أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية














المزيد.....

الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 00:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المفهوم الثقافي واسع في مدلولاته، ولا يكفي للوقوف على المعنى المتسع بمايرد في القاموس اللاتيني لكلمة (culture) وعلى الرغم من مدلولها كأصل، بما يحتوي معناها على نشاط انساني: فلاحة، حراثة، أي تخصيب ؛ بما تعني من ارتباط بمشكلات واشكالات العقل الاجتماعي .
وهكذا فالثقافة طريقة حياة اجتماعية، وكل مجتمع يعبر عن ثقافته بطريقة حياته الخاصة، والثقافات الانسانية تتفاعل مع بعضها انسانياً وأممياً، فهي في تواصلها التاريخي تخضع لعملية تلقيح وتنقيح ، فضلاً عن رفضها الثقافات الاستبدادية المظلمة لأعداء الانسانية، وهي إن وقعت في مجتمعات شعوب حية معينة، سرعان ما تكنس هذه الشعوب الحيّة الأوساخ ولاتخفها تحت سجادتها، لأنها إن بقيت فهي كارثة ثقافية .
يندرج في هذا كما يفيد االتاريخ؛ ماجرى مع الثقافة الفاشية والنازية، ومختلف الثقافات المنحطة عموماً؛
"الثقافات" التي تتسم بالحقد على الحياة بصرف النظر عن دعاويها ومبرراتها ومنطلقاتها ومسمياتها، فهي بالنتيجة ثقافات سوداء تُمرغ الانسانية بجرائمها وأوساخها، وبماهو مغاير للطبيعة الخيّرة الكامنة في الانسان؛ وحينها لن يرحمها التاريخ..
الانسانية دوماً في مواجهة الأذى والعدوان والتدمير، وعليه فالثقافة هي قيمة محسوسة تتطور وتتبدل وتتغير مع الزمن ومن حيث الزمان والمكان، فهي ليست قيمة مجردة أو (نصاً) يتعالى عن الشروط التي أنتجته؛ وهي ذاتها في حالة تفاعل مع التطور ومع خلاصات التاريخ .
بيد أن الثقافة السوداء ينتجها الانسان ذاته، وهو الذي يضفي المفهوم الاجتماعي للدمار والعنف الهادف والمنظم، وهو بحسب ماركس على سبيل المثال في معالجته للاغتراب والاستغلال؛ أن العنف لايمثل الحالة الانسانية الطبيعية، فالطبيعة البشرية خيّرة، أما العنف فمرده الاستغلال والاستلاب والهيمنة، وعليه يركز استئثار رأس المال بوسائل الانتاج ومن ثم لعموم الخيرات الاجتماعية .
صناع الحروب يمكن توفيرهم بسهولة في الحروب الثقافية العربية، طالما يوفر لهم "صنايعية حروب الحضارات" نظريات "الفوضى الخلاقة" وغيرها، ليتحركوا بتلقائيتها وكامل مدعاة حريتها، وفي مقدمات ونتائج الصراع الامبريالي الاحتلالي، في احالات صراع تدميري ماضوي وغامض؛ عبر الأصولي الماضوي و"النصي" عربياً، في مقدمات ونتائج الفوضى غير الخلاقة .
عربياً؛ نشاهد غير محطة فضائية تبث وتحتضن خطابها الماضوي والتدميري في الحرب الثقافية، وبتوفير منظّرين مغمورين في "الفقه السياسي والديني"، فضائيات يقام بنيانها على محاربة كل مظاهر التنوير ونويات الحداثة، وتتسلل الى البيوت وغرف النوم والشوارع والمكتبات، في تتمة لما بعد خرائط (سايكس ـ بيكو)؛ التي تستعين باللامعقول في السياسة والثقافة والتعصب، وبكامل حمولة الزمن الفيزيقي، وبالانتقال على أجنحة المشاريع الامبريالية بكامل عديدها وعتادها، وعلى الرغم مما تدعي في الجوهر .
إن ثقافات الماضوية الميثيولوجية المغلولة بالسرد (الحكواتي)؛ والمهووسة بتوقف التاريخ؛ تماماً مثلما "نهاية التاريخ"؛ هي مهووسة أيضاً ومن موقعها في الايديولوجيات العُصابية في محاربة الثقافة الانسانية والتنوير والحداثة، وهي هكذا محكومة بالشروط العالمية المهيمنة؛ التي سرعان ما تنتقل من حروبها النظرية الثقافية وحروب الحضارات وجدل الهويات الثقافية واللامعقول في السياسة والتعصب؛ وإلى ميدان الخرائط ..
في حقبة عصر اللامعقول في الثقافة الانسانية؛ ومنذ اعلان المركز الشمولي ألحرب الباردة، حرب النجوم، حروب الحضارات؛ الطريقة الامبريالية لتوفير الحروب والأعداء واعادة انتاجها، وكامل هذه القياسات يعاد انتاجها في شعوب الشرق بمختلف التأجيجات والمسرودات، وبكل مايخدم المركز الامبريالي الشمولي .
فالأصولي الماضوي الاقصائي يستثمر ميثولوجيات الوعي الشعبي، بكامل تداعيات متاهة الأزمة الوجودية للعقل العربي وأمراضه المعدية، الذي لم يصل بعد الى مستوى الهوية الجامعة، نتاج صهير ثقافي للتعدد والتنوع. أما الامبريالي فيحيل هذا الانحلال بكامل حمولته واصطراعه نحو قهر كل ماهو مضاد له ...
عربياً؛ هنا تبدأ مهمة الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية؛ وخروجاً من رداءة الفعل الثقافي والحضاري، لتغدو مهمة الثقافة بمقدار ماهي أساسية وشاقّة؛ هي بالذات موقفاً وطنياً وانسانياً أُممياً ضد الامبريالي والكولونيالي الاحتلالي .



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيمة الزمن .. قيمة الشعور بالمسؤولية ..
- يا إلهي ... ما -أقدس- الحاكميات العربية ... !
- في الثقافة الوطنية والعالمية ...
- الثقافة .. والوعي التاريخي
- إشعاعات ثورة أكتوبر البلشفية
- -لليسار دُرْ...- في نقد العقل العربي
- سيدة النجاة..
- -الديمقراطية- ... تحديات الخيار الوطني التحرري والديمقراطي
- الفرا والدوران في المتاهة ... !
- خلف الارهاب الأعمى ... فكرة جبانة سوداء
- القاسم الذي كتب في حلكة الزنازين أجمل قصص الكفاح والحب
- عمر القاسم مؤسس وعميد الحركة الأسيرة
- البنية السياسية الراهنة للنظام العالمي ... نحو التعدد القطبي
- -الطائفية في مواجهة الدولة الوطنية-
- تطورات السياسة التركية.. والصلف الاسرائيلي
- شجاعة النقد والإصلاح ... بؤس الأكاذيب
- قراءة في الورقة المصرية ...
- كيف يرسم المثقف الجذري المفكر رؤيته للمستقبل
- الفلسطينيون في اللقاء الثلاثي ....وخفّي حَُنين
- حال -الأمة- بين عبد الناصر ... ونحن


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية