أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - طابا وإعلام التفجيرات














المزيد.....

طابا وإعلام التفجيرات


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 08:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أتفق مع ما جاء فى مقال الأخ العزيز عمرو أسماعيل عن عمليات طابا الإرهابية ، ويؤلمنى نظرة المواطن العربى الذى يهلل لقتل النفس البشرية فى تلك الأعمال الإرهابية ، تلك النظرة التى لا ذنب له فيها لأنها ترديد تلقائى لما يتردد على مسامعه ليل نهار من أنشراح صدر الله لمثل تلك العمليات الإرهابية والتى سيكافئ أصحابها بالجنة الموعودة .
وسائل الإعلام المصرى الرسمية التى يسيطر عليها النظام السياسى الحاكم ، لذلك نجد المشهد اليومى منذ سنوات عديدة لهذا الإعلام العنصرى الذى يزرع الكراهية الدينية بين مواطنى البلد الواحد ، والواقع الدينى والأجتماعى المنتشر فى ربوع مصر الذى لا هم له إلا بغض اليهود والنصارى وضرورة قتالهم والقضاء عليهم لأنهم أعداء الله وأعداء المؤمنين به وأعداء القيم والحضارة .
عندما تستمر الدولة فى إعطاء فقهاء الدين مساحات واسعة من البرامج التى شغلها الشاغل هو اليهود والنصارى ونجاسة النساء ، فالنتيجة الحتمية أن يتشبع العقل المصرى بالمكافأت الإلهية والتى سيفوز بها كل من يقوم بأعمال تخريب وقتل ونهب ، وهذا يوضح لنا عمق المأساة التى تقوم الدولة ببنائها والتبشير بها بين أجيالها الناشئة .
عندما يكون الدين مجرد كراهية وحقد وبغضاء تتحول واقعياً إلى أعمال قتل ، ومكافأة تلك المشاعر المريضة هو الفوز بالجنة والصبايا ، يكون طبيعياً أن يفهم المؤمن أن هذا هو الدين الحق وهذه هى العبادة الحقيقية ومن يفعل هذا فهو يفعل مشيئة الله فى إرهاب وبغض وقتل البشر ما داموا مختلفين عنا لغة وعقيدة وإلصاق كافة التهم بهم وأعتبارهم سبب المشاكل والبلاوى التى يعيشها المواطن البسيط .
تغيرت المفاهيم والقيم فى مجتمعاتنا وأصبحت الهوية الدينية هى وسواس الغالبية ، فأصبحنا نردد عبارات مثل تحسين الصورة الدينية بدلاً من تحسين الصورة الوطنية ، أصبحنا نردد المصلحة الدينية بدلاً من المصلحة الوطنية ، حقوق الإنسان حلت محلها الحقوق الدينية ، المجتمع المدنى أصبحت المجتمع الدينى ، كل هذه المفاهيم والمصطلحات يسترسل فيها إعلامنا ورجاله الدينيون والمثقفون الذين يروضون العالم من حولهم ليصبح عالم دينى يفرض دين العرب على كل من يسمع ومن لا يعجبه فلا حق له فى الأعتراض أو المناقشة والحوار بل الحل الوحيد هو أن يشرب من البحر !
الإعلام العربى المدفوع من الطبقة الحاكمة هو الذى يسمى أعمال الإرهاب أعمال مقاومة ويقدم تحليلاته السياسية برجال إعلام يدسون السم فى العسل ، والمواطن العربى هو الضحية الساذجة التى تصدق كل شئ ، لأنه لم يتعلم إعمال العقل والتأمل والدراسة ومحاولة فهم العالم من حوله بنفسه ، بل ينتظر المواطن العربى من يقدم له فتاوى وشروحات وتفسيرات دينية وسياسية وأجتماعية وجنسية على طبق من ذهب جاهز ليشرب ويأكل منه بالهنا والشفا .
مثال على هذه الحالة الإعلامية المجتمعية القاصرة وذلك الخلط المتعمد مع سبق الإصرار والترصد الذى يخلق ثقافة عنصرية فى أتجاه واحد ، ما سمعته من أحد الشيوخ الأفاضل على الفضائية المصرية وكان يرد على سؤال بسيط لشاب بسيط عن ما هى الحرية فى الإسلام ؟ وكانت إجابة الشيخ الفاضل من منطلق إيمانه وهو حقه الكامل لكنه لم يقف عند هذا الحد ، بل تجاوزه إلى مقارنة الحرية فى الإسلام مع بقية الأديان ومنها المسيحية التى بالطبع لم يكن هناك أحداً ليصحح للشيخ ما يقول أو يرد على مفهومه للحرية الناقصة فى المسيحية أو غيرها ، وكان القصد أن يخرج الشيخ وهو الفارس الأوحد فى البرنامج أن يظهر للمشاهدين من كل الأديان ولهذا الشاب المتسائل أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى أعطى الحرية للبشر .
هذا المثال الواقعى يدل على عقلية الإنسان العربى الذى لم يتعلم ولا يعرف كيف يشرح عقائده ومفاهيمه الدينية فى حدود معتقداته الخاصة بدون أن يشوه صورة الأديان الأخرى التى ليس لها الحق فى بلادنا العربية بأن توضح رأيها وتقول تفسيرها حول رأيها فى قضايا العصر والمجتمع ، لغة الحديث والحوار لا يبشر بالآداب والقيم التى تحترم صورة الآخر فى وسائل الإعلام وفى كل الأحاديث العلنية وغير العلنية التى يتم تشويهها وما تخلقه من آثار نفسية فى جميع المواطنين بأختلاف أديانهم وطوائفهم .
علامات الأستفهام كثيرة والتى ترسمها الصلاحيات المطلقة لأفراد يشوهون حقيقة العقلية المصرية ، وأعتقد أن القادة السياسيين والدينيين فى مصر خاصة وعالمنا العرب عامة ، عليهم مسئولية هامة وهى أن يحترموا هم أنفسهم الآخر ويعلنوا ذلك صراحة ، وأن يضعوا دستوراً للآداب العامة وأن يطبقوا المساواة بين كل المواطنين بدون النظر إلى الجنس أو اللون أو الدين وأن يضعوا القوانين التى تجرم من يخرج على تلك الآداب والقوانين الحقيقية التى يلتزم بتنفيذها جميع أفراد المجتمع إيماناً بأن الدين لله والوطن للجميع .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب
- هموم الإصلاح والأفيون المصرى
- جريمة الفضائيات العربية
- أحمد نظيف رئيس وزراء لكل المصريين ؟
- إن الله مع الظالمين
- كبش الفداء ومسيحيو العالم العربى


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - طابا وإعلام التفجيرات