أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!














المزيد.....

النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 11:31
المحور: حقوق الانسان
    


في ظل الوضع السيء خدماتيا ومؤسساتيا , يسعى العراقيون الى تنظيم حملة واسعة من الاحتجاجات في العديد من المدن العراقية التي ذاقت مرارة الوعود الزائفة التي اطلقتها العديد من القوى السياسية المعروفة بقدرتها على خداع المواطن من خلال استخدامها لشعارات تغازل احلام الشعب المتطلع الى التخلص من الفقر ومن الارهاب , ليكتشف الجميع في النهاية بان مصادر القلق المجتمعي تلك تحولت هذه المرة الى مصدر من مصادر التخدير المؤقت للالام المجتمع املا في تغيير واقعه عبر اليات السياسة المعروفة التي فشل سياسيونا في تطبيقها , ضنا منهم بان طريقة التخدير تلك ستستمر الى ما لانهاية .

جاءت الاحتجاجات الاخيرة في العديد من الدول العربية المهمة وعلى راسها مصر , التي كان الجميع يعلم بقسوة نظامها السياسي وقوة جهازه الامني والاستخباراتي في قمع الشعب وحركاته التحررية , لتعطي للعديد من شعوب المنطقة ومنها بالتاكيد الشعب العراقي نوعا من الصدمة التي اسهمت في افاقته من فترة التخدير تلك و لتدفعه هو الاخر باتجاه الاحتجاج الجماهيري الهادف الى التغيير والاندفاع نحو استحقاق انساني لا بد وان يتمتع به ابناء العراق كافة ومن كل الطوائف والقوميات دون تمييز , والا فهل يصبح من المنطقي ان يتمتع ابناء المنطقة الخضراء وعوائلهم بكل هذه الامتيازات ويحرم العراقيون من ابسط مقومات العيش الحر الكريم في هذا البلد الغني ؟ .

للاسف لم تدرك النخبة السياسية الحاكمة اليوم بان سياسات التفقير التي مارسها النظام السابق ومن ضمنها ايضا سياسات الاذلال والاهانة لافراد الشعب العراقي , هي التي اطاحت به فعليا قبل ان تتم عملية الاطاحة الرسمية به . لذا فان ممارسة ذات السياسات هي التي ادت الى غليان الشارع العراقي وتسببت في تصاعد حدة النقمة لدى ابنائه على من يدير الامور في العراق بطريقة تنم عن قصور في التفكير الاستراتيجي في عملية التعاطي مع ملفات ذات اهمية كبرى للفرد العراقي يتم تلمس اثرها السلبي المخرب في كل مفصل من مفاصل حياتنا اليومية في اغلب المدن العراقية التي تنام وتصحى على واقع مزري خدماتيا وامنيا ومؤسساتيا , دون ان يجد الفرد العراقي في النهاية ان هنالك رغبة حقيقية في اي رد فعل حكومي للتعاطي مع هذا الواقع المزري الذي حطم الفرد والمجتمع وانهكه في مطاردة حلم زائف رسمه السياسيون بهدف الاثراء على حساب الالام الشعب ومعاناته التي ليس لها نهاية واضحة بعد .

تصاعد الاحساس بالظلم الواقع على الشعب العراقي , ومع الايمان بان الاحتجاج هنا في شوارع بغداد وغيرها قد لا يقود بالضرورة الى ذات النتائج التي حققتها الثورة التونسية او المصرية , هو الذي قاد الجميع الى الرغبة في نبذ اي توصيف قومي او مذهبي لمطالب الجماهير بالحياة الحرة الكريمة وانتزاع هذا الحق من السياسين , لذا فقد تنبه اصحاب السطوة والنفوذ الى امكانية تدهور الامور سريعا وخروجها عن نطاق السيطرة لتشرع العديد من الشخصيات البدء بحملة تشويه منظمة للواقع الاحتجاجي القادم في شوارع المدن العراقية . فترى البعض من الان يحاول العمل على خلط الاوراق فمنهم من ينسب تلك المحاولات الى تنظيمات معادية للتجربة العراقية الجديدة, ومنهم ايضا من يرمي بالتهمة على بقية الاحزاب المشاركة في العملية السياسية بطريقة المنافس او الحليف الند وليس الخانع . كما لا لايستبعد المرء ان يتم خلط الاوراق بطريقة اكثر دهاء عندما يدمج البعد الاقليمي بكل الوانه واقطابه , فقط لاقناع العراقي بان ما سيجري في الشارع من احتجاج انما يهدف الى زعزعة وتقويض الامن للاضرار بالعراق والعراقيين انفسهم .

هذا النمط من التفكير والتعامل اثبت نجاحا منقطع النظير خلال السنوات السابقة في العراق , لانه بحق الثمن المر للانقسام الذي وجد له مكانا واسعا وعريضا في صفوف الشعب العراقي . لقد عمل البعض على تحويل مبدا فرق تسد الشهير الى التطبيق على ارض الواقع , لكن هذه المرة بايد عراقية وبتفكير عراقي بحت , ليتصور امثال هؤلاء بان هذه السياسة ستخدمهم في ابقاء العراق وشعبه منقسما الى ما لانهاية , كي يستمروا هم في الحكم وفي التمتع بما يضفيه هذا الحكم عليهم من نعم ومسرات .
قد لا تحقق الاحتجاجات التي يؤمل لها ان تنطلق في العراق الاهداف المرجوة منها وفقا لكثير من عناصر الوهن والضعف في البنية العراقية التي تعمل للاسف لصالح من يدير السياسة ويتحكم بادواتها على حساب الشعب , قد يحصل ذلك , لكن بالمقابل ستكون تلك خطوة جيدة وان جاءت متاخرة في الاتجاه نحو تصحيح مسار العلاقة بين المواطن والسياسي في العراق , على امل ان يكون القادم افضل على صعيد الحركات الاحتجاجية للمجتمع العراقي .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟


المزيد.....




- جريمة جديدة.. إسرائيل تجوع الأسرى الفلسطينيين في سجونها
- نادي الأسير الفلسطيني: الجيش الإسرائيلي شن حملة اعتقالات بال ...
- شاهد.. الأردنيون ينددون بالمجاعة في غزة ويوجهون هذا النداء
- صندوق تقاعد نرويجي ينسحب من كاتربلر بسبب تورطها في الانتهاكا ...
- نتنياهو يناقش احتمال إصدار أوامر اعتقال ضده وجالانت
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
- محنة العابرين.. مأساة المهاجرين بين ضفتي المتوسط
- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!