هادي الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 981 - 2004 / 10 / 9 - 15:16
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
هكذا وبعجالة غرائبية فريدة، يلملم الردى أطراف الصديق والأنسان الدكتور سلمان شمسه، ويرحل به بعيدا صوب القمر.
لقد قلت ليلة البارحة وانا أواسي زوجه واولاده الثلاثة، أن أبي يوسف لم يمت، فهو حي فينا بكم ، وبذلك الأباء العراقي الذي كان يشرق علينا كلما طل هو على لقاء او تجمع.
لقد كان أبو يوسف دائم الحرص على أن يكون وفيا لخياراته، تلك الخيارات التي كانت اشبه بالنسائم، حين تغشيك، تأسرك.
أن مساهماتك الكثيرة في ديمومة دوران عجلة أدانة النظام الدكتاتوري الفاشي، قد فاضت بها أوراقنا، وأينعت حولك كاقراص عباد الشمس.
يا لهويتك الجميلة يا ابا يوسف، التواضع. ويا لذاك التواضع الذي يعلم وقد علم.
يا لثوابتك الراسخة بالعراق وناسه, ويا لثقتك تلك، التي فرشتها على مساحة وجدانك، تبشر بها بتلك الأبتسامات الواثقة الواعدة، فنكون مشرقين حولك كعيون الشمس.
يا لصبرك الذي فاض ولم يتبدى ، رغم شهادة أخوتك الثلاث.
يا لصداقتك التي تحيا وتمتد كثيل العراق، قويا، نديا، يانع الأخضرار، تفرشه كي نستريح.
يا لحلمك الذي أغتسلت به خطايا الآخرين، فتنزهت.
يا لوداعتك التي كانت كجنح فراشة غض.
يا لزهدك الذي ملأ الزكاب.
يا لكرمك الذي قاتل المنة وقارب الثواب.
كنت كريما يا أبا يوسف حتى عندما فضت، فلم تبخل بآخر النظرات.
كنت هادئا، رهوانا، حتى وأنت تغالب الردى.
كنت كما أنت، ذلك النجفي الذي عاشرالعراق بكل التضاريس والأمواه.
كنت كما كنت ، ذلك الحالم بسندباد يعرف أين يسري بالحلم.
لم تخذل قناعاتك يوما أيها اللبيب، حتى وأنت في منأى من زوايا الحلم.
ليس رثاءا، ولكنه أستحضار لم يتدرب على الحزن.. أكرر ما قلت لأم يوسف وبنوك يا ابا يوسف، بأنك حي بهم فينا، وبتلتك السجايا التي أن قيلت لك شفاها، لأحمر ذلك الوجه واشرق بابتسامة الندى.
#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟