أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام محمد علي - معنى وجود شرق أوسط إسلامي














المزيد.....

معنى وجود شرق أوسط إسلامي


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 14:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدلاً من أن تلقي الدكتاتوريات القبض على دعاة التطرف والعنف، تشجع السلطات المنتخبة ديموقراطياً سيادة الفكر الواحد وإلغاء الأخر! هكذا سيكون الشرق الأوسط أو بعض دوله بعد إنتخابات ديمقراطية حرة توصل الإسلاميين إلى الحكم. أحزاب تحكم عبر مسلكٍ من مسالك الحرية و وئد الحرية أول مهامها. والنماذج لدينا عديدة، مثلما حدث في الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي، او مع حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة.

وبغض النظر عن إختلاف البلدان سياسياً، إقتصادياً، أو إجتماعياً، فهي مشتركة في كون غالبية السكان من المسلمين، والإسلام كدين لا يتفق والحريات الفردية أو الجماعية، فهو عقيدة جوهرها القرآن، والقرآن وحسب قول رجال الدين المسلمين لم يترك شيئاًَ إلا وأحصاه، بذلك فلكل سلوكٍ من سلوكيات المسلم نصٌ يحدد كيفيته، وليست حرية حدودها حرية الأخرين.

لا يقبل الإسلاميون بالحريات إلا عندما تكون في صالحهم، ومعظم الحريات محظورة شرعاً. حتى حرية التنظيم لا يقبل بها الدين، والتنظيم مقتصر على حزب واحد يتحدث عنه القرآن على أنه حزب الله، وبقية الأحزاب فاسدة و "حزب الله هم الغالبون". لذلك لا وجود لثقافة الأخر في المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ، وإن وجد الأخر فهو مواطن بواجبات دون حقوق. وأمور البلاد تُدار بالشورى والشورى لا علاقة لها بحرية التنظيم أو بالديمقراطية كما يدعي البعض، لأنها هي الأخرى ملتزمةٌ بالقرآن والحديث وسلوكيات الأولين كدستورٍ ومرجعٍ للفصل في الأمور.

وأحدث حالة على كيفية تعامل الإسلاميين مع الحريات تحدث منذ اسابيع في عدد من المحافظات العراقية بما فيهم العاصمة بغداد. فقد تم الغاء مهرجان بابل الدولي لأنه كان يحوي فقرات غنائية ورقصات والخ. في مدينة اخرى سُن قانون يشترط على العضو الانثى في مجلس المحافظة وهو بمثابة برلمان المدينة، أن لا تحضر جلسات المجلس دون محرم (أي دون أب أو أخ أو زوج يرافقها) لأن المرأة عورة!. وايضاً تم إغلاق النوادي ومحلات بيع المشروبات الروحية، رغم وجود تاريخي يصل إلى قبل الإسلام بكثير، لعراقيين لا يحرمون الخمر كالصابيئة والمسيحيين وغيرهم. وهنالك قصص مأساوية كثيرة.

أما النموذج التركي، فهو برأيي تقليد لبداية ظهور الاسلام، فعندما ظهر الاسلام في بادئ الأمر لم يكن يدعو سوى الى التوحيد ونبذ الأصنام. وقد تطورت الدعوة بالتوازي مع تطور القوة العسكرية السياسية للمسلمين. وكل شيء كان يحدث بالتدريج الزمني وبنضج تام، مع مراعاة خصوصية أهل مكة. ومثال التدرج الزمني في العمل الإسلامي واضحٌ في تحريم الخمر الذي كان على دفاعات. وخصوصية اهل مكة كانت في الكثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة انذاك، كطقوس الحج، الأشهر الحرم، أفضلية الرجل على المرأة، والكثير. وحسب هذه الإستراتيجية يعمل حزب العدالة والتنمية التركي، فهو لا يستطيع فرض الإسلام جملةً واحدة على بلدٍ علماني إلا بالتدريج الزمني، والإسلام أكثر انتشاراً اليوم في تركيا مما كان عليه البارحة، وسيزداد وجوده يوماً بعد يوم في سياسات البلد الداخلية والخارجية. فبعد تقليم اظافر الجيش لم يعد من حاجز امام الحزب لتبديل علمانية تركيا إلى "الإسلام المعتدل" سوى طموح دخول الإتحاد الاوربي، ويوم تخلي تركيا عن هذا الطموح سيكون يوم نقلةٍ نوعية إلى الإسلاموية.

أما في مصر فالأخوان المسلمين حتى الأن هم الأكثر حظاً في الفوز في أي أنتخابات تجرى مستقبلاً. وكذلك عاد الإسلاميون إلى تونس بعد إنقطاعٍ جبريٍ قرابة العشرين عاماً. وللإسلاميين دور في العديد من الإحتجاجات والثورات الجارية هذه الأيام في معظم بلدان الشرق الأوسط.

عانت البشرية ولازالت من الإرهاب الإسلامي يوم بدأت افغانستان دولة مسلمة وحيدة في العالم، ناهيك عن السعودية وايران فهما دولتان تعملان بالإسلام الممكن وليس المتمكن – سنخصص مقالاً لهذا الموضوع - فإلى ماذا ستؤول الأمور بتحول معظم الشرق الاوسط إلى الإسلام السياسي؟ خاصةً وأن ايران والعديد من القوى السياسية ستعمل جهدها على تحقيق تحالف لإزالة اسرائيل صاحبة المجتمع الديمقراطي الوحيد في المنطقة!. وعلى الأغلب حينها إما أن تزول اسرائيل أو أن تحدث حرب عالمية ثالثة. ولا أعتقد ان تتأثر ايران أو سوريا أو حزب الله ولا حماس بموجة الثورات التي تجتاح دولاً مجاورة لهم. وهم يشكلون محور تهديد الوجود الإسرائيلي.

أما على المستوى السياسي العالمي فإلى جانب مكامن الضعف العديدة لهذه البلدان فهي تمتلك عدد من مصادر القوة، من اهمها الشباب والنفط، فنسبة الشباب في المنطقة هي الأعلى على مستوى العالم، وكذلك معدلات النفط الخام. ولا سياسة بلا إقتصاد ولا اقتصاد بلا نفط. وهذا يعني أنها قد تساهم في إعادة توازنات القوى في المنطقة وربما على مستوى العالم ايضاًَ.

للشرق الأوسط ثقل إقتصادي وسياسي كبير على المستوى العالمي، وطالما قيل الكثير عن أن امريكا تشجع الدكتاتوريات فيها كما كانت تفعل مع شاه ايران، وفعلت مع حسني مبارك، وهي مستمرة مع دكتاتوريات دول الخليج. ومما لا شك فيه أن حكام الخليج هم طغاة ومتعجرفون، ولكنهم قد يكونوا الملاذ الأخير لأسرائيل والغرب في إحداث توازن قوى إذ حافظوا على عروشهم من خلال اللعب على الوتر المذهبي الشيعي السني، وهو وتر حساس جداً ولايمكن أن يتوحد ن داخل إطار الإسلام الواحد إلا بوجود عدو ديني خارجي، وليس باحدٍ أفضل من اسرائيل لإعطائه ذلك الدور الذي يشغله اليهود عموماً منذ أن رفضت قبائل يثرب اليهوية مناصرة الدعوة الإسلامية.
ودول الخليج يدركون يقيناً في حال إنتهاء ايران من اسرائيل سيكونون الهدف القادم لها، وستحرق نارها الشعوب والحكام على حدٍ سواء، في حين أن اسرائيل لا تريد من هذه الدول سوى معاهدات سلم، والإلتزام بهذه المعاهدات. وأعتقد ان من مصلحة هذه الدول التعامل مع اسرائيل لا مع ايران، لأنها ستؤكل حينها يوم أٌكل الثور الأبيض.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المقدس ووعاظه
- السحلية ورجال السواك
- عندما يغتصب الشيطان طفلة
- الديمقراطية التوافقية
- المشاركة السياسية بين عقلية المرشح وواقع الناخب
- عسكرة مدينة الموصل
- إستشراء الفساد في كوردستان العراق
- طفل ثالوث الألم
- الاكراد وايران وبقية اذرع الصراع
- وزير لأضحية الكوابيس
- بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟
- واقع الناس داخل مدينة الموصل الساخنة
- الفضائيات العربية والتربية
- الديمقراطية التواقفية والعراق المنقسم
- جماعات الضغط
- نقيق الضفادع نتاج سياسة القنادس وقصص اخرى قصيرة جداً
- استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات
- اعرف شخصك والاخر تعرف السعادة
- كيف تتشكل اتجاهاتنا
- حكومة غير شرعية لأحزاب غير شرعيين، ومقهى أكابر الحيوانات الأ ...


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام محمد علي - معنى وجود شرق أوسط إسلامي