أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - القذافي ثالث ثلاثة والآخرون هم اللاحقون














المزيد.....

القذافي ثالث ثلاثة والآخرون هم اللاحقون


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقط القذافي بعد سقوط بن علي ومبارك. وكنا قد فرحنا لشعب تونس، ثم فرحنا لشعب مصر، واليوم فرحنا لشعب ليبيا، أو ننتظر اللحظة التي تكتمل فيها الفرحة لهم ولنا بهم، وكما كنت قد فرحت شخصيا من قبل لشعب جنوب السودان لتصويته على التحرر من استعمار الشمال العربي الإسلامي، وسنفرح قريبا لشعب إيران، ولشعب اليمن، ولشعب البحرين، ولشعب الجزائر، ولشعب سوريا، ولشعب المغرب، ولشعب الأردن، ولشعب السودان، ولكل الشعوب العربية، وللشعوب ذات الأكثرية المسلمة، عندما ستنتصر إراداتها، وستتحقق أحلامها، وستحصد ثمار نضالها، وستنال حريتها، وستبني نظمها الديمقراطية. وغدا سنفرح لشعب العراق، عندما سينتصر في نضاله من أجل إصلاح النظام، واجتثاث الفساد، وطيّ فصل الطائفية السياسية وتسييس الدين وسرقة المال العام، وعندما سيقف كل سراق قوته وكل المتورطين في دماء أبناءه أمام القضاء العادل، حيث وقف صدام. نعم عهد الطغاة انتهى أو هو على وشك الانتهاء في كل المنطقة العربية والمنطقة الأكثروية المسلمة. ولكن حذارِ حذارِ من أن نستبدل الديكتاتوريات بالإسلام السياسي، وحذارِ حذارِ من أن نُستدرَج لتخييرنا بين حريتنا وبين خبزنا، فنشتري حريتنا بخبزنا تارة، عندما نكون جياع حرية فنعطى شيء منها كمتنفس، فيسرق خبزنا ونحن في غفلة الفرح بما كسبناه من بعض الحرية التي كنا نفتقدها من قبل كليا، أو نشتري خبزنا بحريتنا تارة أخرى، عندما نكون جياع خبز وعيش كريم وخدمات، فنعطى شيء من كل ذلك، على أن ندفع حريتنا ثمنا لذلك، بل لا بد من الإصرار على تحقيق الهدفين، نيل الحرية، ونيل الخبز الكريم؛ نيل الحرية بمعنى تحقيق هدف بناء الدولة المدنية والنظام الديمقراطي الحقيقي، ونيل الخبز، بمعنى العيش الكريم، وتوفر الخدمات، وتحقق العدالة الاجتماعية والرفاه المعيشي.
يا شباب البلاد العربية، ويا شباب إيران، إنكم مفخرة التاريخ، إنكم جيل الثورة الحقيقية، الثورة الشعبية من أجل الديمقراطية، وجيلنا كان يصحى صباحا على صوت البيان الأول لـ(ضباط أحرار) ينبئنا بصوت يدوي حماسا عن انقلاب أحمر تارة وأبيض تارة أخرى، ويخدرنا بقائمة طويلة من وعود وشعارات وطنية ذات رنين مدغدغ ولحن مخدر. صحيح كنا جيل النضال الذي دخل السجون وتعرض للتعذيب الوحشي والإعدام، لكن الحرية كانت غالبا ما تعني شيئا آخر غير الذي تفهمونه اليوم، فبينما تعني الحرية اليوم عندكم إقامة نظام ديمقراطي، كان أغلبنا – باستثناء النخب – تفهم الحرية تحررا من التبعية الأجنبية، وكان المعنى الحقيقي للحرية بمضامينها الديمقراطية، ومضامين حقوق الإنسان وكرامته غائبا في وعينا على الأعم الأغلب. ما كنا نسميه ثورات، كانت انقلابات عسكرية على الأعم الأغلب، وحتى ثورات مطلع القرن السابق، فكانت هي الأخرى ساذجة في كثير من الأحيان، فهذه تنحاز للاستعمار العثماني البغيض لتقف في وجه الاستعمار الغربي، لأن الأول استعمار مؤمن، والثاني استعمار كافر، بالرغم أن ذلك الزمن لم يكن زمن الإسلام السياسي بعد، فكنا نعتبر السياسيين الواقعيين الذين يرون مصلحة الوطن في التعايش مع الأمر الواقع، ويرجحون التنسيق بشكل من الأشكال مع ما سمي بالدول المستعمرة، كالعهد الملكي في العراق، نعتبر هؤلاء عملاء وخونة، لننقاد مسحورين مخدَّرين لقادة الانقلابات الوطنية، الذين سرعان ما يمارسون، بمجرد استتباب الوضع لهم، الديكتاتورية بأبشع ألوانها، لكنها كانت ديكتاتورية (وطنية) مقبولة، وديكتاتورية وطنية كانت تمثل الخيار الأفضل في مقابل تطوير وضع ما بالتدريج إلى حالة ديمقراطية، عبر التنسيق مع الدول (الاستعمارية). وبعد تلك الحقبة جاءتنا حقبة الانقلابات العسكرية، والجمهوريات الثورية العسكرية، فكان قادتنا يظهرون لنا ببزتهم الخاكية، تعلو أكتافهم نجمات وسيوف ذهبية ذات بريق يسحرنا سحرا كاذبا فوق سحر الشعارات الثورية الوطنية أو القومية، وحقبة المد القومي المتأثر في كثير من الأحيان بالفكر القومي النازي، وبعد تلك الحقبة جاءتنا حقبة المد الإسلامي أو الصحوة الإسلامية، حيث حكمت قوى الإسلام السياسي بلدانا من هذا العام، كإيران، وأفغانستان، والسودان، وهيمنت أحزاب الإسلام السياسي في مناطق أخرى، حيث عجزت عن تولي الحكم، فهيمنت على عقولنا ودغدغت عواطفنا، فصادرت العقول ولوثت النفوس. وأنتم اليوم جيل الثورات الشعبية، جيل الديمقراطية، جيل تفعيل إرادة الشعوب، جيل الدولة المدنية، التي تضع نهاية للدولة العسكرية وتحول دون قيام الدولة الثيوقراطية، وتسقط ما هو قائم منها، باسم جمهورية إسلامية بديكتاتورية (مقدسة) اسمها ولاية الفقيه.
كنت قد كتبت هذه الأسطر الليلة الماضية حيث سهرت متابعا أحداث ليبيا، لكني تأنيت في نشر المقالة حتى يتبين لي الخيط الأبيض من الخيط الأسود، خيط انتصار إرادة الشعب الليبي من خيط سقوط الديكتاتورية القذافية بشكل نهائي ويقيني. لكني وجدت بعد عشرين ساعة أن أكمل المقالة وأرسلها للنشر، رغم إننا ما زلنا نتابع بمشاعر مزيجة من فرح وترقب وحزن واشمئزاز، فرح بنصر جديد يضاف إلى سلسلة انتصارات الشعوب مؤخرا، وترقب لمعرفة حقيقة مصير الديكتاتور وأسرته الشريكة له في جرائمه، وحزن على ضحايا هذه الثورة من أبناء الشعب الليبي، واشمئزاز من قبح هذا الطاغية وأجهزته القمعية الدموية، ومن ابنه الذي ذكرني بظهوره بالنزق في سلوكياته النهم في دماء الشعب، عدي ابن طاغية العراق، ظهر سيف الإسلام شبيه عدي ليخير الشعب بين الانخداع بالوعود عبر عرض للحوار بين الجلاد والضحية، وبين اندلاع حرب أهلية، لكنه وأباه لم يفهما بعد حتمية التاريخ الذي عبر عنها الشاعر التونسي الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بـــــــد لليل أن ينجلي ولا بــــد للقيد أن ينكسر
فحتمية التاريخ أنبأتنا أن عهد الديمقراطية، عهد الشعوب، عهد الحرية، عهد كرامة وحقوق الإنسان، قد انبلج صبحه، وأن عهد الاستبداد آلٍ إلى الأفول، إلم يكن اليوم، فغدا، وأقصاه بعد غد، أوليس بعد غد بقريب؟
21/02/2011



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عهد الثورات الشعبية من أجل الديمقراطية
- تحية لشعبي تونس وجنوب السودان
- الجعفري، المالكي، عبد المهدي: رموزا للشيعسلاموية
- العلمانية .. بين السياسة والدين والفلسفة
- المالكي يتشرف بمباركة الولي الفقيه
- لماذا التهاني لإيران ثم للدعوة فللمالكي
- تعلم عدم الاستحياء أول درس في السياسة في زماننا
- ثالث المرشحين وكوميدراما السياسة العراقية
- توضيح حول حديث ديني لي يرجع إلى 2005
- ثلاث وقفات مع المالكي في حواره الخاص
- محمد حسين فضل الله
- مع مقولة «المرأة ناقصة عقل وحظ ودين»
- مع تعليقات القراء المحترمين 2/2
- مع تعليقات القراء المحترمين
- مقولات فيها نظر
- العلمانية والدين
- فلسفتي في الحرية والمسؤولية
- فلسفتي في الوطنية والإنسانية
- ماذا يعني توحيد (دولة القانون) و(الوطني)؟
- وجهة نظر عراقية في الفيدرالية 2/2


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - القذافي ثالث ثلاثة والآخرون هم اللاحقون