احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)
الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 00:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عبر احد الاصدقاء القادمين توا من بغداد عن وصفه للاداء الحكومي قائلا: ان الواقع اثبت بان الاحزاب الاسلامية لاتستطيع ادارة بانزين خانة.
وهذا مايؤكده خشيتهم البالغة من عودة البعث البائد للحكم مرة اخرى, بعد ثمان سنوات من حكمهم واجتثاثه. وهم بذلك يضيفون, وباعترافهم على رؤوس الاشهاد, فشلا جديدا الى قائمتهم الطويلة.
فهم يشنون حملة شعواء ضد المظاهرة المزمع انطلاقها في بغداد يوم 25 فبراير القادم ضد الفساد وسرقة المال العام والفشل الحكومي ومن اجل تعزيز الحريات, بعد ان هالهم مستوى الاستعداد الشعبي الواسع للمشاركة فيها.
وبعد ان تظاهرت الحكومة واحزابها بالالتزام بحقوق المواطن التي ضمنها الدستور, حق التظاهر, اطلقت مجموعة من القرارات التي تضيق عليه. ثم تبعوها بسلسلة من التنازلات, من قبيل, التخفيض النسبي لرواتب المسؤولين الخيالية ووعدهم بالقيام بمشاريع عمرانية وخدمية.
لكن نواياهم الحقيقية من هذا الحق سرعان ماظهرت جلية قبل يومين من انطلاق المظاهرة, بأتهامهم لمنظميها بالبعثية وان غرضها اعادة البلاد الى ايام حكم صدام السوداء, لمنعها او ربما لضربها.
وقد استندوا في ذلك على بيانات لشراذم بعثية منقسمة, على الانترنيت, او على بيانات مضحكة فبركوها على عجل, لما تتضمنه من اهداف مستحيلة, تستوجب العودة بالتاريخ الى عشر سنوات ماضية, مع شرط قيام صدام النافق حيا من قبره.
ان اعطاءهم فاشيي البعث شرف تنظيم مظاهرة تنادي بحقوق المواطن ورفاهه, لهو وصمة عار في جبينهم. ويؤكد عنادهم في الاستمرار على نهج سرقة المواطن واهانة كرامته وممارسة ذات السياسة المناهضة للحريات, مع استهانة بالغة بوعي المواطن وتنكر واضح لمعاناته وهضم جائر لجهود شبابية مثابرة.
ان دعوة البعض لأجراء استفتاء شعبي حول الخدمات وانتظار ستة اشهر قادمة للتظاهر مستغربة جدا. فهي ببساطة التفاف غير موفق على المطالب الشعبية التي لاتحتمل التأجيل بعد ثمان سنوات انتظار بلا جدوى. فالتظاهرات المطلبية التي تعم مدن وقرى العراق, هي ابلغ واسرع رد على الاستفتاء االمقترح. كما ان المطالب الشعبية لم تقتصر على تبليط شارع او فتح مجاري بل هناك حزمة مطالب اخرى تتعلق بتقييد الحريات العامة والخاصة ومحاربة الفساد والمفسدين وغيرها كثير.
امام تغير الموقف الحكومي من المظاهرة, ينبغي على منظميها التأكيد على سلميتها ورفع الشعارات الاساسية التي تهم المواطن وكذلك الحذر من محاولات اختراقها, بتشكيل لجانا شبابية لتفتيش المشاركين فيها وقطع الطريق على من يحاول الأساءة الى اهدافها السامية من بعثيين وطائفيين وتحاصصيين.
#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)
Ihsan_Jawad_Kadhim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟