عوني الداوودي
الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 02:58
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لم ألتقي به يوماً، لكني أحببته وعرفته إنساناً مناضلاً عنيداً قاوم بصلابة وشموخ الجبال طغيان الدكتاتورية، عرفته من نبض كلماته الحية وحروفه الوهاجة، تنير دروب من ظلوا الطريق في زمن ٍ ردئ تكسرت فيها البوصلات، وغابت فيها الأنجم راشدة ساري الليل في بيداء منافينا، وفي ليل العراق الطويل والأزلي .
أنه الموت، ولا شئ غير الموت، الموت الجسدي والروحي والمعنوي وموت الضمائر والعقول، في هذا القبر الجميل، الموحش، أنه المنفى .. وأمام أعيننا يحصد أرواح محبينا ورموزنا الوطنية الذين نفتخر بهم ونعزهم واحداً تلو الآخر .
أيها الغائب الحاضر بيننا ، سيدي سلمان شمسة .. لا أبداً ... لا تكون وحدك الليلة ولا الليالي التي تليها .. أنهم بإنتظارك .. غائب طعمة فرمان ، الجواهري العظيم، بلند الحيدري، عبدالوهاب البياتي، عبدالغني الخليلي، فنانة الشعب زينب، والفنان فؤاد أحمد، علي بابا خان، وغيرهم، ومئات الجنود المجهولين، مفخرة العراق .. ستحل عليهم الليلة ضيفاً عزيزاً مكرماً مرفوع الرأس والجبين.
أنضم الدكتور سلمان شمسة إلى كوكبة الخالدين من أبناء العراق الذين أختاروا الوقوف بجانب الضحية، وحاربوا قوى الظلم والطغيان بلا هوادة .
أعزي عائلة الفقيد ومحبيه وأصدقائه، ولكن . من سيعزيني؟ بهذا المصاب الجلل
#عوني_الداوودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟