|
المأبون و المجنون
محيي هادي
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 14:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
راينا و سمعنا بعنتريات البعثي المجرم صدام قبل و أثناء الحصار على العراق. و قد اثبتت الأحداث و الايام أن عنترياته أمام لجان التفتيش لا تعني إلا جبنا لكنه كان يبرز عضلاته أمام الشعب العراقي الأعزل. و لكنه انهزم و رضخ لأوامر لجان التفتيش و قبل بها و رضي أن تُفتش القصور التي بناها على حساب جوع الشعب العراقي، لا بل أنه قد انحنى أمام تفتيش غرف نومه و العبث بالملابس الداخلية لنسائه. و راينا أيضا المجنون القذافي بعنتريات مشابهة، قبل و أثناء الحصار، و كلام فارغ يتحدى به الذين وجهوا اليه أصابع الاتهام في تفجير طائرة ال (بان أم) و لكنه بعدئذ اعترف بجريمته و رضح لكل العقوبات التي أجبوره على قبولها فنزع سرواله في مكتب ال (بان أم) و عوض ذوي قتلى الطائرة بتعويضات خيالية.
خذ الشور من راس الثور، مثل يكرر دائما. ويقال الآن في العراق حيث يستشار أهل العمائم من قبل أنصاف الجهلة. و تشبه العمائم رؤوس ثيران خاملة. وقد قيل هذا المثل عندما كان يحكم المجرم شبه الامي صدام. فكانت كلماته تذاع على الناس بأنها كلمات حكيم. فكانت سابقا: قال السيد النائب و تحولت بعدئذ إلى قال السيد الرئيس. و لم يكمل "السيد" الرئيس مرحلة الدراسة الثانوية. لم يكملها لأنه بليد و غبي. و لكن البعثيين أخذوا الشور من الثور صدام و ساروا على طريق إجرامه. و معمر القذافي بكتابه الأخضر و بـ "محاضراته" الثورية يؤكد لنا بأنه لا يمكن أن يكون إلا بليد العرب، بل بليد أفريقيا إذ أنه تحول نحو القارة الافريقية و ترك العرب عدة مرات. إن كتابه الاخضر كان مصدر للقوميين العرب، ناصريين و غيرهم، و هكذا أُخذّ الشور من راس الثور الليبي.
لقد اعتمد المجرم البعثي صدام على الغرباء بشكل كبير. فجلب المصريين ليستعملهم في مجال المخابرات ضد العراقيين, و دخل الفلسطينيون فصار أحدهم المدير العام للمخابرات العراقية. و قد بشع الغرباء في معاملتهم ضد العراقيين و ظهرت وحشيتهم الكبرى عندما أجهظوا الانتفاضة الشعبية في آذار 1991، وشارك المرتزقة العرب، من سودانيين و مصريين و سوريين و فلسطينيين و يمنيين ...الخ، في قمعهم لانتفاضة العراقيين "جنود" مجاهدي خلق الايرانيين أيضا... و جدير بالذكر أيضا أنه كان هنا في أسبانيا عدد من الطلبة، و غيرهم، من العرب يعملون كجواسيس ضد العراقيين يقبضون اجورهم الاستخبارية من السفارة العراقية في مدريد. و لعض من هؤلاء لم يكتف بالسفارة فعمل لصالح الشرطة. لقد جلب صدام أعراب النفاق لا لكي يستعملهم في مخابراته ضد العراقيين بل و أيضا ليغير تكوينة المجتمع العراقي المتنوعة. و اليوم و نحن نرى اشتتعال انتفاضة الشعب الليبي ضد طاغيته، نرى أيضا مرتزقة جيء بهم من وراء الحدود الليبية: من تشاد و من النيجر و من السودان.... و مثل أقرانهم المرتزقة في العراق الذين ذبحوا الشعب العراقي نرى اليوم مرتزقة ليبيا، عرب و أفارقة، يذبحون بالشعب الليبي. لقد استخدم الطاغية الليبي مرتزقة أجانب يقتلون شعبه بكل ما لديهم من قسوة، تماما مثلما استخدم الدموي صدام مرتزقة أجانب يقتلون شعبنا بدون أية رحمة. لقد جن كل من المأبون و المجنون و تكبرا على الشعبين و اعتبراهما عبيدا أو حيوانات بدون شعور.
الشعبان العراقي و الليبي شعبان فقيران جدا على الرغم من كثرة الخيرات في بلديهما. في الشتاء يجمدهم البرد و في الصيف يحرقهم الحر. و على الرغم من ملايين البراميل من النفط التي ينتجها البلدان وتباع فإننا نرى هذين الشعبين يعانيان من الفقر الكبير و السكن في أكواخ و خيم لا تصلح و لا للحيوانات. و في مقابل الأكواخ نرى قصورا شيدت و تشيد ليسكنها الطغاة. إن طاغية ليبيا و أولاده يتفاخرون بالبذخ و التبذير و يتركون شعبهم في فقر و ذل تماما مثلما كان يفعل طاغية العراق و أولاده متفاخرين في ذل العراقيين. جنون حقيقي و تكبر أجوف و عظمة زائفة على حساب الشعبين.
سيف الاسلام، الاحمق، ابن القصاب الليبي له شبه كبير في إجرامه بعُدي، الاحمق الآخر، ابن القصاب صدام.
عائشة، و أقصد بها ابنة القذافي، جزار ليبيا، لها شبه مع رغد ابنة صدام، جزار العراق، و الاثنتان التحمتا و قامتا بالدفاع عن صدام و دفعتا الكثير من الأموال لمحامين لكي يدافعو عن المجرم في العراق. وقد ركض محامون وراءهما من بلاد عديدة بينهم محامون أردنيون من أمثال الخصاونة و الحمارنة و الجحاشنة، من الكسوس و البزوز... فهل سياتي يوم يهرع هؤلاء المحامون المرتزقة للدفاع عن طاغية ليبيا؟
لقد انهزم الجرذ صدام و ذهب الى مقره الاصلي، جحر جرذ. و سينهزم جربوع ليبيا إلى وكر جربوع.
و سيبكي أعراب النفاق على المجنون معمر و سيجعلونه شهيدا مثلما جعلوا من المأبون صدام شهيدا لهم.
محيي هادي – أسبانيا 26/02/2011
#محيي_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التظاهر مع القتلة سيجلب لكم العار
-
دِثو القاهرة
-
كل عام و أنتم بخير
-
شبق المسلم
-
الانتحار
-
عن عدو الفن و الأدب
-
الدين و الخرافة: من خصائص الإمام
-
المسلمون الحقيقيون
-
.الخرافة و الدين. عندما يصبح الامام طرزانا
-
مُشعِلة الحروب (4/4)
-
مُشعِلة الحروب (3)
-
مُشعلة الحروب (2)
-
مُشعِلة الحروب (1)
-
شعِلة الحروب (1)
-
مع حبي و اعتزازي إلى الإزواج الجدد
-
المعرفة تخنق الباحث عنها
-
القناعة قبر لأجل الفناء
-
عودة إلى الوطن
-
كهفُ العجزة
-
عجز الإعجازيين
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|