أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - ملاحظات سريعة حولة ساحة مفتوحة وجسر مغلق..














المزيد.....

ملاحظات سريعة حولة ساحة مفتوحة وجسر مغلق..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 21:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحرك متسرع اكثر من كونه رد فعل سريع هو الانطباع الفوري الذي يمكن ان يتولد عن التعاطي المشوش للقوى الامنية العراقية مع حدث التظاهرات الاحتجاجية التي جرت في ساحة التحرير..والاكثر ارتباكا كان هو الاجراءات الاعلامية والاجرائية التي اتخذتها الحكومة العراقية في تناولها الاقرب الى الخطأ لتداعيات الحالة..
اخطاء بدأت مع استباقيات الحدث المبالغ بها..واستمرت خلال التجمع ولم تنتهي بالارتباك المفتقر للمهنية الذي رافق نهاياته..مما ادى الى تعقيد الصورة التي آلت اليها الامور بدلا من تجاوزها باقل الخسائر الممكنة..
الخطأ الاول كان في عدم احتضان التظاهرات وتقديمها كحركة شعبية وطنية معارضة قد تكون ضرورية في ظل الحالة البرلمانية الراهنة التي تمثلها حكومة الشراكة الوطنية..بل التعامل معها بالكثير من التخوف والتطير الذي من الممكن ان يفسر على انه تقاطع مع الشعارات المرفوعة والتي تتحدث عن تطوير الاداء الحكومي من ناحية الخدمات ومحاربة الفساد والقضاء على المحاصصة السياسية على الرغم من انها مما اعترفت الادارة بوجوده حد التشكي ومطالبة الشعب بالتعاون للقضاء على هذه الازمات..
كما ان بعض الاجراءات الامنية والتي استندت على معلومات عن نية البعض ركوب هذه التظاهرات وتجييرها لمصلحة بعض الاطراف المناهضة للعراقيين وعمليتهم السياسية كانت مبالغا بها جدا وقدمت صورة زائفة عن حجم هذه الاطراف ومدى تأثيرها على الشارع العراقي..بل قد تكون الحكومة بموقفها هذا قد قدمت لها خدمة اعلامية هائلة هي ابعد بكثير مما كانت تتمناه وما ترجوه من استغلالها لهذا الحراك ..بل ان مجرد ذكرها ضمن مجال خارج نشاطها الاساسي في الارهاب والتخفش في الحفر والكهوف هو نوع من التكريس الذي لم تكن تتوقعه في يوم من الايام..
وقد يكون اكثر الممارسات خطلا هو التضييق على الاعلام الحقيقي المحترف ومنعه من التغطية المهنية للحراك الشعبي وترك الساحة نهبا للتغطيات الاقرب الى العمل السري الاستخباري التي قامت بها بعض القنوات من خلال فرض صورة معينة منمطة على الاحداث وباستخدام وسائل قد لا تكون بالاتقان المطلوب ولكنها تملك حظها من التأثير بلا ادنى شك..
وتلك الصورة ساهم في ترويجها انكفاء الاعلام العراقي الرسمي وتغطيته للاحداث من على التل ومن خلال الكاميرات المقربة..والاكتفاء بكم منفر من الحوارات المكرورة المملة المستعرضة لما سوف ينجز من امور لم يتلمسها المواطن على الارض لحد الان..
كما ان بعض الشبحية والاستنكاف عن التمظهر الذي طبع اسلوب عمل المنظمات والعناوين التي ساهمت وسعت وعملت فعليا على الترويج والدعوة لهذه الممارسة الديمقراطية السليمة قد خلق ساحة جيدة للمتقافزين على مطالب الشعب المشروعة وفسح المجال امام اصحاب الحسابات الفئوية والسياسية الضيقة لتمرير بعض الشعارات التي لم تكن من ضمن توجهات ومطالب الجماهير المنادية باصلاح النظام وتطويره ضمن اطارات واليات العملية السياسية..والتي قد يكون لها دورا في النهاية المفاجئة للاحداث وانجرار قوى الامن الى فخ الاحتكاك مع المتظاهرين..والتمادي حد اعتقال بعض الناشطين والاعلاميين خارج مكان التظاهرات وبصورة تعسفية وغير قانونية..
ان ما يخشى من ان هذه الاخطاء التي اوسعتنا الحكومة حيرة واستغرابا من تكرارها الروتيني رغم جيش المستشارين الذي يحيطون بمراكز وعناوين صنع القرار في الحكومة العراقية قد تكون اضاعت على العراق فرصة تكوين تيار وطني مدني عابر للشعارات الطائفية والعرقية والفئوية كان يمكن له ان يكون نواة لحركة سياسية متماهية مع نبض وتطلعات الشارع العراقي وتكون مؤهلة لدور الرقيب الوطني المدافع عن حقوق ومكتسبات الجماهير والمطلوب بشدة لتصحيح الخلل الذي افرزته نتائج الانتخابات والتي ادت الى تشكيل حكومة واسعة التمثيل ولكن مفتقرة الى معارضة برلمانية فاعلة..
وهذا الخلل نفسه هو الذي قد يدفع الى الدعوة لاستمرار المطالبات الشعبية وتطويرها وتنظيمها ضمن عملية واضحة المعالم موحدة الخطاب والشعار وتحت قيادة وتنظيم معلن ومعروف وواضح وذو صوت واحد..وتحصينها من الاختراقات التي يراد لها ان تنجرف عن اهدافها الوطنية والسلمية..
وهو نفس السبب الذي يحتم على الحكومة ممثلة باجهزتها التنفيذية ان تتحلى بالمهنية التي تتطلب الصبر والحنكة في مواجهة الاستفزازات والاحتكاكات التي قد تنشأ بقصدية مبيتة او كحوادث عرضية في مثل هذه الممارسات..
كما يتوجب على الحكومة النظر باهتمام الى مطالب الشعب بجدية وتمعن والاستماع الى صوت العراق الممثل بشبابه ونخبه الوطنية والعمل على تخليق الاليات التي تصل بالعملية السياسية الى بر الامان واطلاق حملة وطنية شاملة للقضاء على الفساد والمفسدين بغض النظر عن عناوينهم وانتمائاتهم الحزبية او الفئوية..وتحصين الديمقراطية من خلال اشراك الشعب في صياغة القرارات المصيرية وممارسة دوره في مراقبة وتقويم الاداء الحكومي..ودون ذلك ..فان الخطل الذي لاحظناه في التعامل الاجرائي والاعلامي مع تظاهرات الجمعة قد يجر البلاد الى ما لا ينفع معه الندم وقد يفتح الباب على مصراعيه لاختطاف المطالبات الجماهيرية المشروعة وتجييرها لخدمات افكار وشعارات ظلامية سوداء بائدة..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو الخطاب الذي يسبق الرحيل..
- خطابان لا ثالث لهما..بقيا لك يا سيدي..
- ليس بالعصي والحجارة يحيا النظام..
- البحرين..عندما يسحق الاصلاح تحت سرف المدرعات..
- ما زال هناك عمر للاستبداد في اليمن..
- اكثر من مليون شهيد..الا يكفي؟؟
- دولة المواطنة..كعقد اجتماعي جديد..
- انسحاقات الاخ العقيد القائد..بين صحراء وبحر وحصاري الفل والي ...
- الحراك المستورد..وسوء الظن الآثم بسمو الامير..
- لكي لا ندفن ضحايانا مرتين..
- مدد آلهي من خطابات المنابر..
- اختطاف الثورة..ما بين أنس الفقي وحسن سبانخ..
- ارحل..ولا تخف على قلب اوباما الطيب..
- ليس باسمنا..يا فخامة الرئيس جلال الطالباني..
- كرسي النظام الطائش..يخطئ كلوب الثورة..
- الآن..الآن.. وليس غداً..
- دفاعا عن الهوية الليبرالية الوطنية للثورة..
- تغيير على وقع الاقدام الثائرة..
- الشرطة في خدمة النظام..
- أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - ملاحظات سريعة حولة ساحة مفتوحة وجسر مغلق..