ياسر الداكني
الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 01:39
المحور:
الارشيف الماركسي
بعد انفصال الإنسان عن المملكة الحيوانية، كان يعمل اجتماعيا بشكل جماعات تطورت مع تطور الإنسان و علاقته بالطبيعة (أي إنتاجه). و لكن الإنسان عاش فترات طويلة يعمل عملا شاقا من اجل الحصول على ما يكفي لمعيشته.في هذه الفترات كان إنتاج الإنسان يوزع توزيعا اجتماعيا ولا يمكن لشخص فيه أن ينال اكتر من غيره ولا يمكن فيه إن يعيش شخص على ما ينتجه المجتمع بدون أن يعمل. انه ما يسمى بالنظام المشاعي البدائي أول نظام اقتصادي كان مشتركا بين كل الشعوب في المرحلة الأولى . وكان أساس علاقات الإنتاج الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج بالإضافة إلى الملكية الخاصة للأسلحة و الملابس و الأواني المنزلية ... ، فعلى أساس أول تقسيم للعمل أي الفصل بين الزراعة و تربية الماشية بدأت القوى المنتجة تتطور و مع تطورها تطور التبادل و التفاوت الاقتصادي بين الإفراد. ففي أقصى مرحلة لتطور النظام تم تقسيم كبير للعمل (هو الفصل بين الزراعة و الحرف ) و سهل هذا حدوت انهيار في النظام المشاعي البدائي مما أدى إلى ظهور الفقراء ة الأغنياء و الاستغلال و الطبقات و الدولة وحلت محل المجتمع المشاعي البدائي المجتمعات الطبقيةمتل النظام العبودي و الإقطاعي و الرأسمالي فكيف كانت حياة الإفراد في المجتمعات الطبقية؟
في هذه المجتمعات كان الإنسان يعيش في صراع مستمر بين الطبقات و في هذه الفترة كان العبيد هم القوة الإنتاجية للمجتمع انه النظام العبودي أول مجتمع طبقي متناحر نشأ على أنقاض النظام المشاعي البدائي و كانت العبودية سائدة في كل البلدان .
بلغ أعلى أشكال تطوره حيت كان الصراع قائما بين طبقتين رئيسيتين أولاهما هي الطبقة الحاكمة التي يشكلها ملاك العبيد و ملاك الأرضي و ملاك الورش الكبيرة و التجار. و كانت الطبقة الثانية تتشكل من العبيد العديدين المستغلين الدين فد أصبحوا القوة الإنتاجية الرئيسية للمجتمع و زيادة على ذلك فهناك المراتب الوسطى التي يمثلها صغار الملاك الدين يعيشون بعملهم الخاص ( الحرفيون و الفلاحون ) . و قد بلغ الصراع الطبقي أعلى نقطة له مع انهيار النظام العبودي و تداخلت انتفاضة العبيد مع صراع الفلاحين الصغار المحطمين ضد كبار ملاك الأراضي وقد عجل التناحر بانهيار النظام العبودي و حل محله الاستغلال الإقطاعي الذي لم يخفي أسلوب الإنتاج القائم على استغلال و امتلاك العبيد إخفاء تاما و أنما زكاه بطريقة أو بتلك . فا صبح الفلاح أو القن أو العبد في النظام الإقطاعي يملك حياته لا حريته حيت أنه أصبح يتبع الأرض أينما ذهبت , بمعنى انه إذا بيعت الأرض فإنها تباع بمن فيها من أقنان و عبيد . ارتبط الفلاحون (العبيد) بالعمل في أراضي النبلاء و كبار الملاكين ضمن أعمال القنانة حيت تطورت هذه الأعمال فأصبح الفلاح يلتزم بالدفاع عن المالك الذي يعيش في مملكته فضلا عن التزامه بالضريبة السنوية التي تكاد تجهز عن كل ما ينتجه الفلاحون طول العام .
زكت الكنيسة بدورها هذا الصراع و تحالفت مع الإقطاعيين لأنها كانت تجبي عوائدها من الجميع سواء كان دلك على شكل عشور (عشر الدخل ) يدفع لها من رعاياها أو على شكل صكوك الغفران لمن يدفع الثمن أو صكوك الحرمان لمن يعترض سلطتها الروحية .
وفي ظل هذا الصراع ف الفلاح ليس له الحق في الحياة, سوى إن يخدم السيد و يفلح الأرض. و يقول ويل ديورانت في كتابه (قصة الحضارة) "ادا جاء الشتاء دخل الفلاح و زوجته و أبنائه و بهائمه و ضيوفه في كوخ ليدفئ بعضهم بعض"فكان المجتمع الإقطاعي يتكون من 3 طبقات أولها طبقة رجال الدين هم القائمون على إدارة الكنيسة و الرهبان و ثانيهما طبقة المحاربين و النبلاء بيدهم السلطة و الحرب وهي طبقة وراثية و الأخيرة طبقة الفلاحين كانت تشكل غالبية المجتمع الأوربي وكانت حياتهم صعبة جدا و هي الطبقة المقهورة في ظل النظام القطاعي مما أدى إلى هروب الفلاحين من القرى إلى المدن الذي شكل بؤر جديدة من العمال و تحالفت البورجوازية في بدايتها عندما كانت صغيرة مع العمال ضد الإقطاع و الكنيسة ما يعرف بالنظام الرأسمالي و سرعان ما انقلبت البورجوازية على مؤيديها لتظهر بشكلها الحديث من أرباب عمل و ملاكي المصانع التي عملت على تشغيل الأطفال و النساء كايدي عاملة رخيصة . و أصبحت العلاقة بين البورجوازية و العمال ليست سوى علاقة مادية رأسمالية و علاقة إنتاج و أضحت البورجوازية مالكة لوسائل الإنتاج المادية و البشرية أي القوى المنتجة بشكل عام .
هو ما يطلق عليه اسم النظام الرأسمالي. تالت مجتمع طبقي متناحر , و الصراع الطبقي في ظل هذا النظام اقتصر على طبقتين الطبقة البورجوازية الرأسمالية المالكة لوسائل الإنتاج و الطبقة العاملة أو ما يعرف بالطبقة البروليتاريا و هي الطبقة المقهورة من طرف الرأسمالية .
#ياسر_الداكني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟