محفوظ أبي يعلا
الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 20:44
المحور:
المجتمع المدني
المجد لمن قال لا في وجه من قالوا نعم ـ أمل دنقل
معظم المحيطين بي ضدّ فكرة 20 فبراير . يخيّل لي أحياناً أن الشّعب المغربيّ حقن بابرة العبوديّة المختارة . و أحياناً أخرى يبدو لي أنّه مصاب بمتلازمة ستوكهولم .. أو بمتلازمة المخزن الّتي لم يبحث في أمرها الباحثون .
ما الّذي يريده شباب 20 فبراير؟ يريدون التغيير و الإصلاح لأنّ الأوضاع في هذا الوطن سيئة و مربكة و متعبة . فلا شيء في الأفق .. لا تقدم .. لا ازدهار .. لا شيء بتاتاً . كلّ الاصلاحات الّتي نراها هنا و هناك ما هي إلاّ اصلاحات متعلقة بالبنيّة التحتيّة . الدولة تتجاهل الرأس المال الحقيقي لشعوب و هو الإنسان .
انظر إلى حال التعليم في بلدي . انظر إلى حال قطاع الصحة . انظر إلى حال الأمن . أحياناً يمر شهر بكامله لا أرى فيه شرطياً في الشارع ! أمّا حين أدخل إلى مستشفى عمومي فإنّي أكره نفسي و أكره الدّنيا . و أما التعليم في المدارس العامّة فلازلت أحاول أن أتخلص من ترسباته التي أثرت على تكويني .. فهذا استاذ يضرب و ذاك استاذ يقرأ الجرائد داخل الحصة الدراسيّة ! و هذه الأمثلة التي ذكرتها غيضٌ من فيض فالفساد يقبع في كل المؤسسات .
البعض في هذه الأيام يترحمون على زمن البصري .. يترحمون على جلادهم ! يقولون : الله يرحم أيام البصري لو كان عايش ما كنتيشي تسمع بهذ حركة 20 فبراير !
علينا أن ندرك أن حركة عشرين فبراير حركة صحيّة . لأنّ كلّ شخص حرّ من حقه أن يعبر عن رأيه . لقد انتهى زمن الخوف و السكوت ! أنتهّى زمن الأسرة التي تعلم أبناءها العبوديّة المختارة و تنصحهم بأن يدخلو فسوق راسهم !
نسمع اليوم أن مؤسسي حركة 20 فبراير ملحدين شيوعين .. إلخ . و أجهل السبب الّذي يجعلنا نهتم بمعتقداتهم الشخصيّة و الاديولوجيّة بدلاَ من أن نهتم بما يطرحونه من أفكار اصلاحيّة .
شباب 20 فبراير يطمحون إلى الديمقراطيّة و إلى احترام حقوق الإنسان و إلى احترام كرامة الإنسان و إلى المساواة . يطمحون إلى مغربٍ حرّ جميل يتقدم و يزدهر . وطن الغد الّذي لا بد من أن يأتي .. إما عاجلاً أو آجلاً ! فلا أحد يستطيع أن يقف بوجه رياح التغيير .
#محفوظ_أبي_يعلا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟