الشعر الشعبي بين مطرقة الانتقاد وسندان الانتشار

ايمن كامل جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 08:54
المحور: الادب والفن
    

الشعر الشعبي بين مطرقة الانتقاد وسندان الانتشار
عادة لايختلف الشعر الشعبي عن الفصيح كثيرا لاسيما وهو يحمل بين ثناياه كل ماتحويه كلمة الشعر من معنى فالبحور والاوزان والقافية والصور والموسيقى الشعرية والوصف والتشبيه والخ من سياقات الشعر المتعارف عليها موجودة وبوضوح على خارطة الشعر الشعبي لكن قد تختفي فيه القواعد النحوية .
الا ان البعض لايخرجه من اطار الكلام المقفى معولين انتشاره في الآونة الاخيرة على تدني المستوى الثقافي في الشارع لدى العامة وهزالة الذائقة الشعرية منتقصين من وعي وثقافة المتلقى غير النخبوي كما يحبون تسميتهم مخلخلين البنى التحتية للشعر الشعبي ب( تي ان تي) الانتقاد السلبي معلليين عدم رغبة الشارع في هضم الفصيح لصعوبة مضغ المفردات (النخبوبة) التي يحملها الشعر الفصيح ..
واذكر هنا مقابلة للشاعر الشعبي المبدع سعد محمد الحسن وهو يرد على سؤال لماذا تستخدم مفردات جنوبية بحتة غير مفهومة لدى الكثيرين وخاصة وان جمهورك اصبح على مستوى عربي قائلا صحيح الا ان هذا لايعني عدم قبولها من الشارع لان القصيدة الرصينة ذات الإحساس العالي تجبر المتلقي على البحث في معاني المفردات الغامضة لتكون اوضح اولا ولزيادة رصيد المفردات وثقافة المتلقي ثانيا ..
ومنذ مدة اخبرني صديق مولع بالشعر الشعبي عن منتدى شعري اقيم في الجامعة المستنصرية حيث أبدى اعجابه بشغفه المعروف لقصيدة فصيحة القاها الشاعر المتألق عارف الساعدي وماتحمله من صور شعرية خلابة ممزوجة بصوته المفعم بالاحساس تاركة الكل يسبح في فضائها الوجداني. وهو نادم على عدم تسجيله لها طالبا مني المساعدة في العثور عليها بأي طريقة كانت.
قد يبدو الامر غريبا والفصيح ما اكثره ، نعم الشعر الفصيح موجود بشكل لايحصى على ارصفة شارع المتنبي ولعمالقة الشعراء لكن ثمة رأياً استحوذ مكانا بين قناعاتي يقول إن الشعر تبعث فيه الحياة بالالقاء لاسيما الفصيح الذي يحتاج حرفة في إلقائه لايصال احاسيس الشاعر المدوية في الوجدان. وهذا ماحرك دافع الانتشار للشعر الشعبي ولكي يعاود الفصيح الى الانتشار . على الشعراء اعادة تشغيل محرك الانتشار بالالقاء لا الكتابة فقط ليعيدوا لنا عبق واصالة الشعرلاسيما ونحن في عصر تراجع مستوى القراءة بشكل ملفت ولتكن المؤسسات الاعلامية والثقافية حاضنة وناقلة لاصوات واحاسيس الشعراء وعندها سنعلم من يزعم بتدني المستوى الثقافي في انتشار الشعر الشعبي على حق ام لا..

#ايمن_كامل_جواد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات