أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - الشعوب أخذت المبادرة وتفرض إرادتها















المزيد.....

الشعوب أخذت المبادرة وتفرض إرادتها


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 15:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كتبت سابقا عند بدأ انتفاضة تونس التي تحولت الى ثورة "الصحوات الشعبية في تونس ومصر والجزائر" لم احلم في وقتها بالسرعة الكبيرة التي انتشرت فيها الصحوات كانتشار النار في الهشيم وخاصة بعد سقوط مبارك الذي كان أبعد التوقعات الآنية وإنما قيادات أخرى كانت مرشحة للسقوط قبله.

حلقت أرواح محمد البوعزيزي وخالد سعيد ورفاقهما من الشهداء الى غرب تونس وشرق وجنوب مصر الى أن وصلت ليبيا والعراق وأيران واليمن والبحرين.

بعد نجاح ثورة تونس، علق صديق من العراق في وقته بأن الانتفاضة لا يمكن أن تنجح في العراق لتقاسم الأحزاب السلطة والمغانم فأجبته لكنهم يمكنهم أن يثوروا على مجالس المحافظات، وكان ما كان، فبدأ الناس تطالب بخفض الرواتب الفلكية للمسئولين وسالت دماء الثائرين من كل أطياف الشعب العراقي، ثاروا ضد الأحزاب المهيمنة وضد الفساد الإداري وضد تزوير الشهادات. لقد كشف الشعب زيف الشعارات الحزبية، فلم يضحوا او يقدموا الذين تسلموا السلطة شيئا للشعب، بل ملئوا جيوب النخبة من أعضائها واغمروهم حتى التخمة بالمخصصات والحراسات والسيارات المصفحة والأراضي في مواقع استراتيجية من الناحية السياحية والقيمة المالية, وعمولات من مشاريع وهمية لم يحلم بها الأعوان والمقربين من صدام حسين خارج أسرته الحصول عليها إضافة الى المحطات الفضائية الدعائية التي تقضي على الكثير من الموارد المسروقة من الشعب.

خرج يوم امس رئيس مجلس النواب العراقي معلنا تخفيض ميزانية مجلس النواب بأربعة بالمئة ولكنه لم يذكر كم هذه النسبة خوفا من معرفة حجم ميزانية مجلس النواب. فلو فرضنا أن راتب رئيس مجلس النواب عدا المخصصات تساوي راتب رئيس المجلس النواب المقال محمود المشهداني 40،000.00 دولار شهريا اي أن 4 بالمئة تساوي 1,600.00 دولار، ما هذا الكرم يا ممثلي الشعب العراقي, فهل يلام المواطن العراقي أن يكفر ببرلمانه وأحزابه وقياداته السياسية. اين الشيخ صباح الساعدي ليعلن حجم ميزانية مجلس النواب فهو الصوت الهادر ضد الفساد كما هو معلن في صفحته الإلكترونية "كلا كلا للفساد" ومرجع موثوق للكثيرين, فهل سيعارض الشيخ الساعدي غدا الموازنة ويعلن أرقامها للشعب كي يطلع على حجم الفساد المشرعن ويطالب بإعادة الانتخابات لتفادي ثورة تزيح الأحزاب من الحكم..

نعود الى شأن المنطقة بعد أن فرضت علينا انتفاضة الشعب العراقي بفرض أرادته على من يدعون تمثيلهم ويتوج تخلصه من طغيان صدام حسين والحزب البعث بثورة شعبية تزيح الشوائب الاحتلال وراكبي الدبابات الأمريكية والأٌميين من مسيرته نحو الحرية ليصطفي باقتدار مع نقاوة ثورتي تونس ومصر الشعبية.

اتهمت السلطات الأمنية المصرية خالد سعيد بالمخدرات فكانت شهادته الشعلة التي ألهبت شباب مصر في إسقاط مبارك، واليوم تتهم السلطات السورية الشابة ذات 19 عاما طل الملوحي بالتجسس وفي شرفها وهي اشرف من أشرفهم، ليتها كانت ابتني فأتشرف بابوتها، والمعروف أن الجواسيس الكبار في سوريا لم يكتشفوا من قبل السلطات السورية بسبب تفشي الفساد والرشاوى بين الشرطة والأمن وإنما من قبل جهات مخابراتية خارجية.

دق ناقوس التغيير في البحرين فهز سكون الليل الدامس الذي يغطي على المنطقة منذ قرن من الزمان عندما عقدت قيادات عشائرية وعائلية معاهدات التعاون والذل مع القوى الاستعمارية فتحولت النجد والحجاز الى ملكية مطلقة لعائلة السعود وتغير الاسم التاريخي للجزيرة العربية الى اسم عائلة واحدة واصبح كل من يسكن النجد والحجاز تبعية لعائلة السعود، وسيطرت قلة قليلة على السلطة وتمتعت بثروة شعب الجزيرة ولم يكتفوا بكل ما حصلوا عليه بل تعدى جشعهم الى الحصول على عمولات تصل إلى 20 بالمئة و اكثر من قيمة المشاريع البنية التحتية التي أثبتت فشلها لعامين متتاليين في تصريف مياه الأمطار في جدة او عمولات من شراء أسلحة للتحكم بشعوبها.

في أحدى سفراتي الى السعودية في القرن الماضي كنت في رحلة من الرياض الى جدة وكان الى جانبي في الطائرة عسكري سعودي بملابسه المدنية وبعد التعارف واطمئنانه لي انطلق العسكري يهمس في أذني، لا تصدق ما تسمعه عن جيشنا، فجيشنا هو لحماية حدودنا الجنوبية من اليمن والشمالية من العراق ولا يوجد قوات قريبة من الحدود الإسرائيلية او لمواجهة إيران، واكمل العسكري، إني عائد في أجازة من الحدود الشمالية. وهنا أورد حادثة، جنح زورق عسكري إسرائيلي على الشواطئ السعودية، فماذا تظنون عملت السعودية بهذا الصيد السمين، فظننت للوهلة الأولى بأن رجال الضفادع القوة البحرية السعودية نصبوا كمينا للزورق الإسرائيلي فدفعوه كي يجنح على السواحل السعودية من اجل تسجيل ولو نصرا واحد للسعودية في دعم فلسطين، فخاب ظني . فلقد ابتعدت القوات المسلحة السعودية والبحرية والجوية عن موقع جنوح الزورق الإسرائيلي لتفسح المجال للبحرية الإسرائيلية للدخول المياه الإقليمية السعودية وتسحب الزورق الإسرائيلي وكأن شيئا لم يكن.

يعلم الجميع ان القوات السعودية بأسلحتها الحديثة والمكلفة بقيادة المارشال "محارب من صحراء" لم تستطع أن تهزم حفنة من الحوثيين كانوا محاصرين بين الجيش اليمني والسعودي خلال معارك العام الماضي، بل العكس أسرت القوات الحوثية جنود سعوديين أطلقت سراحهم بعد الهدنة مع السلطات اليمنية, ذلك لأن القوات السعودية لا تؤمن بالراية التي ترفعها ولا تؤمن بحروبها.

في الصيف الماضي تداولت الأفلام اليوتيوب والصفحات الانترنيت والمقالات المنشورة صور للسيارات الفارهة الغالية الثمن بلوحات خليجية في لندن وتباهى بعض أصحابها بأنه شحن سيارته بطائرة خاصة الى لندن كي يتفاخر بها أمام أشباه الشباب من طينته بينما يفدي الشباب الناضج والمثقف من أبناء الشعب التونسي والمصري والعراقي والبحريني والليبي واليمني والإيراني بدمائهم رخيصة في سبيل عشقهم للحرية ولخدمة المحرومين من أبناء شعبهم، وآخرين يخاطرون بحياتهم كي يصلوا الى بر أوربا من اجل لقمة عيش لهم ولعائلاتهم.

""بوغاتي" مذهبة و"رولز- رويس" رقمها بـ9 ملايين جنيه إسترليني
سيارات أثرياء الخليج تسبقهم إلى لندن في طائرات خاصة"
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=13319

http://www.youtube.com/watch?v=YyQEw7uF7dU&feature=related

أن القيمة المالية لهذه السيارات التي عرضت في شوارع لندن والتي أظهرت بطر وغرور الشباب الخليجي الذين سرق أولياءهم ثروات شعوبهم لا تمثل شيئا مقارنة بقيمة الطائرات الخاصة واليخوت والمنتجعات في أوربا وأمريكا والمغرب التي تتجاوز تكلفة تشغيلها وصيانتها وحراستها الملايين الدولارات سنويا ناهيك عن كلفها، فأن أحد أفراد العائلة المالكة طلب طائرة خاصة ايرباص 380، طائرة بطابقين التي تصل سعرها الى 400 مليون دولار لاستعماله الشخصي، أن أجور تشغيل هذه الطائرة تكفي لخلق فرص عمل للمئات الشباب الذين يخاطرون بحياتهم للوصول الى البر الأوربي من اجل لقمة العيش.

أن معطيات الثورة في المنطقة جاهزة ومنذ زمن بعيد ولكن ساعة الصفر لم تحدد فتحددت بدماء الشهداء وفي مقدمتهم محمد البوعزيزي وخالد سعيد.

هل اجتماع وزراء خارجية الخليج ستطفئ نيران الثورة بمياه مقطرة من البحر.
هل اعتقال البتول طل الملوحي عاشقة الحرية ستمنع ثورة الشام.
هل المعتوه القذافي سيكتم صوت الحق الليبي بعد ان زال الخوف من عصاباته الجماهيرية.
هل التهديدات بمحاكمة زعماء المعارضة الإيرانية والحكيم الخاتمي ستمد من حكم ولاية الفقيه.
هل يمكن منع التظاهر أن توقف عملية التغيير في بلد مليون شهيد.
هل تقاسم السلطة والثروة ستمنع ثورة الشعب العراقي.

أن المنطق والتاريخ يردان بلا، إلا اذا أشرقت الشمس من الغرب.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملاك طل الملوحي والجنرال الأسد
- الى اين سيذهب بشار الاسد
- رسالة الى التوانسة: أحذركم من الأحزاب
- ثورة تونس درس للشعوب وللطغاة
- اين نحن من العالم المتمدن
- الصحوات الشعبية في تونس ومصر والجزائر
- اسلمة ام تعريب العراق
- ماذا يريدون تجار الدين والأنبياء الكذبة من المسيحيين
- حق تقرير المصير والأصوات المعارضة
- المسدسات الكاتمة في بغداد والفساد الإداري
- الخمر حرام والربا حلال في بغداد
- هل هناك البديل عن الإحصاء السكاني العام
- تركيا ألغت إحصاء السكاني في العراق
- انا والحوار المتمدن
- التعداد السكاني وكركوك والأراضي المستقطعة والمستوطنات الإسرا ...
- هل نعيش أيامنا ام نعيش في الوقت الضائع
- النظام والجرائم الصغرى والكبرى
- هل هناك من يرغب في السلام في العراق
- أحلامنا ماتت منذ انقلاب ٨ شباط 1963
- كركوك والأراضي المستقطعة والدكتور عصام الجلبي/ وزير النفط ال ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - الشعوب أخذت المبادرة وتفرض إرادتها