أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فؤاد ابو لبدة - سيف القذافي بعصا غليظة وقطعة جزرة















المزيد.....


سيف القذافي بعصا غليظة وقطعة جزرة


فؤاد ابو لبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 19:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الجماهير الليبية كانت أكثر استجابة مع رياح التغيير التي عصفت بالمنطقة العربية لتلحق بركب الحرية والتغيير ويواصل مسلسل الانتصارات الشعبية العربية ليظفر بالانتصار والديمقراطية كما نالها الشعب المصري والتونسي عبر ثورات حضارية وإنسانية من ارقي الثورات في التاريخ المعاصر وأطاحت بأنظمة خلال أيام قلائل وتهدد أركان أنظمة أخري ترتعش خوفا , لتشكل لكافة الجماهير العربية دفعة قوية لحالة استنهاض جديدة وعبرت بشكل يفيق الخيال وكل التوقعات عن حالة النضج العربي وكيفية ترشيد العنف الثوري المتأجج في قلوب الملايين من الشباب وتحويله لبركان ثائر بشكل حضاري وعصري وأنساني وكسر حاجز الخوف الذي سيطر علي الشعوب العربية لعقود من الزمن , استفحلت فيها كل أساليب الديكتاتورية والقمع والاستبداد ونهب ثروات البلاد العربية وتحويل مقدرات وثروات الشعوب لاستثمارات خاصة للنظام وأسرته وبعض الفئات المقربة من النظام تنقذ وتشارك في السيطرة علي تلك الثروات بغض النظر عن تسمية تلك الأنظمة جمهورية دستورية او ملكية نيابية فهي اختلافات شكلية لطبيعة النظام وشكل الحكم ومتقاطعة في تجسيد الحكم البوليسي الأمني الذي يفرض سطوته علي المواطنين .
ان النظام الليبي الحالي الذي يتربع علي رأس الحكم في ليبيا منذ اكتر من أربعة عقود ليكون بذلك أطول مدة رئاسة بين الحكام العرب لم يكن غريبا عن باقي الأنظمة العربية في طريقة الوصول للحكم , فهو جاء عن طريق انقلاب عسكري نفذه معمر القذافي ومعه بعض الضباط في الأول من سبتمبر من العام 1969 وكان آنذاك برتبة ملازم أول ليعلن بعد احتلال مبني الإذاعة والتلفزيون والقصر الملكي الإطاحة بحكم الملك إدريس السنوسي الذي كان برحلة علاج لتركيا ليطوي بذلك صفحة الحكم الملكي التي كانت تحكم البلاد والإعلان عن نظام جمهوري , ونظرا للمعطيات السياسية الدولية قي ذلك الوقت والتي كانت تشهد بروز قوتين عظمتين الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية والولايات المتحدة الأمريكية والنظام الرأسمالي وكان لكل قوة من تلك القوتين نظامها وفكرها وتجاذبانها وتحالفاتها علي المنطقة العربية , ونظرا للموقع الريادي والخاص للزعيم الراحل جمال عبد الناصر علي الصعيد العربي ووصفه بزعيم القومية العربية , أراد القذافي أن يميز نفسه وثورته وتسليط الأضواء عليه بأنه جاء بشيء مغاير عما ينادي به المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي وجاء بنظرية جديدة عرفت باسم الكتاب الأخضر , ولم تأتي تلك النظرية بجديد سوي أنها صياغة لبعض الاقتباسات و خليط من الأفكار الاشتراكية والرأسمالية والماوية والإسلامية علي السواء , وهذا ما ادخلها في إطار الانتقائية الفكرية والافتقار للعلمية في التحليل وغياب الرؤية الدقيقة والفهم العميق لطبيعة الحراك الاجتماعي الليبي الداخلي والنسيج الاجتماعي الذي يتميز بالصبغة القبائلية وما زالت النزعة القبائلية هي السائدة في المجتمع الليبي حتى اللحظة ولم يرتقي بها نحو مجتمع مدني ديمقراطي ولم يواكب حالة التطور والانتقال بالبلد لمرحلة الرقي والتقدم العلمي والتكنولوجي وخصوصا أنها تتميز بقلة عدد السكان مقارنة بجيرانها من الأقطار العربية وتعيش علي بحر من النفط والغاز الطبيعي وتم تصنيفه ثالث اكبر مصدر للنفط في أفريقيا بعد نيجيريا والجزائر وتقدر صادرات ليبيا بحوالي مليون وستمائة ألف برميل نفط يوميا , وتميل الدول الأوروبية وخصوصا ايطاليا وألمانيا إضافة إلي تركيا لاستيراد النفط الخام والغاز الطبيعي من ليبيا نظرا للتقارب الجغرافي وسهولة النقل عبر البحر المتوسط مباشرة وعدم المرور بالممرات المائية الضيقة وعدم التعرض لمخاطر الملاحة البحرية واقل تكلفة في النقل والوقت والجهد قياسا بالاستيراد من الأقطار الخليجية , إضافة لاعتبارات أخري تقنية تتعلق بطبيعة النفط الخام الليبي انه أفضل من حيث الجودة العالية التي يتمتع بها وتميزه عن النفط الخليجي باعتباره يحتوي علي نسبة قليلة جدا من الكبريت .
النظام الليبي الحالي منذ توليه السلطة اهتم بالسياسة الخارجية وتسليط الأضواء علي شخص معمر والدعوات للوحدة الإفريقية وتشكيل الولايات المتحدة الإفريقية وغيرها من المحاولات كانت كلها علي حساب الوضع الداخلي الليبي , ناهيك عن المغامرات السياسية الغير المحسوبة جعلت من الجماهير تدفع فاتورة التجارب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أقدم عليها نظام القذافي لتجعل من الجماهير حقلا واسعا للتجارب وتهميش المتطلبات الجماهيرية وانتشار الفقر والبطالة وتدني مستويات التعليم والصحة وعدم الاهتمام بمشاريع التمنية والبني التحتية وتحديدا في المدن الغربية من ليبيا البيضا وبني غازي التي انطلقت منها الشرارة الأولي التي أشعلت فتيل الغضب الجماهيري لتصل إلي جميع أنحاء ليبيا وتعلن سيطرة الجماهير الثائرة علي عدة مدن وانخراط عدة قطاعات من الجيش الليبي وتنضم للجماهير بعد ان رفضت أن تكون آلة قمع لشعبها وخصوصا بعد أن أفرط النظام في استخدام العنف تجاه الجماهير ووصل الحد لاستخدام الأسلحة الثقيلة لترويع الثورة وسط حالة من التعتيم الإعلامي للتغطية علي المجازر التي تنفذها مجموعات المرتزقة الأفارقة بالاشتراك مع جهاز الأمن الداخلي واللجان الثورية المنتفعة من نظام القذافي الذي بات يحتضر ويلفظ الأنفاس الأخيرة وبات وشيكا علي اللحاق بالنظامين السابقين في تونس ومصر وينظر اليه انه سقط من الناحية الشرعية بفعل ان الجماهير هي صاحبة الكلمة الفصل في بقاء النظام من عدمه .
بعد خمسة أيام أوشكت فيها الثورة من بسط سيطرتها علي جميع أنحاء ليبيا اطل سيف القذافي النجل الأكبر لمعمر القذافي بخطاب للجماهير الليبية وان كان سيف الإسلام لا يمثل أي صفة حكومية رسمية سوي انه رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية , وان كان الهدف من الرئيس معمر بتقديم نجله لجس نبض الشارع الليبي ومدي تقبله للخطاب السياسي الصادر عن أسرة النظام وظنا من معمر انه الجماهير من الممكن ان تنصت لسيف الإسلام بحكم انه شاب وعليه ان يخاطب ثورة شباب وخصوصا انه كثيرا ما كان ينادي بشعارات عن التنمية البشرية والتطوير والاهتمام بقضايا الشباب وليبيا الغد وغيرها من الشعارات التي لم تتجسد علي ارض الواقع منذ عقد من الزمن , ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وكان عبارة عن غباء سياسي وجاء ليصب النار علي الزيت بدل من امتصاص حالة الغضب الجماهيري ليطلق جملة من التهديدات وفاقت لغة الترهيب علي لغة الترغيب , وتحدث في مقدمة الخطاب وكأنه محلل سياسي ويعطي توصيف لطبيعة الأحداث الدائرة في ليبيا ومن ثم تبدأ حالة الإفلاس السياسي للخطاب بوصف فئة كبيرة من الثوار أنهم تحت تأثير المخدر والتعاطي واصفا إياهم بأنهم أداة لأجندة خارجية تتحرك من دول الجوار وتحديدا من مصر وتونس وواصفا النظام الليبي انه يتعرض لمؤامرة تحاك بأيدي عربية وأنها النظام الوحيد الثوري والغير مرضي عنه عربيا , ولوح بشكل مباشر إلي عصا القبائل التي يعول عليها وتحديدا بعض القبائل الموالية للنظام وتربطها علاقة مع قبلية القذافي كأخر ورقة في يده بعد ان سقطت منه ورقة الشرطة والجيش في كثير من المناطق , مشيرا ما بين السطور لسياسة الأرض المحروقة التي من الممكن ان يلجا إليها النظام وعودة المجتمع الليبي لمرحلة ما قبل اكتشاف النفط بإشارة مبطنة إلي احتراق أبار النفط في حال اشتعال الحرب الأهلية ما بين القبائل , والإشارة التي جاء بها عن الاحتلال الأجنبي للبلاد هي رسالة موجهة للشعب الليبي ان النظام باقي علي سدة الحكم حتي لو ارتكبت مجازر وأدت إلي تدخل أجنبي في البلاد .
وفي نهاية خطابه الذي حمل دلالة واحدة فقط وهي ان النظام متشبث بالسلطة ويرفع شعار أنا ومن بعدي الطوفان انطوي علي تناقض كبير أشار أن ليبيا ستبدأ عهد جديد من التغيرات والتنمية وحل مشكلة البطالة وقروض ميسرة للشباب يؤكد انه الثورة هي بالفعل ثورة شعبية وليس مجرد شباب متعاطية وتتحرك تحت تأثير المخدر وتنفذ أجندة خارجية وقلل كثيرا من حجم التضحيات ومئات الشهداء ولم يقدم أي اعتذار للشعب عما جري او إجراء تحقيقات او تحميل مسؤولية قانونية وجنائية لوزارة الداخلية ’ وبذلك يكون سيف الإسلام قد ارتكب حماقة سياسية وخطابه يعتبر بمثابة استثارة الغضب الجماهيري أكثر ولا سيما أن الجماهير باتت تمتلك قوة كبيرة من الضباط الذي انشقوا عن جسم النظام والتصقوا بجسم الثورة .
في النهاية نبرق بالتحية لأرواح الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل لجرحي الحرية والتحرر ونتمنى علي الجماهير الليبية ان تحذر خطر التفرقة التي يحاول النظام تغذيتها بإشعاله نار الحرب الأهلية .



#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان المسلمين بمصر من السلفية الدينية الي العلمانية
- الثورة المصرية دروس وعبر
- الثورة ومبارك وسياسة عض الاصبع
- سيناريوهات مرتقبة للقاء ال نهيان ومبارك
- يا شيخ امام جاءوك بالبشارة
- بلاشفة التحرير ومناشفة مبارك
- خطابي اوباما ومبارك غزل عفيف وصريح
- اوباما واعادة رسم المنطقة العربية
- مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية
- خطاب مبارك مفرغ من محتواه
- هل سيكون شهر يناير قدر التغيير في مصر ؟؟؟
- افضل طريقة للدفاع عن النفس هي الجوم
- جندي تونسي يستحق ارفع الأوسمة
- رسالة عاجلة الي اليسار الفلسطيني


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فؤاد ابو لبدة - سيف القذافي بعصا غليظة وقطعة جزرة