آلان كيكاني
الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 21:15
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
دخل النبي محمد مكة وفيها ثلاثمائة وستون صنماً حول الكعبة فجعل يطعنها بعود كان في يده وهو يقول : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا , محطماً حجارةَ اتخذها العربُ في ذلك الزمان آلهة يعبدونها ويقدمون لها القرابين زلفىً . ومهما قيل في محمد ودينه الذي جاء به فإنه كان ثائراً في عصره على معتقدات قومه ومبادئهم رافضاً لفكرة عبادة الأصنام , عنيفاً في محاربة الشرك وعبادة الأوثان المنتشرة آنذاك عند العرب والعجم . وحين اعتنقت شعوب الشرق الإسلام وهدمت أصنامها , ظن المسلمون أن عهد الأصنام ولّى من غير رجعة .
من كان يتوقع أن الأصنام ستعود بقوة وبعد زمن طويل ؟
ستعود في صورٍ شتى لا على هيئة حجارة صماء .
لم يكن يخطر على بال أحد أن الدين سيعود صنماً يُعبد من دون الله بعد أن جاء وسيلة ً للتقرب إلى الله ومعرفته , وأن الطائفة ستغدو هي الأخرى وثناً يجلّها العباد ويتذللون لها ويتهافتون للدفاع المستميت عنها , وأن العِرقَ سيمسي أيقونة يقدسهُ الناس ويركعون له بعصبية عمياء , وأن القائد الملهم المغوار الذي لم يخلق مثله في البلاد سيغدو مثلاً أعلى ومعجزة لا تتكرر في التاريخ أو ضرورة من ضرورات ا لحياة الذي لولاه لما كان الناس , لأنه الهواء ولأنه الماء .
الدين الصنم , والطائفة الصنم , والمذهب الصنم , والقائد الصنم , والحزب الصنم , والعرق الصنم , والقبيلة الصنم . أصنام في اصنام , في شرق أبى أن يتعبد إلا الأصنام ويفتديها بالغالي والنفيس ويتذلل لها في خضوع مهين .
أصنامٌ تقبع على صدور الناس وتسد أنفاسهم .
مدارسٌ لتذليل البشر وتعليمهم فنون الخضوع والخنوع .
أصنامٌ أسوارٌ تحيط بالعقول وتحجب عنها نور الحرية والحياة .
سجونٌ تحبس الناس خلف حيطانها وتمنع عنهم الفكر والإبداع .
غشاواتٌ تلقي بالناس في عمى الأبصار والبصائر .
الأوربيون تخلصوا من أصنامهم منذ ما يربو من المائتي سنة وركلوا بأرجلهم حصون الدين وقلاع الاستبداد والطغيان وأطلقوا العنان للعقل ووصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن .
فهل بدأت الثورة ضد الأصنام في الشرق على أيدي شباب فيسبوك وتويتر ؟
#آلان_كيكاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟