أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - لا ينفع عسل الوعود ولا امل بترقيع الموجود














المزيد.....

لا ينفع عسل الوعود ولا امل بترقيع الموجود


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التغيير وليس الاسقاط للعملية السياسية، شعار معظم المتظاهرين في انحاء العراق، لكون الديمقراطية مكسب لا يمكن التفريط به، ويأتي التظاهر دفاعاً عنها، والشعارات التي ترفع تدلل على رفض التجاوز الذي حصل ويحصل على اسس الحياة الديمقراطية، وفقدان العدالة الاجتماعية وخرق الدستور من قبل الطبقة الحاكمة بالذات وليس غيرها، وتقوم المظاهرات على انها ممارست حق مكفول دستورياً لا يجوز لكائن من كان مصادرته، وفي هذا المناخ العاصف في عموم المنطقة العربية وما يجاورها ويشابهها في نمط الانظمة الاستبدادية، راحت الطبقة الحاكمة في العراق تتخبط في سياقات ثلاث.
اولاً: اظهرت كرمها غير المحدود بجملة وعود لا ضمان لتحقيقها في ظل هيمنة المفسدين على مرافق الدولة.
ثانياً: اضطرت الى اعتماد وسيلة الترقيع التي هي اضيق بكثير من فجوة الشكوى الجماهيرية .
ثالثاً: ظلت ممعنة في غيها التعسفي وذلك في تقييد الحريات باعلانها مزياداً من التهديدات بالمنع القسري للحقوق الدستورية بالتظاهر.
وبكل بساطة وبفهم سطحي لعقول العراقيين تقدمت الحكومة بالطلب من المواطنين الصبر لمدة سنة !!، مصحوباً بعسل الوعود، آملة بزيادة اسعار النفط لكي تحقق على اثرها الرخاء والازدهار، متناسية بأن السبع سنوات الماضية كانت كلها معاناة وصبر جميل قد طفح فيهما الكيل، ولم يبق لدى الناس شيء اسمه الصبر. حيث ما اهدر ويهدر من المال فساداً يعادل وربما يزيد على ما تراهن عليه الحكومة من ارتفاع في واردات النفط، التي لا ضمان للحصول عليها في ظل الازمة الرأسمالية الخانقة وتقلبات اسعار البترول، التي لا شك انها تحت رحمة الكارتيلات الرأسمالية النفطية الغربية.
وياتي الترقيع الحكومي هو الاخر فاضحاً ومجسّادً لتدن مستوى القدرة لدى اصحاب القرارعلى ادارة اوضاع البلاد ومعالجة مشاكل العباد المستعصية. كانت قرارات البرلمان العراقي الاخيرة بتخفيض رواتب وامتيازات الرئاسات والنواب، قد شكلت جرعة علاج لكن كان قد فات اوانها، فاذا ما كانت اغلقت منفذاً واحداً لاستنزاف المال العام . ليس بامكانها غلق ثقوب فئران الفساد التي لا تعد ولا تحصى والتي ستهدم السد كما يقال. ان ثقافة الاستحواذ والنهب المنظم استشرت بين اوساط الطبقة الحاكمة، وارسيت قواعدها بما عرف بالمحاصصة، كما ان رقعة تخفيض رواتب الرؤساء والنواب ليست كفيلة بخلق قناعة لدى المواطنين بانها ستجلب لهم اي قدر من الخدمات او تعالج البطالة او تقضي على المفسدين باي حال من الاحوال.
كان نزول الجماهير في تظاهرات متذمرة من سوء احوالها العامة لا يمثل " الكي اخر العلاج "، انما هو نذير ثورة وتحذير لاصحاب القرار لعلهم يدركون، والامثلة صارخة في هذه الايام على انفجار غضب الجماهير المستغَلة، وكانت مطاليبها لم تقتصر على توفير الخدمات وفرص العمل وايجاد السكن الآدمي فحسب، بل سبقتها المطالبة بتغيير القوانين القديمة والجديدة الجائرة، وفي المقدمة منها قانون الانتخابات سيئ الصيت، وتغيير ومحاسبة المفسدين من رجال الحكم، وتغيير وجهة بناء الدولة العراقية بلجم العناصر الانتهازية الوصولية المزايدة المتلونة عن تجاوزاتها على الحريات التي كفلها الدستور، الذي هو الاخر تطاله المطالبة الجماهيرية بضرورة تعديله او حتى تغيره. لكونه جاء مختلاً، واسس في ظروف غير مستقرة، مما جعله يبقى بؤرة لانبعاث الخلافات والاستعصاءات في مجمل العملية السياسية وربما سيشكل مقتلها. اذاً لا طعم لعسل الوعود ولا ينفع ترقيع الموجود، والتغيير هو المقصود.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التغيير وجدلية اختمار الوضع الثوري
- تساقطت هياكل الارقام وسوف تتساقط
- لعنة احتكار السلطة وثورات ضحايا الاضطهاد
- ثورة الهتاف والحجارة وثنائية الفقر والعلم اسقطت دكتاتوراً
- المنافع الاجتماعية لدى الرئاسات ... أليست فساداً ؟
- وزارة المالكي لا تمتلك القدرة على النهوض
- وزارة ما ملكت ايمان الشركاء
- طبخة تشكيل الحكومة العراقية على موقد مجلس السياسات
- كانت عايزة التمت ... !!
- اشكالية تشكيل الحكومة وكلفة ما بعد التكليف
- الازمة العراقية .. بقاياها اخطر منها
- منافذ تشكيل الحكومة العراقية مقفلة .. ولكن
- الطاولة المستديرة وقواعد الشراكة الوطنية
- وان تعددت المستحيلات فالمصالح هي الحاسمة
- ثغرة في جدار الازمة فانفذوا منها والا اعيدوا الامانة...
- حكومة تقاسم السلطات مع الاعتذار من الدستور
- نواب الشعب .. انتهى العتب وحل الغضب
- كفوا عن لعبة المواقف السياسية - الطائرة -
- تعزيز جبهة الاعتصامات .. اختراق لخنادق الاستعصاء
- الطبقة الحاكمة وبراءة اختراع لازمة فريدة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - لا ينفع عسل الوعود ولا امل بترقيع الموجود