أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - الأكراد..والندم الماركسي!














المزيد.....

الأكراد..والندم الماركسي!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 08:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أحزنني كثيرا ما وجدته في بريدي من بيان أرسله المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي منظمة أوربا، يتحدث فيه عن اعتداءات للشرطة الجزائرية على عمال كرد يعيشون في احد مدن الجزائر!. يقول البيان: "قامت مجموعة من الغوغاء بالهجوم على الأكراد الآمنين في بيوتهم في مدينة بيض حيث يسكن ما يقارب الخمسمائة من العمال والطلاب الأكراد هناك.وبدلاً من أن يقوم البوليس الجزائري بمعاقبة المعتدين أعتقل ما يقارب السبعة عشر كردياً فيما أضرب قسم منهم عن الطعام احتجاجا على تعسف البوليس". وسريعا مرّ في ذاكرتي اسم الجزائر مرتبطا بعمق القضية الكردية قبل أيام اتفاقية الجزائر المشئومة التي دفع خلالها صدام حسين الكثير من حصة العراق في شط العرب لشاه إيران شريطة القضاء على الثورة الكردية،متعاليا بزيف المجد عن الحوار والتفاوض الداخلي.
في الجزائر اغتال الديكتاتور اتفاق 11 آذار 1970 للحكم الذاتي، اغتياله لآلاف الأبرياء في آذار حلبجة..حتى كأن للكرد في كل آذار دم ونزف استهوى النظام السوري كثيرا في آذار هذه السنة ليذيقهم رعبا على رعب..
ما ان جف حبر الجزائر حتى تعثرت في نفوس الملايين من الكرد روح الأمل في الثورة التي دفع الشعب الجزائري مليون شهيد فيها..
وقت "قدم ثلاثمائة طفل كردي في مدينة عامودة الكردية أرواحهم قرباناً لثورة الجزائر إذ قضوا نحبهم حرقاً في سينما البلدة لمشاهدة فيلم يرصد مقاومة ثوار الجزائر حتى يذهب ريعها لأطفال الجزائر". هكذا يقول البيان،فيزداد حزني.
وهكذا تعثرت في ذاكرة الكردي ملامح جميلة بوحيرد..
وأصبح للدم ما يميز هويته أكثر بين عربي وكردي، فلربما تعلم الكردي ذات يوم من تلك الثورة درسا هائلا في نبذ العنصرية، أيام دعم مئات المثقفين الفرنسيين نضال الشعب الجزائري دون تمييز بين لون او عرق او دين،فطالما عانت المحامية الفرنسية يهودية الأصل جيزيل حليمي ورفاقها في مساندتهم لجبهة التحرير الوطني‏.
محزن ومخيف واقع العرب في ظلّ هذه العتمة والتعتيم،ومفجع جهل النسبة الغالبة من العرب بعمق معاناة الشعب الكردي،وليس اشد عليّ ألما من دهشة الرجل المغربي (قبل أيام في محطة القطار الهولندية) ان أكون عربيا/عراقيا والتحق بتظاهرة للأكراد في دنهاخ،فهذا الرجل الذي سألته عن الطريق ألقى عليّ محاضرة عروبية بلغة تفاهمت معه عبرها بمشقة هائلة،ولا تكاد تذكر أمامها معاناتي في التفاهم مع أي كردي عراقي..
محزن ان يركن مثل هؤلاء الى متعة الكسل أمام زيف ما تبثه الفضائيات العربية وما تسوّده صحف العرب من أكاذيب وأباطيل،‏تتناقل حتى هذا الحين المعنى الآخر لحديث نبوي غير صحيح عن أبناء الجن الأكراد..
لقد قالها لي ضاحكا ومضى..
قلتُ ما قاله نبي؛ أي ربي اغفر لقومي إنهم لا يعلمون..
وسيندمون.. ندم كارل ماركس ذات يوم!، وهو يفضح نفسه عن واقعة طريفة حصلت معه في الجزائر!، ففي أواخر حياته زار الجزائر ورأى ان يكتب لأنجلز ما وعده به من رسالة تفصيلية عن هذا البلد وهذا الشعب..ولم يجد من وسيلة عاجلة غير اعتماده على دليل سياحي فرنسي يصف المدينة ويتحدث باقتضاب عن الناس وعاداتهم..
بعد سنوات طويلة نـُشرت مقالة له يـُفصح فيها عن ندمه البالغ في الاعتماد على وثيقة محتل يتحدث عن ارض وشعب لا يجد منفذا للحديث عن نفسه،ولا يجد الآخر غير الندم المتأخر،بعد ان يتمثل الحقيقة لبعض الوقت..
هذا الرجل الرائع ندم بنبل العارفين..وربما بقي ملاما لأنه لم يكتب كثيرا عن تلك الثورة..
ربما ندم لأنه تذكّر ما اتفق خلاله مع انجلز عن انتحال مشابه،كتبوا عنه في البيان الشيوعي تحليلا لتجربة أوربية : " العمل الوحيد للادباء الألمان كان ينحصر في التوفيق بين الافكار الفرنسية الجديدة و وجدانهم الفلسفي القديم، أو بالأحرى في انتحال الأفكار الفرنسية انطلاقا من آرائهم الفلسفية؛ و هذا الانتحال تم بالطريقة نفسها التي يتعلم بها المرء عادة لغة أجنبية، أي بواسطة الترجمة".
اذن..ليت في عرب الجهة الأخرى ممن يستقون معلوماتهم عن الأكراد من أعدائهم يعايشون ألم هذا الشعب النبيل،بعيدا عن الأدلة السياحية في الإعلام والصحافة العربية،وليتهم يتعاطفون مع هذا الشعب؛غريبا على أرضه ومهاجرا منفيا تطارده لعنة الاضطهاد كما لو إنه من أبناء الجن حقا.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يـُقرأ ُُالشعر من على شجرة
- الى الصحفيين العرب.. بوح عراقي بما يشبه رسالة
- الاستقلال.. بالقدم العراقية
- !اختطاف التاريخ
- المتكرر في النجف بعد ثمانين عام
- استبداد الطبائع
- قمر العرب وشمس 14 تموز
- لعبة التحرير
- ادرأوا الحدود بالشبهات
- -القاسم- في التواد المشترك مع أمريكا
- قالها عكاشة ولم يسمعه من احد؟
- عرب العراق،أم عراق العرب؟!
- بئر سومري
- صحيفة مضيئة
- الانتفاضة الموسيقية !
- بيضة الديك تاتور !
- مقترح لمتحف جديد
- صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير
- آلام المغني
- الإرهاب الحميري!


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - الأكراد..والندم الماركسي!