أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نضال نعيسة - سيف الأحلام القذافي: سيف من خشب أتى ليكحلها فعماها














المزيد.....

سيف الأحلام القذافي: سيف من خشب أتى ليكحلها فعماها


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 11:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من آخر أخبار معارك الطغاة العرب مع شعوبهم الثائرة، ومع تكرار التجربة التونسية والمصرية في ليبيا، وكما توقعنا في مقال سابق، وبشكل أخص عن حياد الجيوش الوطنية، ووقوفها بالمطلق مع مطالب الثوار، ورفضها إطلاق النار عليهم أو أن تكون أدوات في يد الطغاة الذين أذاقوا الشعوب طل صنوف الذل والهوان، وانهيار مؤسسات الدولة العائلية الزبائنية الهشة أصلاً، لجأ سفاح ليبيا إلى بدعة لم يسبقه لها الرئيسان المخلوعان بن علي ومبارك، وهو الاعتماد على قتلة مأجورين للتصدي للشباب والشعب الثائر على حكم الطاغية المهرج الذي استمر لغاية 42 سنة حتى اليوم ما يجعل منه واحداً من أقدم الديكتاتوريين والحكام على وجه البسيطة. بدعة القذافي الدموي تجلت في استخدام مرتزقة أجانب وأفارقة وعرب آخرين للاستعانة بهم على أبناء شعبه الأعزل والشباب الذين كانوا يتساقطون بطلقات مباشرة وتحديداً في الرأس والدماغ كما أظهرت معظم الصور التي تداولتها وسائل الإعلام. ولم نر في كلتا الثورتين المصرية أو التونسية، هذا الحجم من الدموية والوحشية والهمجية في التعامل مع المتظاهرين، وهذا لعدد الكبير والهائل من الضحايا، مما حدا بمصادر أمريكية للتعبير عن قلقها عبر القول بأنها تمتلك معلومات من مصادر موثوقة وأكيدة عن وقوع أعداد كبيرة من لضحايا.

لم يجد العقيد الليبي وبعد حوالي نصف قرن من الحكم الجماهيري الكاذب، من يدافع عنه ويقف بجانبه، من شعب ليبيا، الذي يكن له أشد درجات الكراهية، سوى الاعتماد على مرتزقة وقتلة مأجورين من إفريقيا للإبقاء على نظام حكمه، ما يظهر حجم الشرخ والسقوط والانهيار التام الذي أصاب قلب وصلب هذا النظام الغريب والشاذ.

وسيف "الأحلام" القذافي كما يطلق عليه الليبيون، نظراً لتماديه في الكذب وإطلاقه الوعود الرومانسية والزاهية لليبيين، أكد وبشكل غير مباشر الاعتماد على المرتزقة في قمع الانتفاضة حين هدد الليبيين وبشرهم بحرب أهلية وبارتكاب مذابح وعمليات إبادة جماعية حين قال: " إذا كنا نبكي اليوم على 84 قتيلاً (كما سماهم وليسوا شهداء) فإننا سنتكلم مستقبلاً عن ضحايا بمئات الآلاف"، لكنه لم يتكلم عن رغبة أو نية بالتنحي لتجنب سقوط ذاك العدد الهائل من الضحايا الذي توعد الليبيين به من أجل الحفاظ على حكم الديكتاتور المهرج. لكن أحسن ما في ذلك اللقاء المهزلة، وبغض النظر عن أن المدعو "سيف الأحلام" لا يحمل أية صفة رسمية إلا باعتباره ابناً للديكتاتور المهرج، نقول أحسن ما في ذاك اللقاء هو اعترافه غير المباشر، والضمني، بانهيار نظام حكمه، ونهايته الوشيكة، وانفصال بنغاري، والبيضا، ومصراته، ودرنة، وولايات أخرى عن الحكم المركزي، واقتصار حكم العائلة المافيوزي على قسم من العاصمة طرابلس التي وصلتها موجة الاحتجاجات العارمة. بشرنا سيف الإسلام أمس بسقوط وشيك وقريب لعصر القذافي، وكانت تلك الإطلالة غير السارة بمثابة رسالة وداع قبل الفرار، فيما أكد أكثر من مصدر عن هروب القذافي إلى فنزويلا تلك الدولة التي نربأ بقادتها استقبال طاغية مكروه وسفاح على أرضها ، لاستحالة ذهابه للسعودية "مزبلة الطغاة" العرب بسبب المشادة التاريخية الشهيرة والملاسنة التي خرجت عن الأعراف الدبلوماسية مع الملك الوهابي (كان في حينه ولياً للعهد)، في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ، ما غيرها، في العام 2003.( أظهر تيوب تم تداوله على طاق واسع موكباً طويلاً لسيارات دفع رباعي متجهة للجنوب إلى سبها يعتقد ان القذافي في إحداها).

هناك اليوم مجزرة وحشية ترتكب على نطاق واسع من قبل المرتزقة الأجانب في عموم ليبيا ضد الثوار، هذه المجزرة التي ترتقي إلى مرتبة الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب الموصوفة، يبدو أنها لم تثن الثوار عن مطالبهم وعزمهم في التخلص من الدكتاتور المهرج الذي فقد السيطرة على الأمور وأفلت الزمام من يده، ولم يعد حاكماً ربماً سوى على "خيمته" الشهيرة، وبقاء نظام حكمه هي مسألة أيام إن لم تكن مسألة سويعات معدودات.

أكد سيف الأحلام على نهجه الدموي الوحشي والهمجي المعروف عن هذا النظام، وذلك عبر تهديده باللجوء للخيار والحسم العسكري، وبأنه يملك السلاح والمرتزقة كما يملكها الثوار، في الوقت الذي كان المراقبون ينتظرون لجوءاً نحو التهدئة والمصالحة ولغة وخطاباً أكثر عقلانية وتروياً وميلاً نحو الحوار والتنازل و"التفهم"، كما فعل بن علي، ، لمطالب الثائرين، لكن، وعلى ما يبدو، فإن مستوى تفكيره لا يرقى لتلك الحالات التي يتميز بها فقط العقلانيون من البشر حيث كان أول رد فعل على تلك الكلمة المهزلة هو استقالة الدكتور علي العيساوي سفير ليبيا في الهند من منصبه احتجاجاً عليها وعلى طريقة التعامل الوحشي والفظ مع المتظاهرين في بنغازي وعبر قتلة مرتزقة ومأجورين.

لقد أسهمت كلمة سيف الأحلام فقط في تسعير وصب المزيد من الزيت على نار الثورة الليبية اللاهبة، التي ستساهم فقط في التخلص من سيف الأحلام، وحكم أبيه، مرة واحدة وإلى الأبد، ويبدو اليوم، ولأول مرة، بأن الليبيين يقفون على مشارف حقبة جديدة جدية ومختلفة لن يروا من بعدها هذا المهرج الدجال.

لم يقدم أية مقترحات أو حلول ناجعة وأنه عاجز عن الإتيان بأي شيء، وبدا سيف الأحلام القذافي بأنه ليس سوى سيف من خشب لا يستطيع أن يفعل شيئاً حيال الثورة وحدة الغضب العارم ضد نظامه الهمجي. وفي ذات الوقت ينطبق على سيف الأحلام المثل الشعبي: "أجى ليكحلها فعماها"، وأي عمى "محمود ومشكور" هذا الذي يصيب هذا الصنف النمرود من البشر؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الاستراتيجيات الأمنية للأنظمة العربية
- إياكم أن يضحكوا عليكم: لا لرشوة المواطن العربي
- هل جاء دور العقيد الليبي؟
- لن تحميكم أمريكا ولا إسرائيل، ولا ملياراتكم، بل حب شعوبكم
- باي باي: في رثاء معسكر الاعتدال العربي
- هل تكفّر الجيوش العربية عن تاريخها القديم؟
- طوبى للأغبياء: الغباء يصنع المعجزات
- هل تتحرر مصر من حقبة مبارك الوهابية ؟
- تنحوا، طال عمركم، قبل أن تُنحوا، فذلكم خير لكم لعلكم تفلحون! ...
- اقبضوا فوراً على فيصل القاسم مفجر الثورات والشوارع!!!
- سَيُصْلى ثورة ذات غضب
- ما أغنى عنه ماله وما كسب
- وامرأته حمّالة الذهب
- أطعموا شعوبكم كي تحبكم ولا تثور عليكم
- لا تفرحوا كثيراً في مصر فالإخوان قادمون
- هل فجّر مبارك خط الغاز الذاهب لإسرائيل؟
- زمن المهمشين: لا صوت يعلو على صوت الصامتين
- يا شماتة إيران فيكم!!!
- ماذا بعد انهيار معسكر الاعتدال لعربي؟
- مبارك: ومكافأة نهاية الخدمة، دروس أصدقاء واشنطون القاسية


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نضال نعيسة - سيف الأحلام القذافي: سيف من خشب أتى ليكحلها فعماها