|
صيحات التخوين على ارضية الخمين
حنان فكرى
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 14:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الى متى تتصور المؤسسة الدينية انها بمنأى عن القانون فتفعل ما تريد ..وعندما تتخذ الجهات المسئولة خطوة حازمة يحتشد الموالون ليندددوا بانتهاك دور العبادة .. فما حدث مؤخرا يدلل بشكل قاطع اننا مازلنا نعلى الشأن الخاص عن المصلحة العليا لمصر .. فلم تكن تلك هى المرة الاولى التى يتدخل فيها الجيش لازالة تعديات بعض الاديرة على الاراضى المحيطة بها طلبا فى حماية اقوى بسبب الاحداث الطائفية او درءا لخطر مثلما حدث امس فى دير الانبا بيشوى ودير ابو مقار وكذلك دير الانبا بولا ففى دير الانبا بولا وضع الدير بوابات حديدية للحماية بعدما ايقن انهناك خطرا بسبب الفارين من السجون ومنهم بعض العناصر الجهادية المعروف عنها اعمال العنف ووضعها فى اماكن متقدمة من مكان الدير .. طلب الجيش ازالتها فرفض الدير وتحاور مع القيادات وطلب منهم تولى الحماية على هذه البوابات .. رحب الجيش وتم فض الموقف . فى دير الانبا بيشوى جاءت المعلومات تؤكد ان الدير اقام السور ليضم 500متر خلف الدير وهى من اراضى الدولة ..وبعض المساحة من امام الدير والتى تقع فيها نقطة شرطة مهجورة وجامع مهجور فاصبحا داخل الدير بحكم اقامة السور اعترض الجيش وصمم على هدم السور فصاح بعض الرهبان انهم لن يسمحوا بالهدم الا على جثثهم وتطوع بعض العمال بالقاء الطوب على العساكر مما دفع العساكر بالتعامل مع العمال وتم اطلاق النيران واصيب سبعة من العمال والرهبان وتم احتجاز البعض . هذه هى الرواية الاولى .. الرواية الثانية على السنة بعض المتواجدين اثناء حدوث الواقعة هى ان الجيش تعامل بعنف واطلق النار وصاح عند هدم السور الله اكبر ..وهو ما اعتبره البعض هجمة على المسيحية .. بانتهاك دور العبادة .. ذهب الشباب للاعتصام فى ميدان التحرير مساء امس وارسلت اسقفية الشباب لهم من خلال قيادات الجيش توضيحا للموقف وتمت التهدئة التى استجاب لها البعض ولكن لا يزال البعض غاضبا ..كلنا غاضبون ..ولكن علينا التروى فهل يعقل ان يطلق الجيش النار على رهبان عزل بدون اسباب و هلى يعقل ان المؤسسة العسكرية تخضع لمثل هذا التفكير الطائفى فىظل الاحداث الراهنة ؟ وان لم يكن عسكر الجيش هم من اطلقوا النيران فمن ذا الذى اطلقها ؟ و من ذا الذى اعطى الاوامر من الاصل باطلاق النار فلا يمكن ان يطلق مجندا طلقة واحدة من فوهة بندقيته دون امر من قيادته ؟ جميعها تساؤلات سوف يجيب عليها التحقيق صباح غد اذ تقدم المستشار نجيب جبرائيل ببلاغ للنائب العام اليوم يطلب فيه محاكمة المتسبب فى احداث دير الانبا بيشوى والنائب العام اصدر قرارا وخاطب رئيس هيئة القضاء العسكرى لفتح التحقيق فورا ومحاسبة الجناة . لكن الغضب يظل مكتوما فى النفوس تبدو مظاهره على وجوه من تظاهروا اليوم امام دار القضاء العالى منددين باعمال العنف وناسبين ما حدث للمؤسسة العسكرية .. اليوم كان مظهر الاحتجاجات مختلفا فبينما ينادى البعض بمحاسبة الجناة ويندد بالعنف الممارس ضد الاقباط .. طالب متظاهرون اخرون برحيل كل من يهتف بمطالب فئوية قد تؤدى بالخراب السريع لمصر .. وكادت الاشتباكات الطائفية ان تثار .. وبدأ كل طرف فى تخوين الاخر وقذفه بتهمة انه غير وطنى .. ويسعى لصالحه.. انضممت فى محاولةلتهدئة الناس واعلامهم ان الطرفان مخطئان دون جدوى كاد البعض ان ينقض على متهمنى اننى ضد الكنيسة ..والبعض الاخر اثنى على ما فعلته .. فالناس منقسمون والمواقف باهتة .. وكل منا يتصرف بدافع الحب لهذا الوطن لكن لسنا جميعا مؤهلين لفتوى فى كل شىء .. ولسنا جميعا مؤهلين لاطلاق الاحكام مسبقا وزعزعة الثقة فى الجيش الذى رفض اطلاق النار فى ميدان التحرير على اى متظاهر حتى فى معركة الجمال الشهيرة. لن ننكر اننا جميعا مرتبكون .. وجميعنا نخشى المجهول ونعتمد على التخمين فى ضوء الخبرات الماضية فى التعامل مع حقوق الاقباط .. ومعظم الاقباط يخشون التنكيل بهم من عناصر تتمتع بتاريخ طائفى.. لن ننكر اننا جميعا نخشى هذا المصير لكن قليل من الحكمة قادر ان يسير الامور الى النور بدلا من زجها وزج مصر كاملة الى النفق المظلم الا وهو نفق الطائفية فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به البلاد .. اليوم رايت نوعا مختلفا من الغضب .. غضب على مشارف التحول لتقسيم مصر الى مسلم ومسيحى بعد ان استطاعت الثورة القضاء على هذا التقسيم فى ملحمة 25 يناير بكل توابعها .. اليوم بدت الفرقة تدق الابواب وبدأت صيحات التخوين .والكل تحت دعوى الوطنية والحفاظ على مكاسب الثورة او تحت دعوى الانتماء الى دينه يقفز معلنا مواقف لن تجلب علينا سوى المصير المجهول . فمن يضمن عدم اندساس عنصر من عناصر الفساد التى ما زالت تحت السطح ولا نعرف عنها شيئا ليقوم باعمال عنف فتسرى الفتنة كالنار بعدما كدنا نوؤدها .. اعتقد ان الطرفان اخطئا التصرف وجانبتهما الحكمة ..فالدير بتعديه على اراضى مملوكة للدولة تحت دعوى بناء سور للحماية اخطأ التصرف واخطأ التوقيت ..والجيش بعدم انتظاره لمخاطبة الكنيسة نظرا للحساسية التاريخية فى العلاقات بين الكنيسة والدولة فى بناء وتترميم دور العبادة اخطأ .. كما ان اطلاق النار على الرهبان لابد وان يكون له فاعل فمن هو ان كان الجيش اصدر بيانا اليوم ينفى فيه اى تعدى على الرهبان ؟ هناك العديد من الاسئلة تحتاج التروى ومتابعة التحقيقات لمعرفة الاجابات الصادقة عليها بدلا من ان نجد انفسنا امام اكباش فداء من عسكر لا ذنب لهم الا انهم نفذوا الاوامر ان كانت قد صدرت بالفعل من قيادات فاسدة داخل المؤسسة العسكرية وقيادات غير حكيمة لا تعى خطورة الموقف وكيفية التعامل معه .. نحن نريد الحقائق بمنتهى الشفافية ربما نجد انفسنا امام مخطط لا نعرف لللاطاحة بالوحدة الوطنية بل والاطاحة بالثقة التى تولدت لدى الشعب المصرى فى الجيش فى الايام التالية للثورة ..وهذا ما ستسفر عنه التحقيقات فلنتابع وننتظر .
#حنان_فكرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب
...
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|