أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - السعودية والخوذة الحديدية














المزيد.....

السعودية والخوذة الحديدية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أقيموا الأعراس والأفراح أيها المحبين لطوفان الدماء ، أنفجار هنا وآخر هناك ، حجب مواقع وتكفير أبداع وتجهيل شعوب .. يا لها من موسيقى شاعرية يغتبض لها العربى فرحاً ويطير لها قلبه شجناً وتُخرجه عن صوابه ليخرج مهللاً إلى الشوارع ليتظاهر فى مسيرات تضامنية مع تلك الأنفجارات ليفجر صوته عالياً : الله أكبر ، هذه حقوق مشروعة للمواطن العربى ، لكن ليس من حقه أن يقرأ ما يريد أو يكتب ما يريد أو ينقد ما يريد حتى لا يتنجس بالحرية وينعم بالعقل بدلاً من الجنون السياسى العربى !
هل يشعر الآن بالسعادة من أصدر قرار حجب موقعنا الحر الحوار المتمدن فى السعودية ؟ أم يشعر بالتعاسة لأنه فتح عيون الكثيرين ليروا بشاعة نظامه وبشاعة عقلية القمع العربى الوراثية ؟ ألا يعرفون أن الممنوع مرغوب ؟ وما هى النتائج العظيمة التى حصل عليها أتباع تكميم الأقلام والأفواه والمواقع والكتب ... ؟
إن كان القائمين على الحكم فى الأنظمة السياسية العربية يؤمنون بأن الله سيدين المسكونة بالعدل ، لما أقدموا على سلوكيات خادعة يخدعون بها أنفسهم أولاً وأخيراً لأن الجميع يعرف كذب تلك السلوكيات والممارسات السياسية الخادعة والظالمة وتجاوزاتها المستمرة ضد حرية البشر .
أوطان يا عرب أوطان ، كان زمان تلك الشعارات التى أصبحت مجرد تراث عقيم ، ولم يعد هناك أوطان أو مواطنين بل مجرد قطعان من المعيز لا رأى لها ولا حق إلا فى الأكل والشرب والنوم والأستيقاظ لمباشرة العمل حسب أوامر الراعى أو السيد العربى .
النظام السعودى أغلق على نفسه أبواب الحقيقة ، لأنه يعتقد أن مملكته ترتدى دروعاً واقية لرصاص الرأى الحر والفكر الحقيقى ، لكنه للأسف أخطأ العنوان لأن مملكته وكل ممالك العالم أصبحت مليئة بالثقوب التى لا ينفع معها غلق ثقب هنا أو هناك ، لأن نور الحرية سيصل رغم أنف الجميع إلى الجميع ، ولكل إنسان الحرية فى قبول هذا النور أو رفضه ، " لأن الله يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين " ، فكيف ببشر أن يحجب شمس الحقيقة عن شعوب متعطشة للحرية وللحقيقة ؟
الحجب والحجر هى من أساليب الأنظمة الدكتاتورية الضعيفة التى لا تملك المواجهة مع الحق المتمثل فى الحوار المتمدن ، لأن تلك الأنظمة لم يعد لديها ما تقدمه لخير شعوبها إلا غلق الأبواب والنوافذ حتى يختنق الجميع بالقرارات الملوكية التى أنتهى زمانها ومكانها .
إن من مظاهر الأنحطاط الثقافى العربى مطاردة المبدعين والمفكرين والأقلام الحرة والبسطاء الذين يحاولون التعبير بحرية ، ذلك الأنحطاط الذى تعصب وتحصن بالدكتاتورية الدينية وغير الدينية لمزيد من نشر الجهل والسطحية والغوغائية بين الشعوب العربية وتقديس العنف والأرهاب والرأى الأوحد الأحد ، وتجريم الرأى والرأى الآخر والحوار والمحبة والسلام .
متى يفهم العرب أن الهوية الدينية لا يجب أن تتسلط على حياة البشر حتى تسجن عقولهم وقلوبهم فى سجن الدين ورجاله ؟
النظام السعودى وجد أخيراً موقعاً يخاف ويرتعب منه ، موقعاً حراً جريئاً يعطى حق المواطن فى التعبير عما يجول فى رأسه الذى أصابها الصداع اليومى ، فشلت السعودية فى تقييد حرية الآخرين بأفكارها الجاهلية التى تصدرها إلى العالم بأموال البترول الأسود ، وسينتصر الحوار المتمدن فى نشر رسالته السامية ، وألف مبروك على قادة السعودية وكل نظام يعمل مثلها على قرارهم أرتداء الخوذة الحديدية التى علاها الصدأ والتى طوقوا بها عقولهم وعقول شعوبهم وعزلوا بها أنفسهم فى مملكة أو زنزانة لا فرق ، المهم أن يكون قرار الحجب ( الخوذة الحديدية ) على مقاس رؤوسهم .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب
- هموم الإصلاح والأفيون المصرى
- جريمة الفضائيات العربية
- أحمد نظيف رئيس وزراء لكل المصريين ؟
- إن الله مع الظالمين
- كبش الفداء ومسيحيو العالم العربى
- الله أكبر ... لماذا ؟


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - السعودية والخوذة الحديدية