أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - الوكر















المزيد.....

الوكر


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قديما قالوا ان اللدغ من جحر مرتين امر مستحيل، كانوا يطلقون علي مكمن الخطر "الجحر" ولم يلتفت احد ان امر السياسة ليس كمن يهيم في البادية متحاشيا الجحور لان عالم السياسة ملئ بالاوكار. فشباب اللوتس بميدان التحرير لازالوا يواجهون اوكارا عديدة تكمن فيها وحوشا ضارية من نظام مبارك واذرعه الخفية والمعلنة من الامن المصري و الاخوان المسلمين علي الترتيب.


ادوات الامن واضحة من تلفيق للتهم الي الاغتيال الجهري او السري معنويا وجسديا، اما ادوات الاخوان المسلمين فهي ناعمة ملساء كجلد الحية. فالانتهازية وركوب الموجة والنفاق السياسي والتحالف السري مع السلطة مع الظهور بمظهر المظلوم كباقي شعب مصر هي اخطر ما تتسلح به هذه الجماعة.
كان سطح البحيرة المصرية هادئا قبل 25 يناير الماضي لكن قاعها كان يتفجر ببراكين وحمم من تراكمات كثيرة اهمها تقفيل مجلس شعب لحساب ابن مبارك شخصيا. وسخر الابن وابيه من المعارضة التي شكلت برلمانا موازيا، وحتي تهبط سخونة الموقف قام الامن بمذبحة ارهابية في كنيسة القديسين بالاسكندرية تبعها قتل احد الاصوليين داخل قسم الشرطة استبعادا لشبهة قيام الامن بها ولاحداث مزيد من الفتنة، وعندما لم تنجح اللدغات قام بعمل جريمة قطار سمالوط باغتيال اقباط داخل القطار. الثلاث حوادث الاخيرة جرت في نفس الشهر الذي خرجت فيه ثورة اللوتس لتقول ان الكيل قد فاض ومصر ليست ساحة للقذارة الامنية والعاب العروبة واسلامها الاصولي وكراهيتهما لباقي الاديان وللشعوب علي السواء.


إمتنع الاخوان عن المشاركة في اليوم الاول للثورة، بل لم تشارك ايضا قيادات حزب التجمع وعلي راسهم رفعت السعيد اليساري الذي كان العدو الظاهري الاول للاخوان المسلمين. وتلك هي المفارقة المدهشة حين نجد ان وكر السلطة يحوي وحوشا تتصارع علنا تمويها لتحالفاتها مع السلطة ثم تبدأ في لدغ شعب مصر وشبابها اذا ما ازفت لحظة المطالبة بتغيير السلطة واسترداد الحقوق.

فكما اصبح موقف الاخوان ملتبسا اصبح موقف قيادات الحزب اليساري العروبي الوحدوي اكثر التباسا. فالاخوان تعرضوا ظاهريا للاعتقال والمحاكمة والحبس واحكام القضاء لا لسبب سوي انهم اكثر القوي التي يجب تمويه دورها وعدم فضح حقيقتها لانها الطابور الذي سينقذ النظام به نفسه عندما لا تجد سفينة تيتانك من ينقذها. فاليسار لم يعد مقبولا تحت اي مسمي للاحتماء به اذا ما ازفت الازفة فهو كحزب فاشل منذ التطبيق الاشتراكي زمن الناصرية يجعله لا محل له في معادلة انقاذ السلطة انما السير بالسلطة إذا ما كانت الانواء غير عاتية.

لم يشارك الاخوان في بداية الثورة لكنهم انتظروا فوجدوا ان الامور جرت علي غير ما يهوي الاسلام السياسي وسلطة مبارك في وقت واحد. فقرروا الانضمام بكل انتهازية الي الشباب. فاذا كانت الثورة مستعصية علي اختزالها في حزب واحد ومطلب ايديولوجي محدد فقد صب في مجري نهرها اصوليون وسلفيون واخوان لدرجة انهم رفعوا فوق الاكتاف اكثر الدعاة الاسلاميين كراهية للمصريين ليهتفوا ضد مبارك، رغم ان مبارك كان يمولهم ويترك لهم ساحة الاعلام مفتوحة دون ضوابط. خرج احدهم المعممين المصريين بالدشداشة الوهابية ليعلن منذ اليوم الاول ان التظاهر ليس من شريعة الاسلام وعند تخلي مبارك عن الرئاسة عاد فقال ان ان شباب مصر علي حق ومطالبهم مشروعة.


وكان المشهد الاكثر غرابة هو وصول القرضاوي ليخطب في الميدان في ذكري الجمعة الاولي من نجاح الثورة في اسقاط راس النظام. قال البعض انه خميني مصر لكن الحقيقة تقول بان القرضاوي أتي بتاييد ان لم تكن بمبادرة من جهاز النظام الذي لازال يتحكم في إدارات الدولة ولم يتعرض بعد المجلس العسكري لأهم شخوصه. وهو ما يؤيد فكرة ان الاخوان لازالوا يلعبون دور طوق النجاه بعد ان فقدت الحية اكبر رؤوسها واطيح بها الي شرم الشيخ كمرفا آمن بعيدا عن امكانية الوصول اليه بقوة مسلحة تمنعها اتفاقية كامب ديفيد. هكذا وفر الشق العسكري في اتفاقية السلام الامن والامان لرأس الفساد مثلما أمن ايضا ارض اسرائيل من الاقتراب منها ولو بفوضوية ورعونة لا يتحقق منها الا هزيمة ساحقة كالتي وقعت في العام 67.


فمنذ ذلك العام المذل والمهين لم يتبدل امر السلطة في شئ رغم ان كل شئ كان قد تبدل. فكما اصدر عبد الناصر اوامره بضرب المتظاهرين بعد محاكمات الطيران في فبراير 1968 امر مبارك بفتح النار علي المتظاهرين بل وخرجت الطائرات الفانتوم لتحوم علي ارتفاعات منخفضة جدا فوق رؤوس المتظاهرين. فاستخدام العنف في اقصاه عند كلاهما لا يعني سوي ان السلطة قد فشلت في كل الحلول السياسية مع الشعب وهو القاسم المشترك في الجمهوريات الثلاث الناصرية والساداتية والمباركية.
والقاسم المشترك الثاني بينهما يكمن في استخدام الاخوان كل علي طريقته بدءا من تركهم كوحيدين في الساحة في بداية حكم يوليو ثم اطلاقهم مرة اخري مع حكم السادات ثم التعاون الكامل مع شقهم العسكري العنيف زمن مبارك خارجيا وداخليا متعاونين من أجهزة الامن بما يعطي صورة – أو يرسل رسالة مفاداها - ان لولا تحجيم مبارك للاخوان وللاسلام السياسي لاصبحت اوروبا والشرق الاوسط غارقا في بحور من الدماء والارهاب. فبعد ان كانت قضية فلسطين واحتلال الارض عصا غليظة للتهديد بقطع النفط اصبح الارهاب الديني هو العصا التي يحتمي بها النظام العربي من مطالب شعوب المنطقة ومطالب الغرب بالاصلاح والديموقراطية.
ولان النظام في مصر لم يسقط بعد فان استدعاء الاخوان للاجتماع بالمجلس العسكري ثم مشاركة اهم رموزه التي تحولت من الفكر الماركسي الي الاسلام السياسي لتعديل دستور هو في اساساه ورقة تواليت مستعملة اكثر من مرة منذ العام 1971 حين قام السادات بتحريفاته لتجعله دستورا ضد مصر وضد العالم المتحضر في آن واحد. كانت تحريفات السادات للدستور تصب في ديمومة راس النظام وتخدم الارهاب الديني وتغازل الحركة الوهابية الصاعدة علي المسرح استعدادا للافساد لحوالي اربعة قرون توقفت فيها الحياه والتنمية في الشرق الاوسط لصالح الارهاب والفتن الطائفية والحروب القومية الفاشلة والثورات الدينية البائسة. اربعة عقود ثلاثة منها من نصيب حكم مبارك وحده ومعه جوقة من مشايخ الخليج وفضلات القومية العربية في سوريا واليمن وليبيا بعد أن استعادوه الي حظيرتهم بمدخليها العنصري والديني في جامعة نظمهم العربية.


مجئ القرضاوي ليؤم صلاة استهلك المصريون مثيلاتها طويلا دون جدوي ليست سوي اعادة للتهديد بان خميني سني سيضاف الي نظيره الشيعي. انه تهديد اسلامي للغرب علي نمط التهديد الامني للمواطن من جهاز الامن الداخلي. وهو ذاته ما ردده القذافي منذ ثلاثة ايام بان القاعدة في شرق ليبيا وراء الثورة، ثم ما لبس ان استبدل اقواله بان المتظاهرون من متعاطي حبوب الهلوسة !!!. لم تفلح فكرة التهديد بالاصولية في ليبيا ومصر لان ثورة اللوتس لم تردد منذ قيامها شعارا من الارث الديني للمصريين لان مطالبها كانت الحرية وليس العبودية او الطاعة. فهل سيكون الغاطس الفقهي الثقيل المحمول عند القرضاوي والذي حكم المنطقة قبل تعرضها لرياح التغير الي الحرية والليبرالية بقادر علي ان يكون عونا لشباب اللوتس ام انه ثقل جديد لاغراق الثورة في بحور الفوضي والعنف الديني والطائفي. أم انه حصان طرواده الاخواني ليستعيد نظام الفساد المباركي اصوله بجذوره وجذوعه ورأسه التي لن يصعب علي الاخوان او فضلات النظام صعوبة من ايجادها.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسقطت الابوه السياسية
- عندما يصاب المفتي بالهلع
- جلد الحية... وقبل ان يرحل الدكتاتور
- تونس وخرائط النوايا والاولويات
- الفتنة الطائفية صناعة محلية
- علي ماذا اقسم البشير؟
- العمرانية ونهاية عصر الشهداء
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية
- السلف وسذاجة الفكر
- قمة فضح العرب
- ما قد حدث للمصريين
- أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور
- في ذكري العام التعس 1952
- نصر ابو زيد الحاضر دائما
- بين هايزنبرج وعمارة
- السلف وبلاهة الفكر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - الوكر