|
متى يتحرر العراق من سطوة الرجعيين ؟
عبد الزهرة العيفاري
الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 22:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
• الرجعيون واضحون بتمردهم على الدستورومقاومتهم للبدايات الاولى للحريات الديمقراطية في العراق • الرجعيون يتجاهلون المطا لب العادلة للشعب . ولكنهم قد يستخدمون المطا لب للشغب . • الطائفية هي الطريق الى الكوارث التي تهاجم الوطن . وهي سلاح الرجعية دائما ً. • من يتزعم التيارات والافكار الرجعية اليوم في بلادنا ؟؟ • الرجعيون اخذوا يستخدمون الناس المؤمنين بالحسين ( عليه السلام ) لاثارة الطائفية فيدفعونهم الى اداء مراسيم ليست من اصول الدين وذلك لزيادة تجهيلهم واثارة الاخرين !! منذ زمان بعيد اختفت كلمات " الرجعية " و " الرجعيين " من الصحـافة ومن المناقشات السياسية التي تجري بين المـواطنين . وهذه الظاهرة تعتبر ايجابية لو ان الرجعية ذاتها قد اضمحلت واختفت فعــلا ً من حياتنا . الا ان المشكلة تصبح امر وادهى عندما تطغى المجاملات والمحاباة بين قيادات الاحزاب والكتل السياسية والسلطوية ثم يبدأون يطـلـقـون الاوصاف والــنعــوت " النضالية " على بعضهم البعض وبالنهاية يصدقون ما يقولون !! . بينما هم يسرقون وينهبون ويعطلون التنمية ويجرون ابناء البلاد الى التناحر والتفرقة ، حتى وصلت الحال بهم الى دس عناصر للشغب من ناحية ثــم اطلاق الرصاص على الجماهير المنتفضة على الظلم والتـجـاهل والاهمال من ناحية اخرى !!! . وقد نبه الباحثون والاعلاميون الوطنيون مرات ومرات على خطورة مثل هذه اللعبة ولكن دون جدوى . وهكذا ، من الناحية العملية ، نجد القوى الرجعية تتمدد في اجهزة الدولة اكثر فاكثر، وبالتدريج تحتل اشـد الامكنة حساسية قيها . حتى اخذت هذه الحالة تبدو كواحدة من مــمـيزات الحياة اليومية التي نعيشها !! وسمـة من سمات دوائر الدولة . وقد اصبحــت الان صــفــة " الرجعية " موضوعة يتصف بها كثير من العناصر السا كنة في المراكز والوظائف السياسية وهــم واضحون للملأ من خلال تصريحاتهم وتهديداتهم المباشرة للشعب بخطف حريته . واكثر عنجهية من جانبهم تبدو واضحة لكل عراقي ذي ضمير هي قيام بعض الرموز السلطوية باهــا نـة شخصية المرأة العراقية وعزلها عن الحياة الاجتماعية ( ابتداء ً من سن الطفولة كما اراد وزير التربية السابق ) وذلك من خلال العمل على ارجاعها لحالة القرون الوسطى بينما يفترض بنا ان نعيش منذ سنوات في ظروف القرن الواحد والعشرين . فمن المؤسف ان يقوم بعض الوزراء الجدد وكذلك مجا لس محافظات ومحافظون فيستخدمون سلطة الشعب لارضاء نزواتهم الشخصية المتخلفة ، تماما كما تقودهم افكارهم الظلاميًة ونواياهم الشريرة تجاه المجتمع العراقي ! فيتركون مشاكل الاقتصاد الوطني والبطالة والفساد المالي والاداري ومشاكل السكن والخدمات وانتشار المستنقعات في المحلات السكنية ....ويشغلون انفسهم باجراءات تعسفية بالنسبة لحرية المواطنين او محاولة تنفيذ افكار ظلامية تسكن رؤوس دراويش " الجهالة " بخصوص غلق نوادي المنظمات او فرض الحجاب وغيره ممـا يستر ( عورات ) المرأة وهي في دوائر الدولة او في دور العلم على مختلف درجاته . اننا نشاهد كل يوم جديد زيادة في التعنت والتسلط في التخاطب مع الناس المطالبين بتمشية شئونهم ، مما يذكرنا بالدوائر الرسمية البائدة . وتجب الاشارة الى ان الكثير من رؤساء الدوائر واضحون بتمردهم على الدستور ومقاومتهم للبدايات الاولى للحياة الديمقراطية التي تشهدها البلاد . والملاحظ انهم لا يخشون السلطة عندما يتجاهلون المطالب العادلة للشعب بل وهم يعاكسون السلطة نفسها ورئاسة الوزراء بالذات . ومن مميزات هذه القوى الرجعية انها خليط من فئات اجتماعية متناقضة . حتى وصل الامر ببلادنا ان الامر والنهي في مواقع كثيرة منها يتوقف على اصحاب عـمائم جهلة ولهم سوابق بتخريب الدوائر شأنهم في ذلك شأن عمائم ( ا يــرا ن اللااسلامية ) التي تئن وتتوجع تحت كابوس " دولة الفقيه " وجرائم المحافظين وايتام نظام زاهدي وبوليس غستابو الجلادين الخمنئي ونجـــاد . والمفارقة الصارخة عندنا ، بل والمهزلة الكبرى تنعكس بتسـليم وزارة المالية ( مثلا ً ) او وزارة التربية بيد اناس غير اختصاصيين او اعطاء واجبات لها علاقة بالبناء الاقتصادي والاصلاح الاجتماعي اوالدخول في المجالات والمحافل الدولية بقوة وصرامة كلها بـيـد اناس لم يجـربوا في حيـاتهم اية عملية بناء واعمار او اصلاح اجتماعي !! . اما تكليف شخصيات دينية متخلفة حضاريا ً بوظائف لها علاقة بحاجات الجماهيرالعصرية فهذا امر مضحك . والمنظر الايراني دليل على ما نقول !! . ثــم ان الحالة السياسية السائدة في وطننا تشهد على ان الرجعيين ليس فقط لم يغيبوا عن الساحة بل انهم اخذوا يظهرون بملابس مختلفة التفصيل والالوان اما نشاطاتهم فانهم يتفننون بالتخريب ويتباينون في الوسائل . ونخص منهم دعاة الطائفية المتمرسين باشاعة الصراع بين ابناء الشعب على اساس الفرقة الدينية والمذهبية . ولدينا منهم الكثير ممن يحتل في الوقت الحاظر ( بكل اسف ) ا لعروش العـلـيـا من الهيكل الحكومي ، الامر الذي يوجب على مجلس النواب ان يلعب دوره الوطني وتحريم نشر الطائفية بأية وسيلة كانت . فالطائفية كانت ولا تزال ــ هي الطريق الى الكوارث الوطنية ... !! . نعم .... لا احد يشك في ان الطائفية اللعينة ـــ هي احدى الطرق لتي تؤدي الى الكوارث . هـكذا كانت دائما ً وابدا ً . ويبدو انهـا لم تغادر رؤوس بعض الحكام في العراق ، وهذه الكارثة بالذات محدقة الان بـنا من كل جانب ومكان . وتحت تأثيرهـا اخذت الغيوم الداكنة تنتشر بكثافة تدريجية في سمائنا الزرقاء . والمفارقة الصارخة في الموضوع ان هناك رموزا ً متمرسة بالايديولوجية الرجعية اخذت تتزعم هذه الظاهرة غير المشرفة بصورة مباشرة ولكن بلبوس فيها الكثير من اللؤم والمراوغـة . متخذين دروعا ً واقية ( من قبيل طاقـية اخفاء نيابية او رسمية او اسلاموية ) وهم يتبجحون بانـتـسـابـهــم لـلـعـمـلـيـة الانـتـخـابـيـة التي جرت في العراق تحت يافطة " الديمقراطية " . ويبدو ان لهم خدمة طويلة في مجال الخداع والفبركة !!! وفي ادارة التيارات والميليشيات سيئة الصيت . امــا الحذر الذي يجب ان يوقض الناس من سباتهم ينبغي ان يقترن بتحديد هوية هـذه الرموز وفضحها بالاسماء ثم عزلها ـــ بدون مجاملات ـ عن التجمعات الشعبية وابعادهما من اتخاذ القرارات الرسمية في اطار الهيكل الحكومي. .بـيـنـما هي الان تسيطر كليا ً على الكثير من وسائل الاعلام وتسخر فـضـا ئـيـات عــد يــد ة ســيـمــا ( فــضــائـيـة الــعــرا قــيــة ) بسماح وتشجيع من قمة السلطة التنـفـيذية !! . نحن هنا لا نستطيع الا ان نسجل موقفا ً يرفض استخدام الدولة واجهزتها واعلامها وما ليتها لمراسيم دينية . تعود لطائفة دون اخرى . او هي في الواقع تخص طائفة واحدة معروفة رموزها وهم الاكثرية في اصوات البرلمان !! . واذا كانت الحكومة مشكلة باكثرية اصوات من هذه الطائفة فهذا لا يسمح باتاحــة الامكانيات لتلك الاكثرية والتمادي الى درجة تجاهل شعور وارادة المواطنين من الطوائف الدينية والمذهبية الاخرى . ذلك ان الوطن للجميع وان الطوائف الدينية فيه كثيرة . ولكل منها حقه في سياسة الوطن ومالية الوطن . وعندما يصنف خبراء الناس اصناف الرجعيين وغلاة الفكر الطائفي في العراق فهم يمزجون في الوقت الحاضر زعامتين رجعيتين رئيسيتين ، مقسومة بـيـن الشـيـخ هـمـام حمودي وعمار الحكيم ( على تأثيره الواطيء ) من جهة و حارث الضاري وابنه من جهة اخرى . ولكل من هاتين الزعامتين غطاء يساعدهما على الاستمرار يـــة وفي التخريب الاجتماعي . ومما يؤسف له حقا ً ان يتساهل مع الزعامة الاولى ويصبح اسيرا ً لها ذلك الشخص الذي ايده الشعب في اشد الاوقات تعقيدا ً. واصبح بفضل الجماهير الرجل الاول في السلطة التنفيذية . انه لا يجوز ان يكون ضعيف الارادة بل قويا ً كما انتظرنا منه وقدمناه الى المجتمع !! . فبالنسبة لنا ــ نحن ابناء الشعب ــ على اختلاف مواقعنا وقدراتنا كان لنا دور مباشر بتأ يـيـد الما لكي عندما كان يقارع اعداء العملية السياسية التقدمية والتحولات الديمقراطية في البلاد . فلم نكن نأمل منه ان يقف بجانب محافظ ومجلس محافظة بغداد عندما اعتدوا على حرية الناس جهارا ً . او يقف متلكئا ً امام حوادث واسط في حين هناك قتلى وجرحى بالرصاص الحي ! . .. نعم لم يخطر على بال المواطنين ان يمشي الما لكي مع الظلاميين في استهانتهم بمستقبل الناس ! . انه يترك الرجعية احيانا ً تتمادى بالاطناب غير المعقول با لترويج للطائفية وزج الملايين بالمناسبات المقدسة لاغراض تعود على الاحزاب الدينية بمؤازرة معينة من تلك الجماهير البسيطة والمؤمنة بالحسين (ع ) ولكي تصوت لتلك الاحزاب وقت الانتخابات القادمة . الا يعرف السيد المالكي ان الــعــنـا صــر الــرجـعـيــة و ( الطائفية) هي التي تعرقل مسيرة البلاد وتمنعها من تحقيق توفير الخدمات للشعب ؟ ثم انه يعرف ان العناصر الرجعية ( الطائفية ) هذه هي التي ساهمت وتساهم بنهب اموال العراق وتشجع على تبذير المليارات من الدولارات لكي لا يجد الوطن طريقه القويم لاي شيء اسمه النمو او الازدهار !! . ان تخلف العراق ( بمفهومهم ) يعني بقاءهم " يعيشون " على السرقات وعلى السحت والنذور و الصدقات !!! اما الشعب بالنسبة لهم فهو سلعة للبيع والشراء با لمزاد وليس اكثر من ذلك . انهم يختارون دائما ً طريق الشعوذة و الحرام . ولذا يسخرون كل جهودهم لمقاومة ازدهار الوطن ومحاربة الفكر الوطني وازاحة الناس الوطنيين من الدوائر المهمة في الدولة . ( للمقال بقية ) الدكتور عبد الزهرة العيفاري عضو نقابة الصحفيين العراقيين . 17 / 2 / 2011
#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأييد الشعب لحكومته مشروط بسماع الحكومة للشعب يا ايها الساد
...
-
هل نحن الان امام دروس التاريخ ؟
-
مواطن تونسي اشعل النار في جسده لتشتعل نيران الثورة في بلاده
-
حول من يريد اعادتنا الى القرون الوسطى
-
حول المستقبل الاقتصادي للعراق
-
الى متى هذا التقاعس يا حكومة العراق
-
القسم الثاني المسألة القومية
-
القسم الاول المسألة القومية
-
بمناسبة تأليف الحكومة العراقية الجديدة
-
حول الاعتداء الايراني على الاراضي الزراعية العراقية
-
جواب على تعليق بخصوص الحكومة العراقية
-
بعد ترشيح دولة السيد المالكي
-
يا حكومة العراق ..... الحذر ، الحذر من الارهاب الزراعي !!!
-
ملاحظات حول الانتخابات
-
حول اشكالية -غياب الاستراتيجية التنموية - في العراق (مع الاخ
...
-
السياسة العراقية و مشكلة تكريس الطائفية
-
ارادة الشعب بين الدعا ية والمزايدات !!! هل سنرى برنامجا اقت
...
-
التراجيد يا والكوارث الوطنية -مأساة تصنعها اليوم كيانات سياس
...
-
ما ذا بعد الا نتخا با ت 3 ؟ رسالة الى الحكومة العراقية القا
...
-
ماذا بعد الانتخابات؟ ( 2 ): رسالة الى الحكومة العراقية القاد
...
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|