أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ..ثم خليل عبد الكريم والقافلة تسير















المزيد.....

جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ..ثم خليل عبد الكريم والقافلة تسير


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 215 - 2002 / 8 / 10 - 01:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب هذا المقال لافتتاحية جريدة "الافق" العدد 13 بقلم سمير عادل في عام 2001 . والان اعيد نشر هذا المقال لصفحة "الحوار المتمدن" لفتح بابها امام معضلة التكفير في العالم العربي وتجريم العلمانيين والشيوعيين وكل من يحاول ان يفكر بصوت عالي .

                                                 سمير عادل

جريمة التكفير ..من المسؤول ؟

من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ..ثم خليل عبد الكريم والقافلة تسير

   ما اسهل السطحية في التحليل عندما تحاول دون عناء ان ترجع خلفية كل جريمة تكفير تقع في بلد عربي إلى وجود مصالح حزبية أو حملة انتخابية ما او اشغال الفراغ السياسة كما قيل اخيرا عن هجوم جبهة علماء الأزهر على الكاتب خليل عبد الكريم ودار ميريت الذي نشر كتابه "فترة التكوين في حياة صادق الأمين" . وما ابسط ان يطلق مصطلح (التطرف) و(المتطرفين) على مرتكبي جرائم التكفير والترهيب ! وليس الغاية من وراء تلك التحاليل إلا أبعاد الدين الإسلامي الذي هو أساس دساتير البلدان العربية ومصدر التشريعات القانونية في العديد من نواحي الحياة من النقد والعمل بشكل ثوري لفصله عن الدولة لمنعه من التدخل في الحياة الشخصية للأفراد والمجتمع.

أن التحليلات الآنفة الذكر حول مسببي جرائم التكفير هي تحريف مقصود وتشويه متعمد  للأسس التي تستند عليها وذلك لطمس ماهية الصراع بين التيار التحرري في المجتمع وبين التيار الذي يريد ان يحكم بقوانين الصحراء والبدو.وقد لعبت الحكومات القومية العربية دورا كبيرا وناجحا في تمويه ماهية ذلك الصراع من خلال مساندة (إسلام الدولة) وبعكس ما تردده أوساط معينة التي توصف موقف تلك الحكومات بالمتفرج على الصراع الدائر بين التيارين .

لقد أدخلت الحكومات العربية مصطلح التطرف في أدبياتها الدعائية والسياسية كي توصف كل من يحاول ان ينافسها على السلطة بالقوة . وإذا وافقنا على هذا التفسير فيعني ان تلك الحكومات هي متطرفة ايضا، اذ تحاول ان تثبت سلطانها بالقوة ايضا  وبنفس ضراوة الاسلاميين .واذا قارنا بين (تطرف) إسلام الدولة وبين تطرف اسلام الاسلاميين فسنحصل على نتيجة بأن اسلام الدولة لا يقل (تطرفا) او لنقل حسب تعبيرنا ضراوة وهمجية عن اسلام الاسلاميين.والسبب ان إسلام الدولة مدعوم بثروة المجتمع والتي تسند بدورها السلطة التشريعية والتنفيذية وجيوش كبيرة ودهاليز للتعذيب والقتل وغرف للاعدامات ووسائل سمعية ومرئية. اما إسلام الإسلاميين فلا يملك غير حماقاته !  

أذا وافقنا ايضا ان نطلق مصطلح (التطرف) على حزب العمل في مصر الذي قاد معركة كبيرة ضد رواية ((وليمة للاعشاب البحر)) وحزب الاصلاح في اليمن ضد كتاب ((صنعاء مدينة مفتوحة))، فماذا سنطلق من مصطلح على فتاوى شيوخ الازهر حيث كان طرفا فاعلا في اصدار فتوى تجريم كتاب حيدر حيدر والفتوى الأخيرة لمفتي مصر واصل نصر ابو زيد الذي كفر  نوال السعداوي وبيان جبهة علماء الارهر ضد الكاتب خليل عبد الكريم وصاحب دار النشر الذي بمثابة تحريض على القتل ؟وبماذا نعلل فتوى وزير الاوقاف الاردني الذي حلل هدر دم الشاعر موسى الحوامدة وماذا نسمي  دعاوي الحسبة التي تقام ضد الكتاب والادباء والمفكرين في تطليقهم من زوجاتهم لانهم فكروا بما لا يحلو لاسلام الاسلاميين واسلام الدولة المتمثلة بشيوخ الازهر ووزارات الاوقاف  .. الخ؟

واورد مثال لا على سبيل الحصر لكي نوصف مساندة الحكومات العربية لاسلام الدولة ففي مؤتمر عقد في مصر تحت عنوان ((العنف السياسي الديني في مصر: الدوافع والافاق) أشار الدكتور صابر سليمان عسران وهو استاذ مساعد بكلية العلوم الى ان عدد ساعات البرامج الدينية في مصر بلغ في عام 1995-1996 17 الف و177 ساعة للبث الاذاعي أي بنسبة 1502% أي متوسط عدد الساعات اليومية 46 ساعة و56 دقيقة بينما بلغ الارسال التلفزيوني  نسبة 901% من البرامج الدينية . ويتبادر هنا سؤال في ذهن الانسان العادي هو هل خصصت وزارات الثقافة والاعلام التابعة للحكومات العربية ثلث ساعات البث الاذاعي والارسال التلفزيوني التي تخصصها للبرامج الدينية للدفاع عن المفكرين والكتاب وعلمانية المجتمع والحقوق الانسانية والشخصية للافراد؟!

ان المثال اعلاه الذي يصف وسائل الاعلام لبلد عانى الويلات من جرائم الاسلاميين يكشف فحوى الخطاب السياسي الموجه للحكومات العربية وهو الحيلولة دون احتكار سلاح الاسلام كدين وايدلوجية وعدم اتاحة الفرص للاسلاميين في تصويبها نحو هم .ولا يحتاج المرأ لكثير من الذكاء لكي يتعرف على القوانين التي شرعت من قبل تلك الحكومات وبرلمانتها ومجالسها النيابية وشعوبها لحماية الاسلام من كل شخص او تيار يحاول المساس به . فاقامة دعاوي الحسبة والتي بدأت هي الاخرى الى جانب فتاوى المصادرة بالانتشار في البلدان العربية هي احدى الامثلة البسيطة التي تبين تمسك الحكومات بالاسلام كسلاح في قطع رؤوس العلمانيين .أضافة الى كل ذلك فأن وزير الثقافة المصر فاروق حسني هو الذي امر بمصادرة الروايات الثلاثة من الاسواق التي صدر عن دار القصور للثقافة و ايده حسني مبارك في تصريحه امام حشد من الكتاب والصحافيين في معرض قاهرة الدولية الذي اقيم قبل شهرين .

    ان الاسلاميين نجحوا منذ تأسيس دولتهم في فرض الاسلام على الناس والمجتمع بقوة السيف وصوروه عبر التاريخ وبذلك السيف انه لا يمكن الشك بالاسلام ونبيه وكتابه المقدس، وهنا كان مكمن نجاحهم وقوتهم . واصبح الخوف الذي صنع بالإرهاب جزء من البنية الفكرية والاجتماعية للإنسان والمجتمع حتى اصبح جزء من بنية الحركات التي تدافع عن حرية التفكير والنقد . ويمكن ان نصنفه احدى الاسباب التي منعت جميع الحركات الردايكالية في تاريخ المجتمعات العربية و منذ حروب الردة وانتهاء بالحكومات العربية التي تحكم بابواق رجال الدين وبركاتهم وبالسيف الذي ورثوه عن الدولة الاسلامية  من ان تفصل نفسها عن الإسلام تجنبا من بطش ممثلي الإسلام .

 ان استفحال جرائم التكفير في العقد الاخير في العالم العربي لا يتحمل مسؤوليته الحكومات القومية العربية والتيار الاسلامي وحسب بل يتحمله بنفس القدر التيار التحرري الذي يحاول ان يمتص نقمة الطرف المقابل بدلا من مواجهته وتحطيمه مثلما يحاول ذاك الطرف دك عنقه.فالتاريخ لا يدون فقط في سجلاته قتلة الاطفال ومغتصبي النساء وقاطعي عنق الكتاب والمفكرين بل يسجل ايضا تردد وخوف من اشعل فتيل المعركة ولا يريد خوضها للنهاية . فمثلما سجل التاريخ بشاعة الكنيسة وجرائم قساوستها في القرون الوسطى سجل الى جانبه ايضا جرأة فولتير وشجاعة روسو ومونتسيكو وديدرو …الخ.

فمحاولات فرج فودة في فصل اسلام الاسلاميين عن اسلام المجتمع او كما وصفناه باسلام الدولة ومناورات حيدر حيدر للتملص من غضب الاسلاميين وتردد اليوسفي امام الحملة الاعلامية التي نظمها حزب الاصلاح وتراجع نجيب محفوظ امام الازهر وعشرات آخرين من الكتاب والمفكرين والمثقفين في البلدان العربية الذين ساروا على نفس المنحى لا يمكن لهم ان يرفعوا مشعل الحرية دون توجيه النقد الى الاسلام كايدلوجية للدول القومية العربية ومصدر تشريعاتها والنضال من اجل فصله عن الدولة . ان الذي يحاكم الحرية ويسوقها الى المقصلة ليس تيار الاسلام السياسي فقط بل قوانين اسلام الدولة معا. وان الذي حكم على صلاح محسن بالسجن لمدة ستة اشهر مع وقف التنفيذ لانه لا يؤمن بالاسلام ليس تيار الاسلام السياسي فقط بل اسلام الدولة المصرية معا. وان الذي طلق حامد نصر ابو زيد من زوجته ليس تيار الاسلام السياسي فقط بل اسلام الدولة معا. وان الذي دفع ان يصدر بيان تحريض على قتل خليل عبد الكريم وصاحب الدار الذي نشر الكتاب بكل استهتار وصفاقة ليس منظمة الجهاد الاسلامي ولا اخوان المسلمين بل جبهة علماء الازهر حامي وحارس النظام السياسي في مصر  .. الخ من الامثلة .

ان عدم مواجهة الرعب الذي تحاول ان تبثه الحملات السياسية والاعلامية وفتاوى اسلامي الدولة والإسلاميين سيزيد من لعابهم وتدفعهم نشوة ذلك الرعب في عيون الفريسة للاقتناص منهم مرات ومرات .فكما قال دانتون احد قادة الثورة الفرنسية التي  قطعت دابر فتاوى وجرائم الكنيسة ودجاليها ((الجرأة ثم الجرأة ثم الجرأة )) . أن النضال من اجل فصل الإسلام عن الدولة هو الكفيل في قطع الطريق امام صلافة الإسلاميين وقتاويهم وقساوسة الحكومات القومية العربية .

 

                                                                                                                                                       

    



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى وزير حقوق الانسان في حكومة اقليم كردستان - ...
- الاستفتاء والحصار
- السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي
- تحالفات المعارضة العراقية والمشروع الامريكي والمجتمع العراقي
- شباب العراق وقود التيار القومي
- الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي
- الارهاب في الفكر القومي
- ثقافة العنف وثقافة حقوق الانسان ..حقوق الانسان من منظور الحز ...
- امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي
- العولمة واليسار..ملاحظات اولية
- لوبان وهايدر.. شارون واوروبا دروس في الانتخابات والعنصرية
- قمة بيروت بين الحالمين والرابضين والمنهارين
- مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغ ...
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية


المزيد.....




- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ..ثم خليل عبد الكريم والقافلة تسير