أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الجماهير تطالب دون مواربة














المزيد.....

الجماهير تطالب دون مواربة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسقطت ثورة الشباب حاجز المواربة ، ففي هامش الديمقراطية التي أوهم النظام السابق الشعب أنه ينعم بها، كانت حرية التعبير مليئة بالمواربة ، مليئة بالدمج بين التلميح والتصريح ، فالنظام مع القدم تمكن واكتسب ثقة لم يكن يمتلكها النظام إبان حكم عبد الناصر ، ففي فترة عبد الناصر لم تكن هناك أية مواربة بل كان الصمت التام ، فإما مباركة أو صمت أو معتقلات ومحاكمات عسكرية ، في عهد مبارك مرورا بعصر السادات ، كانت هناك حرية في التعبير ، بها بعض المواربة ، مع مساحات إلتزم فيها الناس الصمت ، خاصة التي تتعلق بالرئيس واسرته والمقربين منهم ، وهو ما ينشر الآن ولم يكن ينشر إطلاقا في عصر مبارك، أذن اتسم التعبير بتقنين للمساحات المتاحة ، وفي المساحات المتاحة انقسم الأمر بين القليل من التصريح والكثير من التلميح، وكان هناك الرقيب الذي يقنن ويهذب هذا التعبير كي يخرج في الثوب اللائق ، واتقن المصريون ضمانا لاستمرار هامش التعبير استخدام الألفاظ التي لا تزعج الحاكم، فانزعاجعه يهدد استمرار الحوار وقد يقطعه.
في هذا الجو الملئ بالقوانين ، والمراقبة الداخلية والخارجية ، جاء التعبير عن الرأي إما هزيلا أو رمزيا ، أو ربما موتورا ، وأي كان التعبير ، فقد اختار الحاكم موقفا ثابتا وهو ألا يتجاوب ، الناس تتكلم براحتها، والحاكم لا يغير ولا يتفاعل . وجاءت الثورة كي تقودنا لاستقلال حقيقي لإرادة الشعب ، وحكومات حقيقية تعبر عن ارادة الشعب وتقوده فعلا نحو مشروع تنموي وحضاري ، وكأننا نتطلع للدولة الحديثة ومواكبة العصر، وكان أداة الثورة الأساسي هو التعبير المباشر عن إرادة الشعب ، تعبير دون مواربة.
وهنا يأتي العامل المؤثر على النمو الطبيعي لمشروع الثورة متمثلا في نقص درجة تجاوب المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع مطالب الجماهير؛ فالجماهير عبرت دون مواربة عن رغبتها في التخلص من حكومة احمد شفيق كممثل لبقاء النظام السابق، والمسألة أصبحت مش مجرد انه رمز ، ولكن بدأت تظهر كافة أخطاء الرجل ممن ممارسات وتحالفات وهدايا وأراضي وتغطية على تجاوزات بما يعرض الرجل نفسه للمساءلة ، والناس تتساءل كيف يكون هذا الرجل الممثل للنظام السابق هو المسؤول عن الإعداد للفترة القادمة، وعن ملاحقة الفاسدين من النظام السابق.
والجماهير تتساءل عن إطلاق حرية تكوين الأحزاب حتى تتمكن من ممارسة سياسية حقيقية، وتتساءل عن حل جهاز مباحث أمن الدولة من أزاق الناس كل ألوان العذاب وقمع وقهر وتحكم دون أي سند قانون في كافة مظاهر الحياة في مصر، وتتساءل عن انتخابات قادمة بالرقم القومي وبإشراف لجنة محايدة بعيدة عن جهاز الشرطة وكشوفهم الانتخابية ، ولكن المجلس الأعلى لا يتجاوب بالسرعة المطلوبة مع طلبات الناس. وهنا المعادلة الجديدة المنشودة التي يمكن أن تدفع الثورة نحو النمو الطبيعي وتعيد للجماهير اطمئنانها ، التي تتلخص في سرعة التجاوب مع الطلبات الواضحة للجماهير، فالجماهير تطرح دون مواربة ، الاستغناء عن الفريق احمد شفيق، واطلاق حرية تكوين الاحزاب، وحل جهاز مباحث أمن الدولة، ومحاسبة كل من اتركب (أو دعا إلى ارتكاب) أعمال اعتداء ضد الشعب أثناء الثورة ، والاعلان عن اعفاء جهاز الشرطة من الاشراف على الانتخابات القادمة واسنادها للجنة محايدة ، وأن الانتخابات ستكون بالرقم القومي. الجماهير تطالب، وتجاوب المجلس الأعلى مع هذه المطالب وسرعة إعلان بياناته بهذا الشأن يمهدنا جميعا لتحمل مسئوليات المرحلة المقبلة بخطوات أكثر ثباتا وثقة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...
- الدين لله والوطن للجميع، وماذا بعد؟
- القمع هو القمع ، سواء باسم الوطن أو باسم الدين
- مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة
- لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهض ...
- بيان ائتلاف شباب 25 يناير ما له وما عليه حتى لا تضيع الثورة ...
- لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب ...
- يا أقباط مصر أخرجوا في -جمعة الرحيل-
- هل تسحق زهرة اللوتس ياسيدي؟
- 30 عاما ينقصهم بعض شهور
- وآن لهذا الشعب أن يمد ساقيه
- جيش وشرطة ، لا صوت يعلو فوق صوت الشعب
- ياعزيزي محيي ، الأقباط وطنيون وكنائسهم فداء لمصر
- بعد خطابكم ،الشعب يريد تغيير النظام
- عب يريد تغيير النظام
- أعيدوا الناس إلى منازلهم
- ما البديل ، لا نريدها تونس ، نريدها مصر
- من -كنيسة القديسين- إلى الدولة الأكثر عدلا وتقدما


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الجماهير تطالب دون مواربة