محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 981 - 2004 / 10 / 9 - 15:08
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بدأت منذ فترة صحف ومجلات عربية في تركيب الصور لتناسب المقال أو التحقيق حتى لو جاء ذلك على حساب الحقيقة أو تولت الصورة الجديدة المركبة القيام بتثبيت الفكرة دون أي اعتبار لفحوى المقال!
تقوم الصحيفة مثلا بتركيب صورتين لأسامة بن لادن وشارون وهما يتصافحان وتضع عنوانا للمقال( بن لادن يرغب في زيارة إسرائيل!) لكن القارئ الذي يكتفي بالعنوان والصورة يكون قد وقع تحت تأثير معلومة مزيفة بغض النظر عن الموضوع نفسه.
صحيفة كبيرة أخرى تضع صورة مسئول كبير في صالة للقمار أو بين شخصين مشبوهين أو في مكان لم يزره قط، فهذا في حقيقة الأمر كذب وبهتان واعتداء على الصحافة وقدسية الكلمة.
كنا قد كنبنا منذ ثلاثة أعوام عن أصحاب المطابع ودور النشر الذين منحوا أنفسهم حرية تغيير فقرات من كتب لكتاب كبار، بل إن بعض عمال المطابع ممن وصلتهم هوسة المزاد الديني قد سمحوا لأنفسهم بحذف تعبيرات يرونها مخالفة لأصول الدين كما يفهمونه، ولو استمر هذا الهزل في الأمة كلها فلن يمر وقت طويل حتى يحدد لك سائق سيارة الأجرة المكان الذي يراه هو مناسبا، فإذا أردت الذهاب إلى السوق فقد يجبرك على أن تبدأ أولا بالتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة، وربما يطلب منك وثيقة الزواج إن كان معك امرأة في السيارة!
نحن لا نمزح هنا فقد جاء العهد الذي تختفي فيه تماما كل الحقوق لتصبح الواجبات على كل شخص من حق الآخرين.
هل سمع أحدكم بسيدة تعمل مصففة شعر تطرد زبونتها لأنها غير متزوجة وليس من حقها التزين لأحد ولو لنفسها أمام المرآة ؟ هذه الحكاية حدثت في دولة خليجية يستعرض فيها الطالبانيون الجدد مفاهيمهم للدين.
نعود إلى التزوير الذي يمارسه مركبو الصور في الصحافة العربية ونأمل أن تتخذ نقابات الصحفيين والمجالس العليا للصحافة إجراءات رادعة تمنع هذا الفعل الآثم والمعيب في حق إعلامنا.
ألم يفكر رؤساء تحرير الصحف والمجلات التي تمارس تركيب الصور في القراء العاديين الذين لا يملكون وعيا تاما أو معلومات كافية؟
إن تركيب الصور كذب بكل المقاييس وينبغي أن يخضع لاستجوابات قضائية أو أدبية وأن يتم تعميم المنع لأسباب أخلاقية قبل أن تكون اعتداء على مهنة البحث عن لمتاعب.
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
Oslo Norway
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟