|
تقاسيم على الوتر العراقي .. سكين وملح ..!!
سلام كوبع العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 981 - 2004 / 10 / 9 - 14:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في زحمت احداث العراق وارتباك الحياة العراقية وفي زحمت الموت العراقي اليومي الذي يحصد ارواح الابرياء من العراقيين ومع اشتداد حقد الارهاب والارهابيين على الجسد العراقي سواء من الداخل او من الخارج ؛ نرى ان هنالك كسل كبير وواضح من قبل الاحزاب العراقية ؛ علمانية كانت او اسلامية ؛ حيث لم نشاهد او نسمع عن أي تحرك ايجابي من قبل كافة الاحزاب السياسية للمساعدة في اجهاض الحلم الارهابي الذي تمادى كثيرا في ذبح الحلم العراقي والعراقيين بقدر ما نسمع عن فرز تكتلات سياسية وشخصية وانشقاقات فكرية داخل صفوف هذه الاحزاب الامر الذي ادى الى تقطيع الجسد العراقي الى ولاءات طائفية تابعه لتيارات سياسية معينة تحاول ان تسيطر على القرار العراقي بشكل او باخر؛ سواء من خلال العبث اليومي او من خلال التسلح والاستيلاء على المنظومة الادارية في كافة المدن وفرض ارائهم ووجودهم بشكل لا يتناسب مع الوضع العراقي الملتهب وهذا بحد ذاته يشير الى حالة من حالات التقسيم للخارطة العراقية .. وإذا اردنا ان ننظر الى الوضع العراقي من خلال سيطرة بعض التيارات على عدد كبير من مدن العراق نستطيع ان نقول ان هؤلاء لو اتيح لهم الامر لقسموا البلاد الى امارات خاوية من المنطق ؛ والا ماذا يعني عندما نلاحظ أن الجنوب ووسط العراق ومدينة الثورة يسيطر عليها التيار الصدري فكريا وعسكريا واجتماعيا بالشكل الذي لاحظه الجميع ولايقبل القسمة مع طرف اخر ابدا ؟! وماذا يعني أيضا عندما تقع مدينة الرمادي وتوابعها وسامراء وديالى الى حدود الاردن وسوريا تحت سيطرة هيئة علماء المسلمين .؟! وما ذا يعني لنا عندما نلاحظ كيف تتحرك هذا القيادات سواء من هيئة علماء المسلمين او من التيار الصدري لاقامة علاقات وتحالفات سياسية مع حكومات عربية واجنبية بمعزل عن الحكومة المؤقتة وبدعم إقليمي وحتى عراقي بعد أن سحبت هذه التيارات المسلحة البساط السياسي والعسكري من تحت اقدام الحكومة المؤقتة من خلال دعم الاعلام العربي وحتى البعض من الاعلام الغربي وخاصة الفرنسي والايطالي منه ؟! ولو نظرنا بتمعن وبشكل عقلاني بعيدا عن العواطف الطائفية والحزبية والطوحات الفردية التي يحاول البعض التسلق من خلالها على المنظور العام لغاية يدركها الداركون لوجدنا ان هذين التيارين لن يمتنعوا لو تحقق لهم تجزئة العراق الى امارات اسلامية تابعة بولائها الى بعض الدول الاقليمية سواء عربية كانت او اجنبية .. اليس كل ما وقع من تقسيم تكتلي سياسي او طائفي داخل الخارطة العراقية هو نتيجة طبيعية للفراغ السياسي الواضح الذي يعيشه الشارع العراقي منذ سقوط النظام السابق الى يومنا هذا وهذه نتيجة حتمية لكسل الاحزاب السياسية العراقية ؟! والا أين الاحزاب والحركات السياسية الاخرى التي وصل تعدادها 82 حزب وحركة سياسية ؛ ولم يلاحظ لها اي دور سياسي فعال او جماهيري لكل هذه الاحزاب الا من خلال ماينشر هنا وهناك من لقاءات واجتماعات تداولية بين الاحزاب نفسها لغرض الدعاية الاعلامية لااكثر ولا اقل . اليس ماقاله بريمر الى قادة الاحزاب العراقية قبل خروجه من العراق ( انكم كذابون ولصوص ومرتزقه فاشلون ) كانت شتيمته لهم هي عين الصواب بعد ان لمس بيده انه ليس هنالك اثر لكل هذه الاحزاب أو تاثير على الشارع العراقي وليس لهم كادر جماهيري بان وجوده من خلال الازمات التي مرت بعد ان أدرك جيدا ان ليس هنالك صور التيار الصدري وهيئة علماء المسلمين الذين استطاعوا التعبئة الجماهيرية في زمن قياسي قصير الامر الذي احرج الامريكان وحكومة علاوي ؟! إذا اين الاحزاب العراقية ( الوطنية جدا كما يدعون !! ) وماهو دورها السياسي أمام هذا الوضع الصاخب الذي يقرع اجراس الخطر الاكيد و ماهي خططهم المستقبلية بعد ان فقدوا المصداقية من كافة وجوه المجتمع العراقي واصبحوا عبارة عن دكاكين ( لبيع الصحف والحلويات السياسية ) من خلال دعايات باهته ووعود هزيلة ليس لها قراء وسامعون ينتمون لهم ؛ والان لم يبقى على الانتخابات العراقية سوى شهور قليلة وليس هنالك مرشحين سياسيين او ندوات تعليمية وتثقيفية لبسطاء المجتمع العراقي الذين لم يتعايشوا مع الحدث الانتخابي الحر سابقا ؛ سوى ما كان يعلنه البرلمان العراقي السابق عن فوز صدام حسين بنسبة 100% وكان هذا دون منافس يذكر !! ان اللعبة السياسية الغبية التي وقعت بها كافة الاحزاب العراقية والكسل الواضح دون التحرك الحقيقي المطلوب داخل الشارع العراقي سوف يكون له تاثيره السلبي على كافة التنظيمات السياسية وعلى عموم المجتمع العراقي وحتى على الاجيال القادمة ؛ نتيجة الاعلام المضاد الموجه على هذه الاحزاب من الخارج او من داخل الشارع العراقي الذي أصبح لايؤمن بما ترفعه الاحزاب من شعارات وهمية كما يقال عندما تقارن بشعارات البعثيين سابقا والايدز السياسي الذي قتل الخلايا الفكرية واستقلالية الخطاب الحزبي الوطني الذي كانت تنادي به التيارات السياسية السابقة ؛ ابتداء من الحزب الشيوعي العراقي الى تنظيم الدعوة الاسلامي وحتى الحركات والاحزاب الاسلامية التي تقع ظمن تحالف المجلس الاعلى الذي بان هو الاخر فشله الكبير داخل معقله الرئيسي في مدينة النجف ومدينة كربلاء وحتى في مدينة البصرة التي كانت تعد من اهم المعاقل السياسية التابعة له وللدعوة الاسلامية بعد ان تحول الغالبية من كوادرهم الى التيار الصدري سواء كان هذا التيار ناضجا سياسيا او يفتقر الى النضوج السياسي ولعبة التوازنات بعد ان راى البعض ان التحرك الصدري داخل الشارع العراقي اصبح له اثره الواضح وهذا لايعني ان العراقيين تناسوا التضحيات الكبيرة التي قدمتها هذه الاحزاب ؛ ولو اردنا التعرف على الاسباب الرئيسية لوجدنا ان كل هذه الاسباب جائت نتيجة التركيبة السياسية والمحاصصة الحزبية و المناطقية التي اسست عليها هيكلة الحكومة المؤقتة التي رسمت نهايتها المؤكدة بيدها بعد أن اصبحت حكومة هزيلة وظاهرة مستحدثه لاتنطلق من المواقف الوطنية والمصداقية و بعد ان خسرت استقلاليتها في القرار العراقي الوطني وانطوائها تحت تحالفات هامشية دولية واقليمية وحتى محلية محدودة غير واضحت المعالم بعد ان اعادت عدد كبير من قيادات حزب البعث الى واجهة العمل السياسي ودون ان تعيد اي من العراقيين الوطنيين المفصولين من وظائفهم الادارية وهذا ما ينعكس سلبا على مستقبل المجتمع العراقي بشكل عام .. لكن يتضح ان المستفيد الوحيد من كل ماحدث هو الرئيس ( الياور ) فقد تزوج السيدة الوزيرة ونال مراده من الاميرة ( ويا ططوه سكين وملح وعين الحاسد تبلى بالعمى )
#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للعراق ولكم عمري ... والله والله ...-سنجعل من جماجمهم منافض
...
-
لعبة العرائس وأحزاب عراقية أرهقها الرقص ..!!
-
الأموات يرقصون مساءاَ ..!! 2
-
تحولات أمريكية جديدة تجاه سياستها في العراق .؟!!
-
من أروع أفلام السينما الهندية .. لاتفوتكم الفرصة..!!
-
سوف يشخون علينا غدا إن كنا خونه ..؟!
-
الحكام العرب قتلو آبائهم .. وشيوخ الدين يشخون قرب المساجد ..
...
-
علوج حماس يرتدون العمائم الفارسية بعد أن خلعوا العقال العربي
...
-
رجل يسعل في منتصف الليل وليس هنالك من يقول له أسم الله عليك
...
-
لماذا يتناقض البعض من الاخوة الكتاب .؟!!
-
رؤية الشيخ العجوز في ليلة عيد الميلاد ..!!
-
سمونا باري وسيمونا توريتيا جواري للمسلمين ..!!
-
سوالف ليل ... أللكترونية ...!!
-
ديموقراطية .. عرب وين طمبوره وين ..؟!!
-
على قلبي مثل الثلج ..!!
-
علوج القرضاوي وطراطير زغلول النجار ..!!
-
شيخ دين يتزوج من فتوى عذراء ...!!
-
مقال بعد منتصف الليل .. شيء لا يشبه شيء ..!!
-
إلي ما وافق بجزه .. دفع جزه وخروف ..!!
-
الاموات يرقصون مساء ..!! -1 .
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|