عادل الامين
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 16:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اذا كنا نعتبر ان الانفجار الجماهيري الكبير الذى اكتنف العديد من الدول العربية...لم يكن وليد الصدفة...بل نتيجة تراكمات امتدت لعقود...تحت نظم شمولية او ديموقراطيات مزيفة لا تقود ابدا للتداول السلمي للسلطة...مع ثورة الفيس بوك التي عظمت قيمة الفرد العربي...واضحى الكائن الجميل غير المرئي الذى يحرك الشعوب من المحيط الى الخليج هو((الحرية)) بكافة تجلياتها...وفي مستوى الاعلان العالمي لحقوق الانسان وليس الوصاية من مثلث برمودا الزعيم وعالم السوء والمثقف الانتهازي...ادوات النظام العربي القديم...اعلنها بوعزيزة داوية وقهر الظلم ومات وحرر الناس من الخوف
ازمة الديموقراطية كمنهج للحكم في الشرق الاوسط اصطدمت بموروث باباوي وابوي لعلاقة السلطة بالشعب القاهر بالمقهور وليس علاق ة شراكة بين واجب الدولة حيال مواطنيها وواجب المواطن حيال دولته
فاديموقراطية بمقاييسها المعاصرة هي بنت المجتمعات الليبرلية التي تعظم قيمة الفرد الانسان..رجلا كان ام امراة مسلم ام غير مسلم...اسود ام ابيض
تعظيم الفرد لاوالفردانية الخلاقة هي التي طورت كافة المجتمعات الغربية ومن حذا حذوها من بقية الدول في القارات
الحالة الليبيبة شكلت ظاهرة فريدة...تتجلى فيها الفكرة العقيمة واسباب فناؤها...ان ثورة العقيد القذافي على الملكية لم تكن ثورة بل انقلاب عسكري...جاء بنظرية الجماهيرية وتنزيل السلطات للشعب...ولكن لما نضج الشعب وسئم الطغيان وحالة اللادولة التي امتدت عبر اربعة عقود....خرج في مؤتمرات شعبية من نوع جديد لم يالفه القذافي..مدن بااكملها خرجت في استفتاء جماهيري مفتوح تحمل علم اخر دولة كانت في ليبيا وخرجت ولم تعد حتى الان...اليس كانت هذه هي نظريةالقذافي نفسه الشعب مصدر السلطات المباشرة دون ان ينوب عنه احد...فلماذا تنكر لنظريته وقمعهم بوحشية وجلس يسوق مبررات بان هناك مندسين بينهم
المحزن في التجربة الليبية..ان التحرك الجماهيري لم يبدا بصورة منظمة وبمشروع واضح يعلن هزيمة مشروع القذافي(اللجان الثورية))..وفي ظل غياب الدولة تمت اعمال غير انسانية قد تدخل ليبيا تحت طائلة الفصل السابع لمجلس الامن بدعاوي الابادة الجماعية..ولكن هل تهتم القوات الاممية بالانسان الليبيي...ام تترك حرب داحس والغبراء على حالها وتذهب لحراسة النفط تمهيدا لنهبه من جديد...وتغزية الفوضى الخلاقة بدخول المتطرفين اللعبة لاستمرار الوضع الشائن كما حدث في العراق
انا ما تحتاجه ليبيا الان هو جبهة ديموقراطية عريضة خالية من اي شعار ما عدا الدولة المدنية الديموقراطية الموحدة...وان تقدم برنامجها على ملا حتى لا يزايد احد على البديل واستقرار ليببيا...بناء دستور مدني تعددي اول مراحل الاستقرار..
#عادل_الامين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟