|
جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 01:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها كما توقعنا، وتوقع العالم كله، فقد وصلت رياح ثورة الياسمين التونسية الى شوارع ليبيا. ثورة تونس، التي افزعت "الاخ" القذافي، فخرج على شاشة تلفزيونه يؤنب ثوارتونس، ويتهمهم بالغباء، ويطالبهم باعلان الندم، واعادة صديقه بن علي الى السلطة "لانه افضل رئيس على الارض" لسببين بسيطين: صداقته مع ديكتاتور ارعن مثله، وانتساب زوجة الرئيس الهارب الى مدينة طرابلس الليبية. هذا المهووس بالسلطة، يعتقد، ان بلده لم، ولن يتاثر بثورتي جارتيه تونس، ومصر. لقد تـأثر نفسه سابقا بالثورة المصرية، وزعيمها جمال عبد الناصر. وجاء الان دور الشعب الليبي للتأثر بثورتي تونس، ومصر، والاقتداء بهما. ورغم ادعاءاته الفارغة، وضجيج اعلامه المحنط، بان جماهير ليبيا تعبر عن نفسها عبر "اللجان الشعبية"، ولا تلجأ الى المظاهرات، فان الجماهير، اول ماها جمت، واحرقت هو مقرات، ومكاتب اللجان الشعبية. ورغم ادعائه، واعلامه الطبال، ان سلطتة، هي سلطة الجماهير، فان الاجهزة الامنية، وعصابات اللجان الشعبية المسلحة اطلقت النار الحي على المحتجين، والمتظاهرين رغم "قله" عددهم كما يقول. وعلى طريقة استاذه مبارك اخرج البلطجية، والقتلة، والمرتزقة المستوردين باسم "مؤيدي" القذافي في مظاهرات بائسة، تعودنا عليها نحن ابناء الانظمة القمعية المختلفة في اجبار طلاب المدارس، وموظفي الدولة على التظاهر، ورجال الامن بملابس مدنية، وحمل صور"الاخ" القائد، كما فعل قبله الرئيس القائد في بغداد، والرئيس الهارب في تونس، والرئيس المخلوع في القاهرة. وشوهت صور القذافي القذرة البشعة شوارع طرابلس، وزادتها بؤسا على بؤسها. ورغم ان، مدينة بنغازي البطلة معروفة تاريخيا بمعارضة نظام القذافي القمعي، فان المظاهرات، والاحتجاجات امتدت الى كل مدن ليبيا تقريبا. رغم التنازلات، التي قدمها النظام، تحسبا، بادعاءات الاصلاح، واطلاق سراح السجناء "بعد اصلاحهم"! لكن الاعتقالات لازالت مستمرة. ربما كان القصد من الافراج عن بعض السجناء، توفيرالمكان للسجناء الجدد. وشمل التظاهر كل فئات الشعب الليبي من طلبة، وشباب، ومهنيين، وحقوقيين، نساءا، ورجالا. لقد وصلت الثورة الى بلادهم بعد ان جثم قائد الثورة على قلوبهم اكثر من 40 عاما، اي اطول مدة قضاها حاكم في العصر الحديث، ولم يحكم ليبيا احد غيره بطول هذه المدة. لقد قضى القذافي، وجهازه الامني بوحشية فريدة على انتفاضة سجن ابي سليم. وقتل 1200 منهم. كلهم من اهل بنغازي. فهل سيطلق النار الان على كل الجماهير المنتفضة في سجن ليبيا الكبير؟! مرتزقة يرفعون صور مجنون بملابس غريبة، مضحكة، مثار تندر العالم. وبقدر تزايد عدد صور المعتوه يتزايد عدد القتلى في شوارع ليبيا الثائرة. ان احفاد عمر المختار نهضوا، ولن يتوقفوا حتى يزيلوا هذا الكابوس القابع على قلوبهم، ويعيدوا لليبيا وجها المتطلع نحو الحرية، والحياة الكريمة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الانسان. بلد بلا دستور، ولا نظام حكم واضح، بل يخضع شعب كامل لمزاج الصنم الاخضر، ونصوص جنونه الاخضر، وكانه قادم من المريخ. في وقت يعيش شعبه على الارض، التي لم تعد تعرف لها لون بسبب تقلبات حربائه حسب تقليعات ملابسه المضحكة. لكن الشعب الليبي لم يخضع، ولم يستسلم، او يسلم امره للجان الخضراء، بل اختار طريق الثورة الحمراء على طريق التحرر والانعتاق. واذا كان بلطجي مثل مبارك، وجلاد مثل بن علي هربا مع عائلتيهما خوفا من ثورة شعبيهما، فهل ينجو طاووس ليبيا من نفش ريشه؟! ورغم كل اعداد القتلى، والجرحى المتزايدة، فلا زال المعتوه يسخر من مطالب شعبه، ويحاول اللعب على اسطوانه الاصلاحات، وحركات ابنه سيف الاسلام في المؤتمرات الشعبية الطارئة، والتغييرات السطحية لمحاولة امتصاص نقمة الشعب. لم تنجح هذه الالاعيب مع شعبي مصر، وتونس فهل يظن القذافي انها ستنجح مع الشعب الليبي. الفساد المتفشي، وسرقة اموال ما يسمى بخطط التنمية، التي لم ير منها الشعب شيئا. ورغم انتفاضة الشعب على لجانه، ورغم ادعاء صحافته، واصوات الماجورين، من ان القذافي، هو وحده من يغير ويصلح، وهو اعتراف ضمني بفساد الوضع، وديكتاورية الحكم. فلا حقوق انسان، ولا حريات الا ما يمن به فيلسوف زمانه، ونظريته العالمية. تتناسى هذه الزمرة الماجورة، ان الشعب يريد التغيير، لا الاصلاح. نفس الشعار، الذي رفعته جماهير تونس، ومصر، وترفعه اليوم كل المدن الثائرة في الوطن العربي: "الشعب يريد اسقاط النظام". في الوقت الذي يفتح فيه موانئه، ومطاراته لقوات مكافحة الارهاب، والهجرة غير الشرعية الاوربية يسد كل الابواب، والمنافذ على جماهير شعبه المطالبه بالانعتاق والتحرر. وفي الوقت الذي تتظاهر فيه الجماهير مطالبة بتغيير النظام يقف هبل الليبي في احدي ساحات طرابس تحت حراسة مشددة مادا يديه لمرتزقته لتقبيلها. صوره تغني عن الاف الكلمات، والمقالات، وهي نفس الطريقة، التي اذل بها صدام حسين حتى اقرب مقربيه. هؤلاء المرتزقة الاذلاء يحكمون احفاد عمر المختار. بلد المليارات النفطية، يعاني من البطالة، والقيود على الحياة السياسية، والفساد الاداري، والسياسي. وهي نفس السلبيات التي ثارت ضدها جماهير مصر، وتونس المجاورة لليبيا. فهل يظن المعتوه، واتباعه انه سيسلم من عدوى الانتفاضة الشعبية؟ هضم حقوق الانسان، سوء توزيع الثروات وتبديدها على العملاء، ومداحي السلاطين، وتصدير "الثورة"! "سلطة الشعب" كذبة سمجة للقذافي رددها، وصدقها، وظن ان الناس ستصدقه. وهو حكم بوليسي، استبدادي، قمعي، وظلم سياسي، لايختلف عن كل الانظمة القمعية التي سقطت، وستسقط. فحاجز الخوف، تجاوزته الجماهير، وسيكتسح مدها كل سدود الطغيان. التغييرات المتسارعة ستغير النظام في ليبيا، ولا ندري اين سيجد طائرة، او سفينة تحوي كل ملابسه الشاذه مثل عقله. فلقد "تألم كثيرا" لهروب بن علي، ودعم مبارك بكل قواه، بل اتهم معتصمي ساحة التحرير ب"عملاء الموساد". وطالب الجيش المصري بعدم تسليم السلطة الى حكم مدني. طبيعي، ان يتالم، ويحزن، ويشتم فهو من نفس العصابة، التي نشرت الظلم، والطغيان، والفساد، والتوريث، ونهب ثروات البلاد في جمهوريات القمع، والخوف. ورغم انه اطاح بالملكية في بلاده اطلق على نفسه ملك ملوك افريقيا. فاي كوخ افريقي سيضم هذا المعتوه، ولاي ساحر في غابات افريقيا سيلجأ هذا المخبول لشفائه من علله العصبيه، وعقده النفسية، واي لون سيختار لكتاب هزيمته العالمية المحتومة.
رزاق عبود 17/2/2011
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى يزيح احفاد عمر المختار، طاغية ليبيا، معمر العار؟!
-
متى تثور بغداد لتلحق نوري الايراني بنوري البريطاني؟!
-
ام الدنيا تهز الدنيا، من ثورة الياسمين، الى ثورة الفل!!
-
ثورة الياسمين في تونس الحمراء
-
يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!
-
الا يستحق الشهيد ملازم شاكر -ابو شروق- ولو مجلس عزاء، او امس
...
-
من تخفيف الحصار الى رفع الحصار حتى ازالة الكيان الصهيوني الع
...
-
رحلة الى الماضي، شخوص باقية، وصور متغيرة!
-
متى يصلب شلتاغ والمالكي في ساحة ام البروم؟!
-
من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطي
...
-
البصرة بع 32 عاما.....(4) اين بصرتنا؟!
-
ألبصرة بعد 32 عاما....(3) من بلد النخيل الى مقبرة النخيل
-
البصرة بعد 32 عاما....2
-
البصرة بعد 32 عاما! صورة الماضي الجميل، وواقع الخراب المريع!
-
لمن صوت الشعب العراقي؟ ولماذا يعاقب على تصويته؟؟!
-
فاجعة احمد مزبان... مصيبة صديق، ام مأساة وطن؟؟!
-
محرقة المسيحيين في العراق! متى تتوقف؟؟!!
-
7 اذار انتخابات 8 اذار نساء معذبات
-
عاهرة -الثورات- تلوث شوارع البصرة
-
مسيحيو الموصل احق بالموصل، كل الموصل، من غيرهم
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|