أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شامل عبد العزيز - لكل زمان دولة ورجال !!















المزيد.....

لكل زمان دولة ورجال !!


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 20:33
المحور: المجتمع المدني
    


Despotism
مصطلح الاستبداد مشتق من كلمة يونانية (Despots) وتعني رب الأسرة أو سيد المنزل أو السيد على عبيده .
واستخدمت في سياق سياسي لوصف الحكم المطلق الذي تكون فيه سلطة الحاكم على رعاياه مماثلة لسلطة الأب على أبنائه في الأسرة . والحاكم يبرر كل تصرفاته بأبوته للمواطنين بما فيها كل أنواع العقاب . (إمام عبد الفتاح إمام :الطاغية ، القاهرة ، مدبولي ، 1997، ص 90). ويختلط مفهوم الاستبداد بعدد من المفاهيم التي تبدو مترادفات رغم الفروق الدقيقة ، يعرف أحد الباحثين : “ويستعمل مصطلح الاستبدادية لوصف درجة تسلط الحاكم ، فإذا كان الحاكم لا يلتزم بقانون ، وإنما قوله وفعله هما بمثابة القانون فهو نظام حكم استبدادي . أما إذا كان هناك قانون يلتزم به الحاكم ولكنه يحتكر سلطة التعديل والتغيير في القانون فهو أذن حكم مطلق”. (خلدون حسن النقيب : الدولة التسلطية في المشرق العربي المعاصر . بيروت , مركو دراسات الوحدة العربية ، 1999، ص21). وهناك الشمولية والطغيان والدكتاتورية والأوتوقراطية.
( مدونة حسين آل درويش ) .
من خلال التعريف الذي ورد اعلاه نستطيع ان نقول أن جميع الدول العربية وخصوصاً الجمهوريات ينطبق عليها التوصيف المذكور .
مصر – ليبيا – الجزائر – تونس – اليمن , سوريا , الخ .. هذا بالإضافة إلى النظام الملكي المتمثل بدول الخليج العربي مع الأردن والمغرب .
إذن نحنُ أمام حكم استبدادي وحكم مطلق .
جميع الدول التي خضعت لهذين المفهومين تحولت شعوبها نتيجة لذلك إلى شعوب مقهورة – فقيرة - رافق ذلك خلق طبقة مميزة قريبة من المستبد بيدها مقدرات البلاد .
نحنُ في القرن 21 لم نعد بحاجة لحاكم يجلس على عرش الرحمن أبد الآبدين فالقذافي منذ عام 1969 والمتابع للجماهيرية الليبية سوف يلاحظ الهوة الواسعة بين طبقات المجتمع والبطالة وتفشي الفساد في دولة غنية بالنفط .
ماذا يفعل الحاكم طيلة هذه المدة ؟
أمريكا ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية استغنت عن ترشيح الرئيس لمدة ثالثة , علماً أن مدة الرئاسة 4 سنوات ويحق للرئيس أن يُرشح مرتين فقط .
الدول الغنية المتقدمة المتطورة تسير على نفس النهج بغض النظر عن كون مدة الرئاسة 4 أو 6 سنوات .
الحالة المعاكسة للغرب هي دولنا ولذلك نرى التباين والفرق .
هناك يفسحون المجال لجميع الأحزاب , بينما نحنُ نُسبح بحمد القائد الأوحد والحزب الحاكم حتى تحولنا إلى مسخ , زرعوا فينا الخوف , لم يعد هناك إبداع أو أبتكار , غالبية طبقات المجتمع تلهث وراء رغيف الخبز , تبحث عن فرص عمل , تُريد العيش بكرامة , وفوق هذا وذاك هناك قمع بوليسي وتكتيم للأفواه .
لنقرأ معاً ما كتبه الكواكبي عن الحكومات المستبدة :
الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي , إلى الفرّاش , إلى كنّاس الشوارع , و لا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً , لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة و حسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته , و أنصار لدولته , و شرهون لأكل السقطات من أي كانت و لو بشراً أم خنازير , آبائهم أم أعدائهم , و بهذا يأمنهم المستبد و يأمنونه فيشاركهم و يشاركونه , و هذه الفئة المستخدمة يكثر عددها و يقل حسب شدة الاستبداد و خفته , فكلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيادة جيش المتمجدين العاملين له المحافظين عليه , و احتاج إلى مزيد الدقة في اتخاذهم من أسفل المجرمين الذين لا أثر عندهم لدين أو ذمة , و احتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المعكوسة , و هي أن يكون أسفلهم طباعاً و خصالاً أعلاهم وظيفةً و قرباً , و لهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة.
تواسي فئة من ألئك المتعاظمين باسم الدين الأمة فتقول (( يا بؤساء : هذا قضاء من السماء لا مرد له , فالواجب تلقيه بالصبر و الرضاء و الالتجاء إلى الدعاء , فاربطوا أسنتكم عن اللغو و الفضول , و اربطوا قلوبكم بأهل السكينة و الخمول , و إياكم و التدبير فإن الله غيور , و ليكن وردكم : اللهم انصر سلطاننا , و آمنّا في أوطاننا , و اكشف عنّا البلاء , أنت حسبنا و نعم الوكيل ( انتهى كلام الكواكبي )
إذن هناك ترابط بين الحاكم ورجل الدين من اجل تسيير الدفة وليذهب المواطن إلى الجحيم , لقد اثبت الأزهر ومعه الكنيسة صحة التعريف في ثورة 25 يناير في مصر .
الضغط يولد الانفجار كما يقولون , لذلك انتفضت الجماهير بعد محمد بو عزيزي في تونس وسقط الطاغية ثم جاء الدور على اكبر دولة في الشرق الأوسط وسقط مبارك , والحبل على الجرار .
يجب ان يبدا عصر جديد , عصر الإنسان الحر , عصر التعامل بين الجميع على اساس المواطنة , عصر حقوق الإنسان بغض النظر عن دينه ولونه وشكله وقوميته , لم يرفع ثوار 25 يناير أيّ شعار من الشعارات المعروفة القديمة التقليدية , لقد اشترك القبطي مع المسلم في كونهم مصريين وطنهم مصر , لم يلتفتوا للدين , ذهبوا جميعاً في إتجاه واحد هو ان يكون الجميع في سلة واحدة .
مواطن له حقوق وعليه واجبات , لا تمييز بين فئة وطبقة , مسؤول او غير مسؤول , وزير أو حاجب . الحكم بهذه الطريقة ( الاستبدادي او المطلق ) حتى لو نجح في فترة ما لظروف ما فمن المستحيل أن ينجح حالياً ويحقق مطامح المواطن , بلاد غنية بالثروات يكثر فيها الفقر والمرض والتخلف , بلاد تتوفر فيها كافة المقومات لكي نكون امم عصرية متحضرة تُساهم في بناء أوطانها وتشترك مع البشرية في مسيرتها نحو الأفضل ولكن للأسف الشديد العكس هو الذي حدث ويحدث .
يجب خروج الجماهير وفي كافة البلدان والآن نحنُ في عصر النت , هي ثورة التكنولوجيا , التواصل الاجتماعي , لم يعد شيئاً خافياً , الغرب الذي أستعمرنا سابقاً والذي جلب لنّا حكامنا يقوم الآن بتحررينا حتى ولو من دون قصد .الإنسان أغلى قيمة فلماذا هو مقهور في بلادنا , المواطن هو أثمن شيء فلماذا رخيص في مجتمعاتنا , لقد قتلوا فينا كلّ بذرة صالحة , حتى المبدعين في بلادنا لا بدّ ان يذهبوا للغرب من أجل أخذ فرصتهم وتحقيق امانيهم .
لا نحتاج لشعارات اليمين أو اليسار , نريد مجتمعات حرة تؤمن بالعلم وتعمل من اجل التنمية وأن تستغل كافة مواردها من اجل الجميع لا من اجل أمير وملك ورئيس وحاشية فاسدة قليلة تنهب مقدرات البلاد بينما الأغلبية يعيشون في المقابر .
الثورة من اجل الحقوق العالمية للإنسان وليس من أجل أشياء أخرى , الثورة من اجل ان تتساوى مجتمعاتنا مع المجتمعات الفاضلة المتقدمة التي تعمل ليل نهار من اجل خدمة البشرية .
كفانا هتافات وشعارات بالية وأفكار متحجرة محفوظة بين ثنايا الكتب كانت لعصرها , الان الفيسبوك هو المطلوب هو المحرك هو الدافع .
الثورة ثورة العلم واستخدام النت ووسائل التواصل الاجتماعي وليس ثورة الدبابة والعمل تحت الأرض باجتماعات بائسة وتامر على الباقين .
لكل زمان دولة ورجال , هذا هو الذي يجب التركيز عليه والعمل من اجله , ثورة الشباب الواعي الفاقد للمواطنة , المقموع من قبل الدكتاتور واعوانه وحزبه الحاكم , الشباب الذي لا بدّ ان ياخذ دوره في الحياة ويكون مساهماً وحاضراً وفاعلاً في اتخاذ القرارات .
الشباب الذي يعرف استخدام الكمبيوتر , الشباب الذي يقرأ ما يحصل في العالم وكيف تسير وتعيش الأمم .
هناك تخوف نقرأه هنا وهناك من استغلال الثورات التي يشهدها العالم العربي من قبل فئة معينة او ركوب الموجة من الأحزاب القديمة واقتناص الفرصة من قبل الانتهازيين وقطف الثمار من قبل المنتفعين فهذا لن يحصل فميدان التحرير موجود والساحات الكبرى في العواصم لن تُزال والدوارات شاخصة . سوف لن تكون النتائج لفئة معينة سوف يساهم الجميع في بناء الأوطان وفق دستور مدني لا تمييز فيه , هذا هو الذي سوف يحصل .
لكل زمان دولة ورجال فخمسينات القرن الماضي كان لها أفكارها ورجالها واليوم هناك أفكار ورجال , أفكار تتماشى مع العصر ورجال مهئيين لقيادة المجتمعات بتلك الأفكار .
كلّ شيء يتغير في الكون وهذه هي سنّة الحياة حتى في كرة القدم هناك مُدربين تحت سن الأربعين وهم من افضل المُدربين في العالم . لا يبقى شيء على حاله . الحركة مستمرة إلى ما لا نهاية ومن يعتقد غير ذلك عليه ان يراجع نفسه قبل فوات الأوان . لم نعد بحاجة إلى خطب رنانة وشعارات هزيلة , لقد رفع المتظاهرون في ميدان التحرير شعارات تلائم المرحلة وليس شعارات مكتوبة ومحفوظة بين ثنايا الكتب , شعارات استمدت قوتها بإنعكاس الواقع على تلك اللحظة .
الشعب يريد اسقاط النظام وفعلاً سقط النظام . وبمناسبة هذا الشعار وفي عيد الحب تم رفع شعار على سبيل النكتة يقول / الزوج يريد تبديل المدام / .
فمن منكم يُريد ذلك ؟ معذرة للسيدات .
/ القاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر , التغيير , والسياسة الأمريكية !!
- لماذا لا يكون الحاكم مسيحياً ؟
- هذا هو حالنا .. فلا تلوموا إلاّ أنفسكم !!
- منْ سيقطف الثمار ؟
- وقفة مع السيد أحمد القبانجي !!
- عربة خضار أقوى من كل الأفكار !!
- إذن .. ما هو الحل ؟
- عمر الإنسان بين النصوص الدينية والاكتشافات العلمية !!
- شامل عبد العزيز !!
- يا مسلمي العالم احذروا !!
- حقيقة الروايات التاريخية 1 - 3 ؟
- البيدوفيليا .
- يا مسلمي العالم اتعظوا !!
- سيرك العراق الديمقراطي ؟
- الفيلسوفة هيباتيا .
- التطرف والأعتدال ؟
- الوضع العراقي في دفاتر قديمة .
- فضيحة التعليقات المؤدلجة .
- سلسلة المقالات 8 / الأخيرة / .
- الأستاذ فؤاد النمري والديمقراطية .


المزيد.....




- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...
- محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الا ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام 3 مصريين وتكشف عن أسمائهم وما ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شامل عبد العزيز - لكل زمان دولة ورجال !!