يعتبره رافدا قويا للعرب ، حيث نقلهم من مرحلة البدائية إلى مرحلة الحضارة والقيم الإنسانية ، والتخلي عنه يعتبر تخلي عن أهم أركان وركائز الفكر القومي



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - عروبة لغة أم عروبة دين