باسم السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 02:49
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
حين تستطلع أخبار العراق ، تبادرك الأنباء السيئة تترى ، بلا رحمة وبلا خوف من الله ، وبلا حتى أدنى أخلاق ... يتم تبرير كل شيء .
السيارات المفخخة ، الخطف ، القتل والاغتيالات بين صفوف المدنيين ، الترصد للشرطة وللحرس الوطني ، استهداف المسؤولين ، استهداف الأجانب ، ليس بدءاً بالرؤوس الكبار للشركات ، بل بالسواق المساكين والعاملين الصغار ، كل ذلك يجري بدم بارد ، وبلا خجل ، وبتأييد من بعض المحسوبين على الدين من حملة عمائم السوء من كلا النوعين ذات الذيل ، وبلا ذيل (والعاقل يفهم) .
ليست الجريمة بحد ذاتها هي الخطر ، انما تبرير الجريمة هي الأخطر الأفدح لأنها تحض على مشروعية بل استمرار الجريمة .
ومنهجية رجال الدين ، والساسة ممن يشرعن العنف هي السبيل الى زرع الألغام في طريق الأمن في العراق ، ورصاصة الرحمة في جبين الديمقراطية .
كل ذلك الذي يجري يشير بوضوح الى أننا في طريقنا الى تأسيس نوع من المافيا ، لكنه نوع متدين ، أو متلبس بلباس الدين .
مخطئ من يظن أن ما يجري في العراق سيظل مشكلة مؤقتة ، بل سيتطور مع مرور الوقت الى مهنة يمتهنها هؤلاء ، لا يجيدون غيرها ، بل ولا يحبذون هجرها الى مهنة أخرى .
اننا أمام تأسيس خلايا للجريمة المنظمة ، ربما سيأتي وقت (لا سمح الله) نتمنى لو أننا جميعاً حملنا السلاح ضد دعاتها ، كما هم يحملون اليوم أسلحتهم وفخاخهم ، وصواريخهم العمياء التي لم تعد تميز ليس بين الأجنبي والعراقي ، بل لم تعد تميز بين المدني العراقي و المدني العراقي ، فضلاً عن الشرطي الذي يحمي أمن المواطن لكنه يهدد في ذات الوقت الارهاب والجريمة المنظمة تحت شتى الذرائع .
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة ... أما آن الأوان لكي نحمل السلاح جميعاً ضد الجريمة ومنفذيها ودعاتها ، ونركن جانباً التواكل والتخاذل الذَين ينجو المجرمون بفعالهم القذرة بسببها ؟ .. أم سننتظر ذلك اليوم الذي سنعض فيه أصابع الندم ، ونتمنى لو أن الدكتور علاوي أعلن حالة الطوارئ(السلامة الوطنية) ولم يتخاذل هو بدوره عن دوره في محاربة الارهاب المتنامي ؟
#باسم_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟