أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - و هل تختلف البحرين ؟















المزيد.....

و هل تختلف البحرين ؟


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 21:16
المحور: المجتمع المدني
    


لماذا البحرين تختلف ؟

سؤال يحيرني وإنا أرى المظاهرات في دوار اللؤلؤ في دولة البحرين , مئات المتظاهرين لهم نفس الرغبات ونفس الأمنيات والمطالب لدى إخوانهم في مصر وتونس , لكن هل تختلف حقا تختلف ثورة البحرين عن ثورة تونس وثورة مصر والمظاهرات التي خرجت في كل من اليمن وليبيا والأردن والجزائر حاليا ....

كلنا يعرف كم عزفت السلطات المصرية على وتر الأجندات الأجنبية , وان هناك خيوط خفيفة تحرك المعتصمين في ميدان التحرير , هذه اللغة الغبية والتي لم يصدقها احد في مصر , وتم طرد فضائيات بحجة أنها تعمل للبلبلة في مصر وتفريق الصف الواحد .... أثبتت الثورة المصرية أنها مصرية مائة بالمائة وأجبرت كل الأصوات المعارضة إن تحترم هذه الثورة .

ثورة البحرين منذ اليوم الأول والتي انطلقت به تم قذفها بالاتهامات , كلنا رأى حوار مأمون فندي في فضائية بي بي سي والذي اتهم هذه الثورة بعمالتها لإيران وأن هذه المظاهرات تحركت بفعل أصابع إيرانية خبيثة تريد الأضرار بهذا البلد الطيب , لا بل إن كل الكتاب الذين تكلموا عن هذه الثورة اتهموها بهذه العمالة ايضا .

في بيان أصدره رجال دين سعوديون "رأوا فيه أن ما يحدث في البحرين هو خطر " وهو مدٍ صفوي مجوسي يحلم بالاستيلاء على الخليج العربي وتكوين هلال فارسي", و يقول هؤلاء في بيان تم نشره على ألنت ونشره موقع إيلاف الالكتروني يقودهم المثير للجدل كما تم وصفوه يوسف الأحمد "أن ما يحدث في البحرين هو نتاج لمخططات المد "ألصفوي" المنتسب إلى الصفويين الذين حكموا بلاد فارس وهي البلاد المسماة حاليا بجمهورية إيران، في الفترة من 1500 حتى أواخر العام 1700، الذين يعتبرون من المتشددين في المذهب الشيعي , وأكمل بأن المظاهرات والمطالبات الشعبية تخرج عن دائرة المطالبة بالحقوق، معتبرين أن هدفها هو "تنفيذ مخططات مشبوهة وأجندات ظاهرة، تمثل طليعةً لمدٍ صفوي مجوسي يحلم بالاستيلاء على الخليج العربي وتكوين هلال فارسي".أن المطالب التي ترمي إلى إطلاق الحريات "مقصودها الحقيقي؛ تغيير هوية الحكم وتمكين المد ألصفوي منه لا قدر الله" مطالبين من "العقلاء" أن "يبصروا" هذا الخطر وأن لا يكونوا عونا لهذا "المد ألصفوي في المنطقة" مشيرين إلى أن العبرة تؤخذ مما يجري رحاه في العراق الذي سلب أمنه واستقلاله وخيراته.

كل الخطاب الإعلامي العربي والسني بصورة خاصة يتهم هذه الثورة بالعمالة لا لشي سوى إن المتظاهرين من الشيعة , الشيعة في البحرين يشعرون ويحق لهم إن يشعروا أنهم مواطنون من درجة ثالثة , يسبقهم في ذلك البحرينيون السنة , والمقيمون في البحرين حيث يتم معاملتهم أفضل بكثير من الشيعة , وتم تجنيسهم بصورة كبيرة وهنا ظهرت مشكلة التجنيس السياسي والذي أثار مشاكل كبيرة في البحرين , لان الشيعة في البحرين يعتقدون أنهم المعنيون بهذا التجنيس يراد الأضرار بهم , لان نسبة الشيعة هي 70 بالمائة ونسبة السنة 30 بالمائة حسب الإحصائيات الرسمية الحكومية .. والمعروف إن السنة هم الذين يتحكمون بمقاليد السلطة منذ زمن طويل ويتحكمون باللاعمال والتجارة , والشيعة لا شي لهم , فكان التجنيس السياسي المراد به بالدرجة الأولى تعديل النسبة بين الشيعة والسنة , لزيادة نسبة السنة على حساب الشيعة .
المتظاهرون مشكلتهم الوحيدة أنهم شيعة , والشيعة وللأسف حسب رؤية أهل السنة وعلمائهم لا ينظرون للشيعي انه مسلم أو على الأقل شريك لهم بالمواطنة له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات .

يبقى الشيعي دوما الأقل حقا بالحقوق والأكثر حظا بالواجبات , فلا يحق له التصويت ولا يحق له العمل إلا أجيرا , ولا يحق له ربما الحياة نفسها .....
في العراق وبعد سقوط النظام البائد السابق , مع انه ظالم وطاغية إلا انه يمثل حكم السنة للعراق , وكان البديل للعراق بعد 2003 هو الديمقراطية والتي فرضت واقعا غريبا على المجموع السني العربي وهو مشاركة الشيعة إخوانهم السنة في العراق بنسبة فاقت السنة وتركت رئاسة الوزراء بيد الشيعة , وهذا بحد ذاته اقلق السنة بالمحيط العربي لدول جوار العراق , وكان هذا بحد ذاته كارثة بما تعني الكلمة , الحكم الذي هم متمسكون بمقاليده لمدة 1400 سنة هو حكم سني , والشيعة كانوا تحت سلطة السنة وفي أحسن الأحوال كانت لهم وزارة واحدة أو اثنتين .....
على مدى كل العصور كان الشيعي خائن في نظر السنة , خيانته هذه يتناقلونها عبر حكايات التاريخ أو ميل شيعة العراق مثلا إلى الجار الفارسي والذي يشاركه نفس المذهب , وهذه الميل يمكن نفهمه جيدا لان السنة لم يعاملوا يوما الشيعي على انه شريك لهم بالحكم والتعايش , لكنه كان دائما ضحية لكل الاضطهاد الذي مر به على مدى التاريخ , ربما هذا الذي فتح الباب للجار الفارسي للدخول للعراق , وربما هذا الذي جعل الجار الفارسي ينكل بالسنة ويضطرون للجوء للأجنبي التركي مثلما لجأ الشيعي العربي للجوء للأجنبي الفارسي ....
عل مر التاريخ كان الشيعي العربي ضحية اضطهاد للجار السني الأجنبي , وعل مر التاريخ كان الشيعي يجد الحماية عند الأجنبي الشيعي ولم يجدها يوما عند العربي السني أو عند الأجنبي التركي .

منذ اليوم الأول الذي تسلم به أل خليفة حكم البحرين قبل 200 سنة تقريبا ومقاليد الحكم بيد السنة , والشيعة مضطهدون , كيف ما وجدناهم هم مضطهدون , لماذا ؟ ربما لانعدام الثقة , ربما لان رجال الدين المسيطرون على أل خليفة ويفتحون لهم طريق الجنان السنية , والتي تختلف عن الجنان الشيعة , كان رجال الدين هؤلاء مثلهم مثل رجال الدين السعوديين اليوم , يخيفون الناس من هلال شيعي سيولد في المنطقة , والخطر كل الخطر , لو سمحنا لهؤلاء الشيعة ببعض ألمواطنه في بلدهم , لان هؤلاء الشيعة مهما حاول الشيعي إن يقدم براءة ذمة بأنه عربي , والعربي أحلامه ليست تلك الأحلام الفارسية , ومهما قدم الشيعي من توصيات وإقرارات يبقي متهم بولائه , ولا يحق له المواطنة , ولا يحق له المشاركة في الحكم .
ربما لهذا السبب رأينا دول الخليج تقف مع البحرين ضد هذه الثورة , وربما لهذا السبب وجدنا كتاب أمثال مأمون فندي وطارق الحميد وسلمان الدوسري يكتبون ويخوفون الناس , يستخدمون أقلامهم بكل قوة لتخويف الناس من هذا المارد الشيعي إن نهض فسوف يقضي على كل أحلام السنة في الحكم .
هؤلاء الكتاب والذين يكتبون في جرائد يقال عنها أنها ليبرالية تعتقد وتدين بالليبرالية مثل جريدة الشرق الأوسط , إلا إن الحقيقية حتى الليبرالية تتوقف حين يتعلق الأمر بكلمة "شيعي " , هذه الكلمة التي ترهب الكل وتخيف الكل ويعمل لها إلف حساب .

لم تكن ثورة البحرين شيعية . مع إن كل المشاركين بها من الشيعة , إنما ثورة وطنية تطالب بحقوق المواطنة , وان يتساوي السني مع الشيعي , وان يتوقف التجنيس السياسي . فهل هذه المطالب صعبة .. وإذا يقال مثلما يقول سلمان الدوسري إن هناك أيدي خفيفة تنتظر ما يحدث لهذه الثورة وتخرب , إذن لما لا تقوم الدولة بالإصلاحات السياسية وإعطاء المواطن البحريني حقوقه الحقيقة , لكن هذا صعب جدا على الساسة البحرينيين والذين لا يرون في الشيعي , شريك حقيقي بالحكم ؟
هل أكون تماديت على الإخوان السنة , ربما ولكن اعتقد إن السنة يحتاجون لوقفة نفس حقيقية , حتى نعرف ماذا تعني المواطنة , هل المواطنة هي شراكة حقيقية , أم هي علاقة العبد بالسيد !!!!
الجيش المصري أعلى واشرف من الجيش البحريني , الجيش المصري لم يطلق رصاصة واحدة ضد شباب الثورة , في مصر الأمن والشرطة هي التي تصرفت بجبن , لكن في البحرين الجيش هو من أطلق الرصاص على صدور الشعب .
مأمون فندي يقول إن البحرين تختلف عن مصر وتونس و لان إيران موجودة بقوة في البحرين , وهي تنتظر أي فرصة لإشاعة الخراب في هذا البلد , مشكلة مأمون فندي وغيره , لا ينظرون في هذا البلد إلا ساحة مواجهه بين الشيعة الأشرار والسنة الطيبون الأخيار .
كل سنوات الثقافة والتي قضوها خارج الوطن العربي في أمريكا وأوروبا , لم يستطيعوا أبدا إدراك معنى المواطنة , الشيعي يبقى دائما لا يستحق المواطنة , ولا يستحق الحقوق ولا الحريات التي فرضها السيد الأوربي والأمريكي رغما عنهم , ولو كان بيدهم الأمر فلا مواطنة , فالمواطنة تعني سيادة المسلم السني على كل الطوائف الأخرى ...
ربما لهذا السبب رأينا القتل الجماعي لشيعة العراق , وظهور جماعات القاعدة والتي تمولها المؤسسات العربية والسعودية الغير رسمية من رجال دين وغيرهم , بينما نجد إن مؤسسات السعودية الرسمية تحاربهم , لازالت السعودية تعيش حالة الازدواج بين الامبروطورية الإسلامية السنية , وبين حالة الواقع والذي يفرض الشعور بالمواطنة بين مختلف طوائف الشعب .
السعودية تحتاج إلى جهد كبير للتخلص من أحلام الخلافة السنية الكبرى , والتحول إلى الحكم المدني ونظام المواطنة والتعايش بين طوائف المجتمع .
ثورة البحرين ثورة مباركة مثلها مثل ثورة مصر وتونس , ومطالب الشعب مع أنهم شيعة مكروهون , إلا أنها لا تختلف عن مطالب ثورة مصر وتونس . الحياة بكرامة والتساوي بالحقوق والواجبات والمشاركة بنظام الحكم . ساعتها ربما يشعر المواطن البحريني إن هناك وطن حقيقي يستحق الدفاع عنه . وان الجار الفارسي لا يمثل حماية حقيقية للشيعي البحريني , حين يجد الحماية والتقدير من وطنه البحرين .



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد هو الذي حرك المظاهرات في العراق !!!
- حين يتنازل المالكي عن نصف راتبه
- العراق يمول الفساد من صندوق النقد الدولي
- ماذا يحدث في ميدان التحرير ؟!!!
- جمعة الغضب بعد تونس الغضب
- الجيش العراقي بين النصر والهزيمة
- المشكلة القبطية
- البصرة وحقها منفردة بتوقيع عقود الكهرباء
- الانسان والاديان ...شخصيات وافكار
- الحسين هل كان ثورة ام تمرداً ؟!!!
- النواب وضعف تواصلهم الشعبي
- وثائق ويكيليكس
- المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية ... هل هو ازمة جديدة
- كتل وأحزاب فوق القانون
- مبادرة الملك عبدالله
- قرار المحكمة الاتحادية ..ومقدرة المجتمع المدني
- أقوى النساء
- زواج متعة
- (( زهايمر )) غازي القصيبي
- عراق بلا حكومة


المزيد.....




- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - و هل تختلف البحرين ؟