وثيقة تدين صالح مهدي عماش

جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 10:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مؤخرا كتب القاضي والحقوقي , الشخصية السياسية العراقية المحترمة , الأستاذ الفاضل " زهير كاظم عبود " دراسة نشرت على حلقات في جريدة المدى البغدادية وعلى عدد من مواقع الأنترنيت , الدراسة الموسومة بعنوان " حقائق مخفية عن علاقة البعث بجهات إستخبارية أجنبية " , وددت الأشارة في بداية هذا المقال الى كون الأستاذ الفاضل زهير كاظم عبود ,القاضي والحقوقي , الى ان مثله لا ينشر على الملأ , هكذا اتهامات لها علاقة بالأرتباط بدوائر المخابرات الأجنبية , ما لم يكن متأكدا عما يكتب وهو من درس القانون , وشهدت له سوح المحاكم العراقية بالعدالة والنزاهة . اشارتي الى ( الشخصية السياسية العراقية المحترمة ) , كون قاضينا من الشخصيات التي تتميز كتاباتها بالموضوعية والصدق وعدم التجني , والمتابعين لكتاباته يستطيعون لمس ذلك . شجعني على الكتابة ما ورد في الحلقة الثالثة من دراسته حول المجرم " صالح مهدي عماش " وارتبطاته بالمخابرات الأمريكية , وفي الحقيقة ان قصة ارتباط حزب البعث الفاشي بدوائر المخابرات الأمريكية والبريطانية , لم تعد سرا ولا خافيا على كل مواطن غيور , الا الذين يتوهمون ان الشمس يمكن حجبها بغربال , فوصول حزب البعث العراقي الى السلطة لأكثر من مرة والذي تم بمساعدة من الدوائر المخابراتية , لم يعد سرا من الأسرار , واضافة الى اعترافات بعض قيادات البعثيين مثل علي صالح السعدي , فلقد سلط عدد من الباحثين الضوء على ارتباط حزب البعث الفاشي بهذه الدوائر , ومنهم الباحث الدكتور عقيل الناصري في كتابه الرائع ( عبد الكريم قاسم في يومه الأخير ) الذي ارى من الضروري قراءته من قبل كل عراقي , وفي هذا الكتاب فضح الدكتور عقيل الناصري , بموضوعية وعلمية وبدراسة منهجية , علاقة الجاسوس ( إيليا زغيب ) بقيادة حزب البعث الفاشي , وكذلك الجاسوس المجرم ( علي عبدالسلام ) , واستطاع الباحث الدكتور المرحوم علي كريم سعيد , بتجربته وذكائه الأكاديمي استخلاص الكثير مما يدين قيادات حزب البعث الفاشي في ارتباطاتهم بدوائر المخابرات الأمريكية والبريطانية وذلك من خلال حواره مع المجرم طالب شبيب في ( عراق 8 شباط 1963 , من حوار المفاهيم الى حوار الدم , مراجعات في ذاكرة طالب شبيب ) , مع العلم ان المرحوم علي كريم سعيد كان من ضمن تنظيمات حزب البعث الفاشي في فترة زمنية .
ومن سجلات جرائم حزب البعث الفاشي نشرت جريدة طريق الشعب , جريدة الحزب الشيوعي العراقي , في عددها المرقم (5) الصادرفي اوائل شباط عام 1967 , والتي كانت تصدر بشكل سري وقتذاك , وتحت عنوان " عميل , ومجرم قاتل , وحرامي ..! " , نشرت الجريدة مقالا يعتبر الآن وثيقة هامة تكشف جوانب من عمالة ودناءة المجرم عماش :
( لقد جاء بإفادة الشهيد محمد سليم الصفار , وعلى لسان خالد طبرة , احد اعضاء فرق التعذيب بعد انقلاب شباط ما يلي :
عرض لي محمد سليم الصفار , اثناء ما كنت اقوم بتعذيبه ان يدلي بتصريح خطير . فوافقت على ذلك . وقمت بالكف عن تعذيبه , وانزلته على الأرض , وقمت بفتح جامعات اليد , وطمأنته , وقلت له ـ استاذ انشاءالله بعد اعترافك سوف تزور عائلتك قريبا ـ أملا بالحصول على اعتراف منه . وقد قال لي الصفار : " أود أن أفضي لك بهذه المعلومات المهمة وهي أمانة في أعناقكم , وسوف تكونون مسؤولين امام الشعب اذا تسترتم عليها . ان لدي ارقام عدد من الصكوك حصلت عليها عندما كنت مديرا لفرع مصرف الرافدين في الأردن . وهذه الصكوك تتضمن ارسال مبالغ ضخمة من قبل السفارة الأمريكية الى ـ صالح مهدي عماش ـ فإذا كنتم تدعون الوطنية والأخلاص للشعب ومحاربة الأستعمار , فكيف يجوز ان يكون على رأسكم من هو عميل ومأجور للأستعمار ..؟! " .
وقد قمت " والكلام لخالد طبرة " , بإخبار صالح عماش فورا بأقوال الصفار , وقال انني سأحضر بنفسي , ثم جاء صالح بعد نصف ساعة , وأمرني بالأقتصاص من هذا الشيوعي , والتخلص منه , وقد اشترك صالح معنا في تعذيبه , ثم طبقنا معه جميع انواع التعذيب , ولم تفد معه , فأتصل صالح بمدير الأستخبارات العسكرية " محي محمود " وقال له " محي , هذا شيوعي ما ديموت شنسويله ؟ " فقال له محي " اغرز الكلبسات بكَصته " . اخذ صالح اكثر من ثلاثين كليبسا وغرزها في رأسه وجبهته , وبقي معلقا والدماء تنزف منه , حتى لفظ انفاسه الأخيرة , وبعد ذلك رميت جثته في احد المقابر السرية , ولم ترسل للطب العدلي , ولا سلمت لذويه .
كما ورد بإفادة الملازم ضياء الجبوري " حارس قومي " الذي قام بتحري محل الأديب الصراف واستولى فيه على مبلغ خمسين الف دينار , بأنه اعطى عشرين ألف دينار منه الى صالح مهدي عماش , وقد ذكر في توزيع المبلغ اسم رشيد مصلح ايضا الذي قبض مبلغ خمسةآلاف دينار ) .
هذه هو المجرم صالح مهدي عماش , على حقيقته وبإعتراف رفاقه في الأجرام أليس حقا انه كذلك : عميل , ومجرم قاتل , وحرامي ..!

#جاسم_هداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات