هل تشهد كردستان اقامة نصب للمغفور له القذافي ؟

تيلي امين علي
كاتب ومحام
(Tely Ameen Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 14:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

لا تتعجبوا ، انا لا امزح ، اعرف انكم تعرفون القذافي ، هذا الحاكم المعتوه الذي سجن الشعب الليبي منذ اكثر من اربعين عاما ، واقام نظاما استبداديا متخلفا بدد ثروات ليبيا بعطائاته ورشاويه التي شملت حتى الولايات المتحدة والدول الاوربية ، هذا الحاكم الارهابي الذي اسقط طائرة مدنية ثم ساوم الولايات المتحدة على ارواح الضحايا مقابل حفنة من المال دفعها من ثروة الشعب الليبي وكمم بها فم امريكا .
ان القذافي اليوم يترنح يمينا وشمالا وهو يتلقى الضربات الموجعة من شعب ليبيا الذبيح ، شعب ليبيا الثائر ، شعب ليبيا الذي يمتنع الاشقاء العرب والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ، وكل لسبب ما ، من تقديم اي عون له في محنته مع حاكم قاتل ومتوحش .
ليس موضوعي، الشكوى من المجتمع الاقليمي والدولي لتناقض دعوته الى الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان مع صمته المطبق حول ما يجري في ليبيا .
ليس موضوعي ابداء التضامن والعطف مع شعب ليبيا واطلاق التمنيات بنجاح ثورته والقضاء على نظام القذافي السائر نحو حتفه ، لان الشعب قد انتصر ولم يعد يستجدي العطف والتضامن من احد ، الشعب الليبي قال كلمته وها هو يخرج ظافرا من معركة الحرية وان ثخنته الجراح ونال منه حراب بلطجية القذافي ومرتزقته الافارقة المأجورين على حساب قوت ابناء وبنات ليبيا .
انا اتساءل فقط ، ان كانت كردستان ستشهد اقامة نصب تذكاري لهذا الحاكم المارق ؟ ولم لا ؟ الم ينفرد القذافي من بين كل دول العالم باقامة نصب لصدام حسين بعد ان اذاقه العراقيون السم الزعاف جراء جرائمه ؟
انكم قد تتساءلون ، ما علاقة شعب كردستان و حركة الكرد التحررية والديمقراطية ودعوته الى الحرية وحقوق الانسان واقامة مجتمع مدني حضاري تعددي ، ما علاقته بحاكم ظالم ودكتاتور مستبد مثل القذافي ؟ على قول المثل الكردي ( عه ره ب و ته مبور كوجا مه رحه با ، اين العرب من الطنبور ؟ )
اذا كنتم تسألونني ، اقول لكم انا كذلك لا اعرف ما هي هذه العلاقة ، الذي اعرفه هو ان احدى الساحات في مدينة السليمانية تحمل اسم القذافي !
لا تتعجبوا اكثر ، نعم في مدينة السليمانية ، مدينة الفداء والتضحيات كما نطلق عليها عن حق وحقيقة ، المدينة الاكثر تحضرا وثقافة وعطاءا وتعطشا للحرية في كردستان العراق ، لكن لا تتصوروا ان حملها لاسم القذافي الكريه يعكس رغبتها او يعبر عن ارادة مواطنيها او يشعرها بالاعتزاز، الامر ليس له حتى علاقة بقرارات مجلسها البلدي ! ان السليمانية تدرك قبل غيرها ان القذافي هو الوجه الاخر لصدام حسين ، وان كل الاموال التي كان يبذرها ويهدرها على الاعلام والدعاية وبحجة نصرة الشعوب المظلومة ، لم تصب منها درهم واحد في مصلحة اهل السليمانية او اهل كردستان ، لم يصرف القذافي يوما درهما واحدا لشراء رغيف لطفل كردستاني جائع يجوب الجبال هربا من بطش صدام واسلحته الكيمياوية . لم يترجم القذافي يوما ادعائه الفارغ انه يساند القضية الكردية . لم يحتج القذافي لحظة على حملات ابادة الكرد هنا وهناك .
اذن ما المسألة ؟ المسألة ببساطة ان الامر لا يعدو الا تعبيرا عن مزاج شخص ليس الا ، اقولها للمرة الثالثة لا تتعجبوا ، نحن شعب بقدر ما نصرخ في وجه الحكام الغرباء عنا، نصمت في وجه حكامنا الكرد حتى وان شعرنا بالم الوخز في قلوبنا من جراء بعض تصرفاتهم .

#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات