أحمد الناجي
الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 08:59
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
(أين كان هذا الصوت أيام كنا نتلظى في خضم الاستبداد والجور والتعسف والحصار حقبة الزمن الموحش)، ما تقدم عبارة أملت ظروف العراق الراهنة ترديدها بكثرة، ولهج بها غالبية العراقيين وأنا واحد منهم، وصارت لازمة نستلها بين الحين والآخر، لتذكير مَنْ يحاول أن يزايد على وطنيتنا وعراقيتنا، ودائما ما نضعها أمام أولئك المُنَوَمين بأقراص الادلجة والمُسلمات والعواطف، حينما يشرعون بالطنين يرومون ابتزازنا.
حضرت هذه العبارة أمامي ما أن تلقيت نبأ اعتقال الكاتب السوري جهاد نصره، الذي لا أعرفه شخصياً، ولكني أتابع مقالاته المنشورة على صفحات الحوار المتمدن بشغف، وبمرور الأيام المعدودة على اعتقاله، غدى حضورتلك اللازمة المعبرة سوطاً يجلد صمتي، لكثرة التساؤلات المشروعة التي تضعها أمام الضمير الإنساني.
ترى بماذا سنجيب إذا ما قذف جهاد نصره أو أحد غيره تلك العبارة أمامنا، لاسيما بعد تبدد أعراف الجلاد وتكسر أطواق التكبيل، وما عاد الصمت يركبنا، ذلك المتقد ناموس البقاء في الزمن الردي.
لقد كانت مقالات جهاد نصره بالنسبة لي بارومتر، لرؤية الفارق الشاسع بين هامش الحرية في سوريا الحاضر والعراق بالأمس أيام السطوة الاستبدادية، ولكن تلك الرؤى بزت للأسف باعتقاله، وجل ما أخشاه أن لا تكون تلك النظرات حسودة، وبذلك يجري تحميلها مسؤولية تبدد فسحة (الديمقراطية) التي كان يناور فيها جهاد بمقالاته الجريئة، أو بتطلعاته المشروعة لتأسيس التجمع الليبرالي.
لك الحق علينا يا صاحب القلم الذي وقف مع الشعب العراقي في محنته، بأن نصرخ عالياً، نعم لاحترام حقوق الإنسان، وتأمين الحريات الأساسية في المعتقد والرأي والتعبير والصحافة.
ونناشد الحكومة السورية لإطلاق سراح الكاتب جهاد نصره، وكل السجناء والمعتقلين السياسيين.
#أحمد_الناجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟