أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - الموءودون














المزيد.....

الموءودون


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 08:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كي لا ندفن فكرة وتجربة"التجمع الليبرالي في سوريا" مرتين!

أسباب متعددة تدعو لفتح هذا الملف,لكشف المختلف والمؤتلف,ولاستبدال الديماغوجية السائدة بالشفافية فكرا وممارسة,والأهم بتصوري الشخصي, كشف دور التغذية العكسية في تكريس وتدعيم, نسق الاستبداد المهيمن على النفوس والعقول ومختلف البنى الاجتماعية _ السياسية الموجودة داخل سوريا وخارجها,التي تختصرها وتجمعها فكرة التخوين والتكفير وجه العملة الآخر لثنائية الصواب والخطأ.
الفرد هو وحدة الوجود الأساسية, وهو مادته ومعناه,كما أن القضايا الإنسانية هي الأهم,هي الغاية والهدف والوسائل, على العكس من القضايا الأيديولوجية(تحت أي مسمّى وردت وطني أم ديني) التي تمثل الوعي الزائف,وبأفضل الأحوال تجريديات ذهنية تسترخص الوجود الواقعي وأهم ما فيه الحياة البشرية, التي هي مصدر القيم والمعرفة والإنجاز.
كل الشعوب مارست الإرهاب في تاريخها وثقافاتها السابقة, قبل أن يتم الفصل بين الحروب الدينية والعسكرية والسياسية والفكرية. لو كان للعقلاء دورا فعليا في إدارة العالم بعد الحرب العالمية الثانية, لربما كانت خاتمة الحروب,ولأمكن لسكان هذا الكوكب البائس العيش في عصر جديد يعتبر الحرب والعنف شرا مطلقا. ذلك لم يحدث وما زالت الحماقة تستعمر العقل الجمعي والفردي على السواء.
بعد تصاعد موجات العنف والإرهاب في بلادنا وثقافتنا, دخل نبيل فياض من خلال نقده القاسي للفكر الديني وجهاد نصرة في غربلته للمقدسات, إلى ساحة الصراع الفكري_ الديني, إلى جانب صادق جلال العظم ومحمد شحرور ونصر حامد أبو زيد وسواهم, على التضاد مع رموز السلفية الدينية كالشيخ القرضاوي والبوطي وسواهم. وبقي في المستوى الفكري ذلك الجدال أو الصراع, طالما أن الطرفين اقتصرا على استخدام القلم والفكرة. الجديد في حالة نبيل وجهاد إعلان التجمع الليبرالي في سوريا.

*

بسبب جملة من المشكلات ,الأمنية والأخلاقية والسياسية والفكرية, تم الإعلان عن حلّ التجمع.
الأفكار لا تموت, مع الزمن تتحول إلى جدران أو تتحول إلى حياة. وفكرة الليبرالية كانت وستبقى قبل التجمع وبعده, وهي منفصلة عن تجربة التجمع كحالة حوار ثقافي لم يتجاوز عمرها الساعات فعليا, ولم يتعدى تاريخ وجوده الواقعي الثلاثة أسابيع, بقيت مشكلتان الأولى إنسانية صرفة هي وجود نبيل فياض في السجن,والثانية ثقافية وحقوقية تتمثل بحرية الرأي والتعبير وتتحجر كذلك ببقاء نبيل فياض وبقية سجناء الرأي والفكر والتعبير في سوريا,بدون محاكمات علنية وشفافية تامة, هروب عبثي إلى الأمام!
هل كان التجمع مصيدة لتصفية الحسابات والغايات الشخصية! ذلك السؤال يتضمن الرجاء والإدانة والخيبة, ويحتاج إلى حوار موسّع, بدأ قبل الإعلان عن التجمع, وخلال حياة التجمع القصيرة, وسيستمر بعده لكن سيكون مجرد حركات بهلوانية وقفز في الفراغ,ما لن يتم الإفراج عن نبيل فياض ويتم الكشف عن الأسباب المباشرة والكامنة لمختلف المواقف الرافضة أو المؤيدة أو المحايدة بشفافية ووضوح.

*

لا أعرف سوى تجربتي الشخصية مع التجمع( و سأعرضها لا حقا بالوضوح والدقة التي أقدر عليها), وبعض الحوارات المكتوبة أولا والشفاهية والتي أرغب في تكملتها لاعتقادي أنها تمثل الشخصية الاجتماعية السورية بمختلف جوانبها. "الأنا السورية" متناقض, سلبي, طموح, جبان,متعصب, غاضب, يحتقر الذات والآخر.الأزمة عامة وشاملة تبدأ بالأخلاق وتنتهي بالفكر والتفكير, وهي تسحق الفرد السوري وتحرمه من الفرح والإبداع. ليس الحل بمتناول أي طرف في الصراع أو الحوار السوري,إلا لمن يظنون في الإقصاء والإلغاء والقسر حلولا. المبادرة والإبداع على الصعيدين الفردي والجمعي ضرورة قاهرة, وشروط الإبداع معدومة ولأكن أكثر تواضعا, مجهولة بالنسبة لي.
استعداء الآخر الداخلي أو الخارجي, اليقين المفرط, النصح والمواعظ, العنف الفكري أو المادي, الزهد, العزلة,الهجرة, جميعها حلول مجرّبة على الصعيدين الفردي أو الجمعي, ووصلنا معا إلى جفاف عاطفي يتمثل في طغيان السلوك والفكر الانفعالي وضمور الفكر والسلوك العقلاني, وبنفس الوقت فقدان التعاطف الإنساني وبحدوده الدنيا مع الجميع بمن فيهم الأهل والغرباء.

*

الصورة قاتمة بالفعل,هكذا أراها, لكن لا سبيل إلا المحاولة من جديد أو الانتحار. أقصد الانتحار الفعلي والرمزي بنفس الوقت,الانتحار الفعلي هو الأسهل لأنه يقتصر على قتل النفس وتنطبق المسؤولية على الواجب ويكتمل وجود الفرد العدمي ونهايته. أما الانتحار الرمزي فكرا وممارسة فإنه وباء شامل ويسري في الجسد الاجتماعي السوري بكامله و تمثله ثقافة الموت, هو يستقبل الرضيع بصرخة الذعر ويودّع العجوز بجمود الحسرة والأسى في الحلق.

*

أخطأنا في تسمية" التجمع الليبرالي في سوريا"
كان الأنسب والأعمق دلالة" محاولة تجميع ثقافة الحياة في سوريا" ولا ضير بعدها إن وصفت بالفاشلة أو المبتسرة أو الحمقاء. نصفنا لو التقينا في الشارع لما عرفنا وجوه بعضنا. كان اتفاقنا الأساسي والوحيد: نبذ العنف_ احترام الرأي الآخر_ التدرب على الحوار والتسامح.
تلك جريمتنا الكاملة, والتي نتحمل وزرها جميعا, والحق يقال وللإنصاف أكّد نبيل فياض على كلمة"المعرفي" في تسمية التجمع المذكور. وقرأت فيها تعاليا فاضحا على الثقافة والمثقفين السوريين, وبما أنني كنت وما أزال فردا ساذجا ونصف أبله, سأخطأ دائما, وسأعترف بأخطائي وأنا وأضحك كمن حاز على الجائزة, تلك ثروتي وذلك كنزي.
لذلك أدفن انتمائي الأول وربما الأخير وأنا أضحك,بانتظار الأمل الكبير"تبييض السجون في سوريا"

اللاذقية _ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا صوت يعلو
- الوقف الليبرالي السوري
- الفردية والانتماء
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير
- يتامى جبلة
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل
- تعدد المعايير
- معايير مزدوجة


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - الموءودون