أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين القطبي - الشيوعية تدخل من الشباك














المزيد.....

الشيوعية تدخل من الشباك


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 07:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعد ان تم طردها من الباب، اثر سقوط موسكو المدوي عام 1991م، اعتقد العالم بان زمن الصراعات الطبقية قد انطوى، ودون رجعة، للحد الذي لاقت فيه نظرية نهاية التاريخ الرأسمالية رواجا، وانتعشت من جديد فكرة ان التاريخ عبارة عن صراع بين الحضارات وليس بين الطبقات.

النظرية الماركسية تدّعي بان التاريخ هو عبارة عن صراع بين الطبقات مر باربعة مراحل هي المشاعية الاولى، والعبودية، ثم الاقطاعية، فمرحلة الراسمالية التي نعيشها، وطبقا للنظرية الماركسية فان هنالك مرحلة خامسة ستكون الاخيرة، ستولد من رحم الصراع الطبقي.
ونظرية نهاية التاريخ، التي جاء بها المفكر الامريكي فرانسيس فوكوياما تتلخص في الرد على الماركسية على ضوء الاعتقاد السائد بان مرحلة الصراعات الطبقية قد انتهت، لذلك فالراسمالية هي اخر مراحل التاريخ الانساني، الذي توقف عندها.

وربما كان تعجل فوكوياما هو لاعتقاده بان سلطة رأس المال في العالم باستطاعتها ردم الهوة بين الفقراء والاغنياء، اولا بمساعدة الدول النامية وانتشالها من الفقر، وثانيا بسحق الوعي الطبقي لدى الفقراء عن طريق تحفيز الدين، والتعصب القومي والعشائري ليكون انتماءا بديلا للانتماء الطبقي لدى المسحوقين في العالم.

ولكن احداث اليوم تشير، وبعد مرور عقدين فقط من الزمن، الى ان مشاعر الثورة لدى الفقراء في الدول النامية، تلك التي كانت قد كبحت بعنف في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بدأت بالظهور ولو بشكل عفوي غير مؤدلح، لتنتفض على سلطة المال، وما يطلق عليه اليوم "فساد حكومي"، او "لاعدالة اجتماعية". والوضع الراهن الذي تعيشه هذه الايام مناطق العالم الفقيرة مثل شمال افريقيا وغرب اسيا غير بعيد عن المطالب الطبقية التي كان الحديث عنها محرما.

ولنتساءل، ما الذي اراده الشعب التونسي، هل هو مجرد استبدال الرئيس بن علي القديم، برئيس بن علي جديد؟ يسرق اقل ويظلم اقل، ثم تعود الامور لتستقر على طبيعتها الاولى، ام يرنو الى تأسيس نظام اقتصادي جديد يكفل المساواة والعدل في توزيع ثروات البلاد على الطبقات المحرومة؟ التي الهب مشاعرها بائع خضار في بلدة صغيرة.

وماذا اراد الشعب المصري من تغيير مبارك، هل لاستبداله بمبارك ثاني باسم البرادعي او عمرو موسى، مع الاحتفاظ بذات الاليات الاقتصادية التي تربي ساسة مرتشين ومافيات استيراد وتصدير واحتكار الثروة؟ ام الى تأسيس نظام اقتصادي جديد يكفل المساواة والعدل في توزيع ثروات البلاد على الطبقات المحرومة؟

ومن عاش مرحلة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، يتذكر هذا البرنامج الاقتصادي الذي لم يطبق، او تمت تجربته بصورة مشوهه في العراق ومصر، على سبيل المثال، البرنامج الذي سمي "الاشتراكية"؟ سواء نجح او فشل في حينها، الا انه ظل البرنامج الاقتصادي الوحيد الذي يحث على توزيع عادل للثروة بين طبقات المجتمع المسحوقة.

فهل مطاليب هؤلاء المسحوقين في تونس ومصر، وليبيا واليمن والبحرين وايران هي مطاليب بالاشتراكية، ولكن بتسميات اخرى؟

انتماءات بديلة:
على مدى عقود منصرمة، ساعدت دول العالم الحر – الرأسمالية – كل الانظمة القومية المتطرفة في الشرق الاوسط، من اجل تعزيز الانتماء القومي لدى المواطن الفقير المسحوق، وتغيير اولوياته، من النظال من اجل العدالة والمساواة الى الحرب من اجل القومية والوطن، كما في مصر، تركيا، العراق، ايران، لكن حاجة الانسان الى حياة كريمة كانت اكبر بكثير من حاجته الى شعارات قومية، او وطنية.

ثم تمت تجربة الشعارات الدينية، فقد تم تعبئة الشعوب الاسلامية من شمال افريقيا الى افغانستان، للغرض ذاته، وقد هدت الامبراطورية الفارسية من اجل ذلك في العام 1979م، كما انشئت لذلك تنظيمات مسلحة خصصت لها ثروات طائلة، مثل القاعدة، حزب الله، حماس وعندنا في العراق التنظيمات السلفية والتيار الصدري، الا ان الواضح من الاحداث الاخيرة انها تلاقي الفشل تلو الاخر، شأنها شأن الفكر القومي المتطرف، في استيعاب ثورة الفقراء ولفت انتباههم عن اول اولويات حياتهم وهي العدالة الاقتصادية في توزيع الثروة.

وعلى ضوء ما يحدث اليوم في تونس ومصر، وبلدان اخرى، فهل نحن ازاء مرحلة عودة شعارات اشتراكية بتسميات اخرى، وان الشيوعية، حاضنة وداعية الاشتراكية، باية تسمية كانت، والتي طردت كطفلة جائعة، من باب المطبخ، في اوائل عام 1990م، عادت اليه من الشباك اواخر 2010م؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة


المزيد.....




- الجبهة الشعبية في يوم الأسير: الأسرى في قلب المعركة الوطنية ...
- الفصائل الفلسطينية: سلاحنا للدفاع عن النفس والغزّيون طليعة ج ...
- م.م.ن.ص// من يمول الإبادة الجماعية؟ ومن يسهلها؟
- حزب النهج الديمقراطي العمالي المكتب السياسي :بيان للرأي العا ...
- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين القطبي - الشيوعية تدخل من الشباك