أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - دناءة!!














المزيد.....

دناءة!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 11:06
المحور: المجتمع المدني
    


يمكن أن نلتمس عذراً لسارق دفعه جوع وبطالة ورفقة سوء إلى السرقة.. قد نجد له تبريراً بأنه ناقم على نظام اجتماعي وضعه حين رفع آخرين، أو حاقد على نظام سياسي انشغل عنه ولم يوفر له عملاً يعتاش منه.. قد يقول بعضهم إن السرقة نتاج لفوارق هائلة بين متخم تكلّ يداه عن الإنفاق ولا تشح أمواله، وآخر لا يجد ـ مهما نقّب في جيوبه المثقوبة ـ فلساً ينفقه على كسرة خبز..
ما لا يمكننا فهمه ولا تقبله أن تمتد يد ـ مكتفية كانت أو مترفة ـ إلى ما لا تحتاجه أو مقتدرة على نيله بواسطة جيوب تهدلت من ثقل ما فيها من مال جامد وسائل.. ما لا يمكن تفسيره أن يسيل لعاب مدير عام ـ مثلاُ ـ إلى علبة دبابيس مخصصة لاستعمال الموظفين، ويشكل ثمنها مبلغاً تافهاً قياساً إلى ضخامة راتبه، أو يعمد زبون مطعم إلى الاستيلاء على ملعقة أو مملحة ليس بحاجة إليهما.. مالا يمكن فهمه أن (يغلس) راكب ما على أجرة عجلة نقل ويضع بقية الركاب في حرج شديد!!
ليس لدي تبرير لسلوك شاذ كهذا سوى دناءة يتمتع ويستمتع بها الدنيء.. أفترض أنها تعود إلى لذة سلب أي شيء ـ مهما كان ضئيلاً وحقيراً ـ ولا يمكن له أن يتخلص منها مهما علت منزلته الوظيفية والاجتماعية ومهما تضخمت رواتبه وامتيازاته وموارده.. لذة أن تستلب شيئاً لا تملكه من دون حرج وخجل ووخزة ضمير، من دون أن تشعر باستهجان الآخرين أو عقوبة ما تردعك، فالآخرون هم أيضاً يفعلون الشيء نفسه ـ إن سنحت الفرصة ـ والقانون عاجز ومشلول عن ردع كبار الفاسدين ولا يتابع أموالاً طائلة ابتلعتها غيابة الجب!!
تبدأ الكوارث، عادة، بخطأ صغير أو إهمال بسيط.. ينهار سد عملاق بثقب صغير لا يُرى، ويتداعى بيت بحشرة ضئيلة تغافل عنها الساكنون، ويتمدد أبناء الحي خارج بيوتهم لأنهم سمحوا لأحد الجيران أن ينشئ كراجاً أو محلاً خارج حدود البيت.. تتحول محلاتنا السكنية وشوارعنا إلى مكبات للقمامة حين لا نبالي أين نرمي الأوساخ والفضلات.
كما تحدث كل كارثة تطيح باقتصاد بلد ما أو تسلب أرواحاً لأن العين التي يفترض أنها تسهر وتدقق وتبقى مفتوحة ـ أداءً لواجبها ـ تغافلت وغفت وأهملت، فإن الفساد المستشري في كل مفصل من مفاصل الحكومة والدولة بدأ بسرقة صغيرة (غلّس) عنها بعضهم وشجعها آخرون.. السرقات الكبرى التي نهبت المال وحولته إلى حسابات خاصة في بنوك ومصارف عالمية لم تكن لتحصل لولا أن النظام السياسي الجديد ائتمن الدنيئين.. ما كان للبلد أن ينافس بشراسة أفسد النظم في العالم لولا عجز أو رضا صاحب القرار الأول عن رؤية أموال مشاريع عامة تأخذ طريقها بسلاسة ويسر إلى جيوب المتحاصصين.. لولا أن يد القانون تفشل في إيقاف أحد باستثناء من لا ظهر ولا سند له.
توزع وزارة التربية كتباً وقرطاسية قد لا تكفي الطلبة، وبرغم شحتها فإن بعض أعضاء الهيئة التعليمية يستولون على قسم منها أمام مرأى ومسمع طلبة صغار ما زالت تتشكل لديهم القيم والمبادئ والأخلاق.. إلى أي ليل بهيم نسير مع جيل نعده للمستقبل؟




#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعظيم سلام!
- خطر الديمقراطية
- تونس.. قلبي على الثورة
- بعض الهمة والغيرة!!
- رصاص للتشييع!!
- فوضى الخطط وغياب الهدف
- صنّاع القوانين!
- الجنسية وشهادتها
- يحصدون فقط!
- رسوم متحركة
- هيبة الوطن والمواطن
- لا جديد تحت قبة البرلمان
- سمكة المرور!!
- قدر النساء!
- مات بول.. عاش بول!!
- من أين تأتي رصاصة الموت؟
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات


المزيد.....




- مغردون: المجاعة تضرب غزة ونحن عنها لاهون
- شهادة فلسطينية ناجية من مجزرة عيادة الأونروا
- السلطات السعودية تعلن اعتقال مصري -تحرش بفتاة-
- RT ترصد معاناة أهالي الأسرى مع سجانيهم
- شاهد.. الإحتلال يقوم بإعدام شاب فلسطيني داخل منزله!
- إدارة ترامب تبحث عن دول بديلة لترحيل المهاجرين
- السعودية تدين اقتحام بن غفير للأقصى واستهداف عيادة أونروا بغ ...
- رئيسة غاغاوزيا تناشد الأمين العام للأمم المتحدة دعم شعبها
- الأمم المتحدة تدين إعدام الاحتلال 14 من الطواقم الإنسانية في ...
- في ذكرى الاستقلال... احتجاجات حاشدة في جورجيا للمطالبة بإجرا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - دناءة!!