أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمود جديد - أجواء قمع شامل تخيم على المغرب: الضرب على نار مشتعلة يزيدها تأججا














المزيد.....

أجواء قمع شامل تخيم على المغرب: الضرب على نار مشتعلة يزيدها تأججا


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 10:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مباشرة بعد تأكد الدولة المغربية من حجم الكامن من غضب شعبي في أعماق المجتمع، بعد تعبيره عن نفسه بقوة في مظاهرات 20 فبراير، ومع استمرار الاحتجاج بمدن وبلدات عديدة، نزلت الدولة بكامل ترسانتها القمعية لمنع ابسط أشكال التعبير بالشارع. وحركت آلة التضليل المكملة لآلة البطش.

جرى منع التضامن مع جماهير ليبيا، وقمع وقفات الاحتجاج السلمية التي تمت الدعوة إليها لمواصلة المطالبة بالتغيير من اجل الكرامة و العدالة و الحرية. و جرت اعتقالات بكل مناطق المغرب، أطلق سراح بعض المعتقلين، فيما لا يزال العشرات بالمعتقلات. و نتج عن وحشية القمع استشهاد العامل الشاب كريم الشايب من مدينة صفرو.

وأبلغت سلطت القمع الهيئات المناضلة بكافة المدن بمنع اي شكل من الاحتجاج و التجمع بالشارع. بسرعة أذابت حركة النضال الشعبي، بخطوتها الأولى، الماكياج الديمقراطي على الوجه القبيح لدولة الاستبداد.

وبعد...

علينا أن ندرك ان الوضع السياسي بالمغرب قد تغير نوعيا. ريح الثورات و الانتفاضات الشعبية الجارية بمنطقتنا هبت بقوة على بلدنا، و لا زالت تهب، و نفضت الرماد من فوق الجمر الكامن. هذا الجمر سبق أن أطلق شرارات هنا وهناك: كفاحات المناطق المهملة، من سيدي ايفني الى صفرو وبوعرفة و غيرهما كثير، وكفاحات آلاف المعطلين بشارع محمد الخامس بالعاصمة، وفروع الجمعية الوطنية للمعطلين بربوع المغرب، و كفاحات عمالية ضارية حطمتها الدولة بمساعدة من البيروقراطية النقابية المتعاونة معها، و معارك الطلاب بعدد من الجامعات دفاعا عن الجامعة العمومية، و نضالات التلاميذ ببعض المناطق من اجل تعليم لائق.

كل سياسات البنك العالمي و الاتحاد الأوربي المطبقة منذ عقود أعطت ثمارها: اغتناء الرأسماليين المحليين، ونهب الشركات متعددة الجنسية للمغرب، و شعب منكوب: لا عمل ، لا صحة ، لا تعليم، لا سكن. عذابات هي الوجه الآخر لتهريب الثروة و البذخ، وتعميق التبعية للامبريالية.

كل السخط الناتج عن هذه السياسات يجد اليوم منفذا للتعبير، فقد أطلق شباب 20 فبراير حركة لا نظير لها في تاريخ المغرب. فأحزاب المعارضة التقليدية استوعبها النظام، وحتى تلك الرافضة للحكومة الحالية، ظلت تراهن على ان يصلح النظام نفسه عملا بتوسلاتها، وعجزت عن إطلاق اي دينامية نضالية، بل كان له الدور الرئيس في شل النقابات العمالية بإمساكها بقيادتها بالطريقة المرضية للنظام.

لأول مرة يسير كادحو المغرب وشبابه في الشارع مطالبين بالديمقراطية، بالحرية و العدالة و الكرامة. إنها أول حركة سياسية جماهيرية معارضة منذ أن قضى النظام على الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في سنوات 1960. مذاك فقدت المعارضة قاعدتها الجماهيرية، واقتصرت المعارضة على فعل معزول عن الجماهير، إصلاحيا كان او ثوريا. ولم تكن الحملة السياسية في متم الثمانينات ومطلع التسعينات (ما سمي كذبا بالكتلة الديمقراطية) غير ضجيج فارغ وجبان قياسا بما نعاين اليوم بشوارع مدن المغرب وقراه.

مطلب الديمقراطية و الحياة اللائقة يكتسب اليوم قاعدة جماهيرية، وبأساليب نضال ميدانية فعلية، ليست بين الجدران، ولا في معازل التصويت في الانتخابات.

هذه الحركة الناشئة لم تأت طبعا من عدم، لكنها تحمل عناصر جديدة نوعية. أهمها انضمام جيل فتي إلى المعركة. جيل غير مثقل بهزائم الماضي، جيل كله عنفوان و اندفاع إلى القتال. هذا الجيل ينصهر مع طلائع النضال التي راكمت تجربة غنية في نضالات العقد الأخير، مع النقابيين الذين حافظوا على شعلة الكفاح العمالي رغم سطوة البيروقراطيات، ومع مناضلي حركة النضال ضد البطالة، مجموعات وجمعية وطنية، ومع مكافحي جمعية اطاك المغرب، ومع فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و مناضلي الجمعية لحقوق الإنسان، ومناضلي اليسار الجذري. لكن نجاح هذا الانصهار على نحو خلاق مشروط بتفادي سلبيات سبق ان دمرت تجارب نضال عديدة، ليس آخرها حركة مناهضة الغلاء.

ليس ثمة غير الديمقراطية سبيلا لتطوير الحركة، اي التسيير الذاتي للنضالات، نبذ كل وصاية على قوى الكفاح الفتية، وكل تحكم فوقي في الحركة او حصرها في قوالب موضوعة سلفا، و كل مصادرة لحق الجموع في القرار، و الثقة التامة في الجماهير و في روح الإبداع لديها.

وفضلا عن هذا لا بد من تدبير تنوع الآراء بضمان حرية التعبير، وتنظيم الاختلاف، و اللجوء إلى القرار الديمقراطي بعد استنفاذ النقاش.

وضوح الرؤية هو أيضا شرط رئيسي، ويستدعي النقاش لتدقيق المطالب، ولتقييم الخطوات، واقتراح خطط العمل.

هذه الضرورات كلها يجب ان يجد لها مناضلو الحركة الناشئة صيغا عملية ملائمة حسب مميزات كل حالة. الحركة في بدايتها، وقوى جديدة أعظم ستنضم ، وعصا القمع لن تزيد نار الاحتجاج و الكفاح إلا اشتعالا، فلنكن في مستوى اللحظة التاريخية.




#محمود_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرباط ومراكش وفاس و صفرو وتازة وكلميم... قمع منفلت من عقاله ...
- .قمع الطلاب بمراكش ومستقبل النضال بالجامعة المغربية
- بؤس -الحوار الاجتماعي- يؤكد ضرورة الإضراب العام
- التيار الصدري والآفاق المحتملة لصيرورة جديدة 2/2
- التيار الصدري والآفاق المحتملة لصيرورة جديدة 1/2
- - إعلان دمشق بين مطرقة النظام وسندان أزمته الداخلية - 3/3
- - إعلان دمشق بين مطرقة النظام وسندان أزمته الداخلية - 2/3
- - إعلان دمشق بين مطرقة النظام وسندان أزمته الداخلية - 1/3
- من صفرو الى بومال دادس...لا لتجريم النضال الاجتماعي ! ولا لإ ...
- واجب ُنصرة صفرو المناضلة المحكمة تقرر السراح المؤقت ل 42 معت ...
- لقاء أنابولس ملهاة استعراضية جديدة لكسب الوقت لمزيد من الاست ...
- تنامي حركة مقاومة الغلاء: تظاهر أكثر من 2000 مواطن بمدينة صف ...
- على ضوء خطاب الولاية الثانية في سورية ، وما ورد بخصوص الإصلا ...
- من تاريخ قمع النقابة العمالية بالفصل 288 من القانون الجنائي


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمود جديد - أجواء قمع شامل تخيم على المغرب: الضرب على نار مشتعلة يزيدها تأججا