أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم قبيلات - الثورات الشعبية توقظ الحماس في النفوس














المزيد.....

الثورات الشعبية توقظ الحماس في النفوس


سالم قبيلات

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلت الاعوام العشرة الماضية كابوسا حقيقيا ثقيلا جثم على ضمير المواطن العربي،تعرض خلالها الى افظع المصائب والمؤامرات التي احيكت ضده بدقة وعناية لشرذمته ومسحه عن خريطة الحضارة الانسانية ، فلا نبالغ ان قلنا ان تاريخنا الحديث لم يعرف ما هو اسوأ من هذه الحقبة،التي تعرض خلالها المواطن الى اقصى انواع الظلم والاستبداد وشتى صنوف القهر والتهميش، من انظمة تسلطية وحكام ادمنوا الفساد وامتهنوا السمسرة وتفننوا في اهدار المقدرات الوطنية، تحت حجج براقة خادعة، مارسوا افعالهم السوداء بطمأنينة مريحة في ظل التأمر الدولي المرعب الذي لم يشهد له العالم مثيلا، كان الهدف الحقيقي له تحطيم كرامة وارادة الانسان العربي.
خلال هذه السنوات العجاف عملت انظمة الحكم العربية على خنق الحريات العامة وعمقت من تبعيتها لمشاريع التفكيك الاستعمارية الى ابعد الحدود. فلم يكن بمقدور المواطن ان يستوعب ويصدق حالة الذل والاستلاب التي وصلت اليها الاوطان بفضل سياسة حكامها ، حيث لم تكتف بالتنازل عن الحق بتحرير الاراضي العربية المحتلة فحسب، وانما اخذت بالانتقال الى مستويات اخرى من الانحدار الاخلاقي حتى وصلت الى ممارسة التأمر العلني تجاه بعضها البعض، وعملت جهارا نهارا على تسهيل سقوط اراض عربية جديدة تحت الاحتلال عبر مشاركة فاعلة في التدمير وتفتيت المكونات الوطنية لصالح تأمين ضمان بقاء مشروع الكيان الصهيوني، وسيطرته على المنطقة الى الابد.
لقد توالت احداث التآمر بوتائر سريعة غير مسبوقة، لدرجة اصيب معها المواطن بالذهول مما يرى، شاهد فظاعة اجتياح العراق الشقيق، وفصول تدميره، وكيف تمت بمشاركة نشطة وفاعلة من انظمة الفساد والخنوع . لم يقف الامر عند هذا الحد، فبعد ثلاث سنوات جاءت الصدمة الثانية والتي تمثلت بالهجوم البربري الصهيوني على لبنان ، لتدمير المقاومة اللبنانية التي دحرت الاحتلال عام 2000، وخلالها شاهد بشكل واضح كيف تبنى الحكام العرب موقفا داعما ومؤيدا للعدوان الصهيوني الغاشم على لبنان الشقيق، ودون ادنى وازع من ضمير باتوا يتخطون الثوابت والقيم، واصبحوا في حالة من فقدان التوازن الاخلاقي وكأنهم لم يعرفوا الخجل في ثقافتهم. ولكن أرادة المقاومين وصمودهم افشلت العدوان وانتصرت المقاومة وانتصرت معها مشاعر المواطن المقهور، وخاب ظن انظمة الفساد التي لم ترتدع ولم تتعظ، فقد عادوا وكرروا ممارسة الشيء نفسه بعد عامين عندما هاجم الصهاينة المعتدون غزة الابية للقضاء على بقايا المقاومة الفلسطينية، بعد ان غرقت قيادة السلطة الفلسطينية في فضلات الفساد الصهيوني، وتنازلت عن ثوابت قضية الشعب الفلسطيني المقدسة لصالح المشروع الصهيوني. وايضا من جديد خابت رهاناتهم وفشل العدوان الصهيوني في طمس الحقوق الفلسطينية، والمستغرب انهم مع كل خيبة وفشل جديد للمشروع الامريكي الصهيوني يضاعفون من ارتهانهم للمشاريع المشبوهة، فقد كان لتضامنهم صراحة مع الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة ان تسابقوا في طلب الثأر له من اهل غزة الابطال الذي انتصروا على العدوان بصمودهم البطولي، حيث لا زلنا الى اليوم نشهد فصولا من حصار غزة، بالاضافة الى شتى انواع التآمر على المقاومة اللبنانية الباسلة.
والان بعد ان طفح الكيل لدى المواطن العربي وبدأ يثأر لكرامته وحقق انتصارات عظيمة اعادت الروح والحياة اليه، اخذ الطغاة يتلمسون رؤوسهم، فمنهم من تذكر ان في خزائنه مال وان لشعبه حقا فيه، فبادر الى الاعلان عن برنامج لتوزيعه على المحرومين من شعبه، واخرين تذكروا ان عملية اجراء الاصلاحات السياسية والاجتماعية ممكنة بالحوار الوطني، واعتبروا عملية احداث تغييرات ديمقراطية حقيقية من الامور المقبولة لديهم، بعد ان كانوا قد اذاقوا الامرين مطالبي الاصلاح السياسي والديمقراطية وكدسوهم لسنوات طوال في غياهب سجونهم الكثيرة.
لكن يبقى الشكر والتحية لشعبي تونس ومصر لانتصار ثورتيهما على الطغاة، فقد ايقظا الحماس في نفوس الشعوب المقهورة، بعد ان اطاحا بأثنين من اكثر الدكتاتوريين العرب بطشا بالشعب وارتهانا لاعداء الامة.
فهذه المبادرة التاريخية التي جاءت بالتغيير الحقيقي تشكل اساسا لانطلاقة جديدة من شأنها ان تعيد للعرب موقعهم ودورهم، ليس في دولهم فحسب، بل في العالم.
بعد هذه الانتصارات العظيمة لم يعد مقبولا التعاطي مع الهيمنة الامريكية والصهيونية وكأن شيئا لم يحدث، فعلى الجميع ان يدرك جيدا ان مشروع التفكيك الامريكي الصهيوني وادواته انظمة الاستبداد والفساد في المنطقة قد ولت الى غير رجعة واصبح الباب مفتوحا امام ارادة التغيير الديمقراطي في البلدان العربية.



#سالم_قبيلات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية ركيكة لمجلس نواب الدوائر الوهمية في الاردن؟
- الاكثرية فشلت في ايصال ممثليها السياسيين للبرلمان الاردني
- التأزيم والتقزيم يسبق الانتخابات في الاردن
- الانتخابات النيابية الاردنية ، المشاهدة ام المراقبة
- تعديلات قانون الانتخاب الاردني
- انتهاكات حقوق انسان في الاردن


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم قبيلات - الثورات الشعبية توقظ الحماس في النفوس