جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 20:25
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ربما لن يشهد التاريخ ابدا عبر مسيرتة اشجع من فرسان الخوارج . ومهما قال التاريخ في شجاعة الساموراي الياباني ورجال هيرو هيتو وطياري الكاميكاز . فان شجاعة رفاق قطري بن الفجائة تفوقهم بما لايقاس .والخوارج اول عقل سياسي في الاسلام رفض هيمنة الارستقراطية القريشية على سدة الحكم بعد ان انحرف الاسلام القريشي عن مسارة في امر الشورى . وظهرت الى الوجود بوادر الاسر المقدسة وتوريث الحكم من الاباء فالابناء الى الاحفاد . عرف التاريخ عن الخوارج انهم اول من رفض فكرة الامام واحتكار الدين من قبل الفقية الحاكم . وان كان اسم الخوارج تبخيسيا في مجملة لانهم رفضوا امر الجماعة . لان تلك الجماعة كانت مسيرة بالعقل القريشي العنصري الذي استعبد مادونة من الشعوب والامم ونهب كل مواردها ومحاصيلها . وكان العراقيون سكان ارض السواد اول من انتظم في هذا التنظيم المقاتل بعد مارئوا بام اعينهم استفراد الاسر القريشية بارض العراق وخيراتة وتحويل اهلة من عبيد للفرس الى موالي لاستقراطية اسر قريشية ملكت منهم اللحم والدم . يروي التاريخ عن الخوارج انهم لم يورثوا الحكم فانتخبوا زعمائهم بالاجماع . يوزعون المغانم بالتساوي بين اتباعهم بلا فرق بين رئيس ومرؤوس . يصبرون معا على قساوة العيش ومضضة فكانوا اول اشتراكية محاربة حاربت الاسلام بنفس سيفة لعدم وجود ايدلوجيا في ذلك العالم القديم . ولو وجدوا فرسان الخوارج اية ايدلوجيا بديلة للخلاص من تلك الاسر القريشية الحاكمة لاعتنقوة لمحاربة دخلاء الصحراء ولصوصهم . شاركت المراة الرجل بالتساوي في هذا التنظيم المقاتل فكانت تحارب جنبا الى جنب مع رفيقها الرجل ولازال التاريخ يتغنى بابيات " غزالة الحرورية " وهي تذم جبن الحجاج الثقفي لانة هرب من ملاقاتها في ساحة الوغى .
" اسد علي وفي الحرب نعامة ربداء تفر من صفير الصافر ِ
هلا برزت الى غزالة في الوغى . بل كان قلبك في جناحي طائرِ
صدعت قبلة غزالة بفوارس تركت مدابرة كامس الدابر ِ
وحين يتطاول احد المهرجين وانصاف المتعلمين بوصف تنظيمات الثوار بالخوارج فانة يفضح نفسة بانة اجهل الناس بالتاريخ فلا احسب التاريخ الحالي قد كتبتة اقلام ماجورة تعتاش على موائد الخلفاء كما كان تاريخ الاسلام المزور باكملة . ولو عرف كل ثوار الارض مدى شجاعة ثوار الخوارج واعتزازهم بانفسهم واستصغارهم للغير فربما حولوا ابيات قطري بن الفجائة الى نشيد وطني للثورة وهو ينازع نفسة لقتال الاعداء مثلما يقول .
اقول لها وقد طارت شعاعا...... من الابطال ويحك لن تراعي
فانك لو سئلت بقاء يوم ............... عن الاجل المحتوم لن تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا ....... فما نيل الخلود بمستطاع
وما للمرء من خير في حياة ... اذا ما عد من سقط المتاع
جاسم محمد كاظم
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)