20فبراير بالون اختبار والثورة قادمة

ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 22:54
المحور: المجتمع المدني
    

ما يزال الملك يعتمد على تقارير اشخاص تجاوزهم الزمن, واضحى بذلك يواجه مطالب ابناء القرن 21 بنفس الوسائل البائدة التي استعملت ولم تكن في محلها, مادام انها لم تلغي اسباب مطالب 20فبراير.ان النظام البوليسي اياما كانت مقدراته لن يستمر في الوجود الا مرحليا ,وكثيرا ما كان كارثيا على رموزه. لقد تفتق ذهن مهنسي القمع الممنهج على طريقة تعذيب للمواطنين, بتاريخ 19 فبراير الذي يسبق التاريخ المحدد للأنتفاظة الشعبية وكذا بعده, حيث تولى رجال الأمني القمعي اختطاف كل من اعتقدوا انه سيكون مسموع الكلمة من قبل المتظاهرين. كما اختطفوا كل من سبق ودونت هويته بمخافرهم, فاقتحموا بيوت المواطنين ليلا ونهارا جهار واقتادوا المذكورين الى اماكن مظلمة وحتى بداخل مساكنهم امام اهلهم وذويهم وانهالوا عليهم ضربا بالعصي الى ان يغمى عليهم ويتاكدون بان حضورهم يوم التظاهرة قد اصبح من المستحيلات ليخلون سبيلهم ويتولى اهلهم او بعظ من ذوي الغيرة الوطنية وذوي النيات الحسنة نقله الى المستشفي حيث يرمى به في قاعة الحالات الأستعجالية لتلقي العلاجات ان كان امر بها مسؤولوا المستشفي من قبل مهندسي الأجرام المنظم ضد افراد الشعب, او تركهم ينتضرون الموت كما هو شان احد الشبان بمدينة صفرو والذي دهسته سيارة تابعلة لرجال الوقاية المدنية والتي كان يسوقها رجل مخابرات, ظهر انه امر بالقيام بتلكم العمليات لتفرقة المتظاهرين.
عملية اختطاف المواطنين ما تزال مستمرة حتى ان رجال الأجرام الدولتي لا يهابون افتظاح امرهم فيلجون المقاهي ويسوقون من سجل لديهم على انه كان ناشطا مميزا في التظاهرة, ولا يخلون سبيله الا اذا تاكد لهم انه مصاب بعاهة مستديمة او على الأقل فانه سيمضي في غرفة العمليات بالمستشفي وقتا غير قصير. هذا مع العلم ان من يتولون القيام بهذه الجرائم لا يزاولون مهامهم بالمدينة التي يقومون بها بهذه الأفعال وانما يؤتى بهم من مراكز اخرى, وينقل غيرهم ليحلوا محلهم في مراكزهم هم حتى لا يعرف منهم احد. كما انهم بمجرد قيام مجموعة بما امرت به تغادر المدينة لياتي غيرهم لمتابعة المهمة .
ان نظام الملك الجاثم على صدور المواطنين منذ قرون يعتقد انه بواسطة هذه الأفعال الأجرامية سيرهب الشباب التواق للحرية والكرامة وينال بالتالي من ارادته, ناسيا او متناسيا ان زمن الترهيب والتخويف ولى الى غير رجعة ,ولم يعد شباب القرن21 يعيره اهتماما ما دام يعلم انه في النهاية هو الفائز ولن يفتظح الا امر الديكتاتور وازلامه الذين لم يعتبروا مما جرى ويجري في المحيط والجوار.
ان عقلية النظام لم ترقى بعد ولن تستطيع الأرتقاء الى فهم عقلية شباب القرن21 لأن الديكتاتور لا يرى الا ما يرغب هو في رايته ,كما لا يسمع الا ما يريده. لذلك كانت مطالب التغير لا مطالب الأصلاح واذا اعتقد ان مطالب الشعب المغربي قد توقفت فيما ابلغه اياه مخبروه ,فلينتظر يوما ياتيه فيه الخبر اليقين ان ان المطلب الرئيسي والأساسي للشعب المغربي لن يكون مختلفا عما سمعه الديكتاتوريون بالجوار. يومذاك سيعلم الملك ان لجانه ومجالسه وحكوماته و برلمانه وصناديقه لم تكن ابدا نتيجة الأرادة الشعبية, وانما مجرد كراكيز وديكورات لخداع انظمة الدول الأجنبية .هذه الأنظمة التي تعلم جيدا ان من المميزات البارزة للديكتاتور هو خوفه من الغير وليس من شعبه .لذا لا تخفى عليها عمليات تبييظ الواجهات التي يعتقد الديكتاتور لبلادته انها سوف تجعله من المحترمين.
ان كل محاولات نظام الملك تهدئة نفوس الشعب المقهور بواسطة اظهار كونه يعمل على الأستجابة لمطالبه ,انما هي اضغاث احلام.اذ لا مجال لأي اصلاح لقد بلغ السيل الزبى وبلغ السكين العظم فلا حل الا برحيل النظام ومحاسبة الفاسدين. ان 20فبراير لم ولن تكون النهاية بل هي البداية وبالون اختبار. ليتنازل النظام علا نية واما شعوب العالم ويخرج الزبانية من قصورهم فزعين معلنين انهم مع ارادة الشعب ويكونوا بذلك شهودا على انفسهم ولن يظلموا فتيلا.
ان الشعب المغربي يدرك ان مفتاح كل مآسيه ومشاكله انما هي في ارجاع الثروة المنهوبة. بها وحدها سيخرج الى الوجود وان كل محاولات النظام ذر الرماد في العيون مآلها الفشل الذريع.كما ان محاكمة الفاسدين هي وحدها سترجع له كرامته التي نالت منها العصابة الحاكمة ناسية انها مسؤولة امامه فالهاها التكاثر والأكثار وهو يراقب و لا يترك صغيرة ولا كبيرة من تصرفاتها, الا ودونها لتكون دليلا وحجة ليوم حل اجله ابتداءا من 20فبراير.

#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات