أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - هل سيتغير وجه التأريخ بانتفاضة العراقيين ؟؟!!














المزيد.....

هل سيتغير وجه التأريخ بانتفاضة العراقيين ؟؟!!


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 15:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




لكل انتفاضات التاريخ الكبرى مفرداتها الخاصة بها التى تعبر عن مبادئها الأساسية والأهداف التى تصبو إلى تحقيقها. وكان متمثلا فى ثلاث مفردات هى الحرية والمساواة والقضاء على الفقر والبطالة ، وعزم الشعب ان ينتصر فيها وان كلفه ذلك حياته ، ان يحيا حياة حرة كريمة دون قهر او استبداد او خوف ، وادت الانتفاضات الى سقوط الحكومات المستبدة وتنحي حكامها الفاسدة ..

إشتهر الشعب العراقي على مر العصور بقدرته على صنع المظاهرات والانتفاضات والوثبات ، لقد واجه تحدياتٍ عصيبة في الانظمة السابقة وتجاوزها بصلابةٍ منقطعة النظير بعد ان رويت ارضه بدماء ابنائه . وشاهدنا انتفاضة آذار عام 1991 لقد كانت انتفاضة شعبية واسعة ضد حكم البعث الفاشستي ، والتي واجهها النظام الدموي البعثي وجلاوزته بمنتهى الشراسة والقسوة ، وضحت الشعب العراقي اكثر من 300 الف شهيد ..

واليوم الحماهير العراقية مستاءة جدا من استئثار الزمر الحاكمة وذويهم بالمال العام وحرمان الجموع الكبيرة من ثروات العراق الطائلة ، لان هذه الزمر الذين مستغلين الدين والمذهب لتمرير مصالحهم الخاصة ، أثبتوا فشلا ذريعا في إدارة الدولة العراقية ، لانهم غارقين في سبات السطو على المال العام واللهاث وراء الامتيازات وبمبتعدين عن هموم الشعب العراقي الذي يعيش أكثر من 50% منه تحت خط الفقر ، ولم تكون لديهم النية الخالصة في مواجهة المفسدين والمختلسين الذين تجاوزوا كل حدود المعقول في إستغلال المال العام ، وتجاوز الصلاحيات الممنوحة لهم من أجل مصالح خسيسة تتقاطع مع المصالح العامة المنتهكة على الدوام ... لذلك بادرة الجماهير العراقية للاحتجاج على الوضع المأساوي لحياتها المزرية ، وعلى استعداد لبذل جهودها وتقديم ارواحا على تحقيق هدفهم حتى لو ضحى بحياتهم من اجل كرامتهم وعيشيهم الكريمة ، وكشف عن المسيئين والمختلسين والفاسدين الذين يتعاملون مع بناء شعبنا كالحجارة على قطعة شطرنج يتحكموا فيها كيفما شاؤوا ، ومطالب الجماهير الى قطع الحكومة العراقية ارتباطها باجندات اقليمية ولم تجعل الوصاية الاقليمية وهيمنتها على رقاب العراقيين ، ولم تبيح لها مؤطئ قدم عسكرية وامنية وديمغرافية واقتصادية بالعراق ، هذه الاجندات التي كانت وما زالت وراء عمليات العنف بالعراق باغلب عملياتها ..

تريد هذه الجماهير من خلال التظاهرة القادمة في 25 شباط / فبراير ضد الطبقة الحاكمة الفاسدة في العراق ، انقاذ المجتمع العراقي من كل مسيئين او فاسدين الذين إنتهكوا عرض الدولة العراقية وإغتصبوا مستقبلها المنتظر ، وتقديمهم الى المحاكم لكي ينال جزائهم العادل ، واخراج البلاد من الفساد الاداري والمالي الذي ينتشر في جميع هياكل الدولة ومؤسساتها ، والعمل على تحقيق المطالب التى طالبت بها على مدار الفترة الماضية ، لإيصال مكونات الشعب بصفاء نحو المستقبل ، لان الجماهير تعرف أبطال قصص الفساد المالى والأخلاقى فى العراق ينتمى معظمهم إلى الطبقة الحاكمة وأقرباء المسئولين ، إضافةً إلى اعضاء البرلمان ذى الأغلبية التابعة للاحزاب الحاكمة ، وقصصهم يرويها ويتداولها الشعب العراقي بمرارة عن الحكومة وثلة مفسديهم ..

وعلى مدى سبعة سنوات سيطرت الزمر من الاحزاب الاسلامية على حكم العراق ، نهبت البلد وما فيه وحولته الى موطن للفقر المدقع لأغلبية الشعب ، والثراء الفاحش للزمرة الحاكمة ، ويحرم الشعب من حقه في التعبير والآراء والتنفس الحر وكما يحرم الطبقة الفقيرة والمسحوقة من حقه في العمل داخل المؤسسات الحكومية ، وابعاد الكفوئين والاكاديمين عن المراكز الحساسة لصالح الحزبيين ، والاعتداء على حرية التفكير والتعبير وغلق جميع الاتحادات والجمعيات الفكرية بحجة محاربة المرتدين عن الدين الاسلامي ، وسلطت على الشعب قطعان المليشيات لتخويفه وارهابه ، الى جانب الارهاب الدولي وعصابات إجرامية أجيرة ، إضافة الى تردي الخدمات الحياتية والانسانية ، وتفشي الفساد والرشوة في دوائر الدولة ، لا تتم تمشية معاملة اي مواطن إلا بعد دفع رشوة للموظف المسؤول ، ورغم هذا الفساد والارهاب المنتشر يطل على الشعب بين آوانة واخرى دعائيو الاحزاب الحاكمة من شاشات الفضائيات ويقدموا خطابات مفعمة بالعجرفة عن استقرار العراق وديمقرطية العراق وبهذا كذبهم يريدون الضحك على ذقون الناس البسطاء ، ويخدعون المجتمع العالمي ..

لقد عمدت الحكومة المعزول عن الشعب والغير قادرة على معالجة الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي إلى تعمق الطائفية وخلق شرخ بين مكونات الشعب اي طبقت الشعار ( فرق تسد ) كوسيلة وحيدة للاحتفاظ بكرسيها . وهكذا بادرت الحكومة إلى دعم التطرف الديني ومده بالإمكانيات كي يعادي الديمقراطية والفدرالية ومعاداة الفكر التقدمي ومحاربة الاشخاص الكفؤين والاكاديمين الذين لدبهم طاقات وابدعات وقدرات لبناء مستقبل العراق ..

ان تراكم القهر والحرمان لدى الشعب من خلال تمرير صفقات الفساد المالي والاداري الهائلة التي تصب في جيوب الفاسدين والمفسدين على حساب ملايين العراقيين الفقراء ، وما رافقها من إيغال الحكومة في سياستها الخاطئة والمدمرة ، خلق وعياً جديداً لدى العراقيين الذين يتمتعون بالقدرة على تلمس الطريق الحقيقي نحو إنجاز الحكم الديمقراطي وتطبيق العدالة الاجتماعية وعدم هضم حقوق مكونات الشعب العراقي ، إن العراقيين أدركوا أنه بدون حرية وديمقراطية لا يمكن الحديث عن البناء واستقلال البلاد وبناء المجتمع المدني وكل ما تحلم به لبلدهم .

الانتفاضة القادمة سوف تغيير العقل العراقي ، وإيجاد الوعي السياسي لدى المواطن العراقي ، كما تغير وجه تأريخ في العراق ، وتقوية الهيكل الاساسي للممارسة الديمقراطية في العراق ، وتجلي الحقيقة على وجه الفاسدين والقاتلين بعد ان ذابت أشعة الشمس الحارقة كل ما كساه من مساحيق التجميل في وجوههم من مساحيق الكذب والنفاق والدجل ، الانتفاضة القادمة تكشف خداع الذين يجلسون تحت قبة البرلمان ويدعون دائما الدفاع عن حقوق الشعب وعن ديمقراطية العراق ..



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة الدكتاتورية بفرشاة مرشد الوندي
- الكورد الفيلية بين الامال المعلقة والحقوق المغتصبة
- ديمقراطية العراق على الاسس خاطئة
- موقف دول الجوار من ثورة 14 تموز
- الفنان الذي أهمله الاعلام الكوردي واحتضنه الاعلام الالماني
- زيارتي الى الوطن بعد سنوات طويلة من الغربة (الجزء الاخير)
- زيارتي الى الوطن بعد سنوات طويلة من الغربة (الجزء الثاني)
- الاختيار الافضل في الانتخابات د رمزي نموذجا
- هل الناخب العراقي يشعر باهمية الانتخابات ؟؟؟؟
- الشهيد دهش الذي أدهش الجميع
- انقلاب 8 شباط وملحمة مدينة خانقين
- دول الجوار والمسألة الكوردية
- هل يسرى الاجتثات على من يلعب على الوتر الطائفي ؟؟؟
- العدوان الإيراني ومحنة الحكومة العراقية
- قرارات البرلمان العراقي اخطر من أنفلونزا الخنازير
- نكبات العراقيين يتحملها صراع القادة السياسيين
- عقراوي يحظى بتكريم وزارة الثقافة- اقليم كوردستان
- ثقافة التغيير أم تغيير الثقافة
- الشرق الاوسط بين ديمقراطية أمريكا وأزمة النخب العربية
- مدينة خانقين قندهار العراق


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - هل سيتغير وجه التأريخ بانتفاضة العراقيين ؟؟!!