سلمان محمد شناوة
الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 19:19
المحور:
المجتمع المدني
الفساد هو الذي يحرك الاحتجاجات في العراق !!!
الشعار الذهبي اليوم (( الشعب يريد إسقاط النظام )) ...فهل تسقط الأنظمة العربية , ولكن في العراق بدأ الشعار (( نفط الشعب للشعب مو للحرامية )) , و (( نريد خدمات ونريد كهرباء ونريد عمل )) .....
يقول احد الأشخاص بعد أحداث الكوت اليوم " للأسف هم ينظرون للأثاث المحترق والأبنية المدمرة ... ولا يسألون حتى عن القتلى الثلاث أو عشرات الجرحى والتي سببتها الصدامات اليوم ....ويبدو أن الجيش والشرطة انضمت للناس في الكوت اليوم ولكن من يطلق النار على العراقيين " .
يثار السؤال هذه الأيام بقوة , خصوصا بعد ثورة تونس ومصر , والتي غيرت كل الثوابات والمعقول في الشارع التونسي والمصري , فقبل محمد أبو عزيزي , لم يكن احد إطلاقا يتصور , مجرد تصور صغير بان الذي حدث سوف يحدث ... ولكنه حدث , حيث بلحظة غيرت كل الأفكار المعقولة والأحلام البسيطة وعند تحليل كل من له قدرة عميقة لتحليل الأحداث السياسية ..لم يتوقع احد إن الرئيس التونسي سوف يفر مذعورا من البلاد وهو الذي كان قابضاً على البلاد من 23 عاما بقوة حديدية قل مثيلها ...... سقوط بن علي فتح الشهية بقوة في كل البلاد العربية , الجزائر والأردن واليمن والبحرين وخاصة في مصر ...والذي دعا الشباب إلى تجمع في يوم 25 يناير وأصبح منذ ذاك اليوم اسمه شباب 25 يناير ....
كل الدول العربية تراقب بحذر ما يحدث في مصر , وخلال 18 يوم لا تحسب بأي مقياس معقول للأحداث , تطورت الأحداث حتى وجدنا إن الرئيس المصري مبارك يضطر للتنحي , وتعم الأفراح في كل الوطن العربي من المحيط للخليج ...وتدفع الشارع العربي كله والشارع الإيراني كذلك والبحريني واليمني , حيث خرجت تظاهرات والتي دعت لها كل القوى الشعبية للخروج في 14 فبراير والتي واجهتنها السلطات في إيران والبحرين واليمن وتؤدي إلى مقتل متظاهرين وإصابات كثير من المتظاهرين بجروح والاعتداء على بعض المراسلين كما حدث في اليمن .... إيران والتي باركت على لسان مرشدها خامئني الثورة المصرية وشبهتها بالثورة الإيرانية عام 1979 , هي نفسها التي وضعت قيودا شديدة على ألنت وأغلقت كثير من المواقع ووضعت عيون تراقب بشدة مواقع أخرى , وقطعت حتى الهواتف النقالة والأرضية ووضعت زعيمي الاصلاح كروبي وموسوي قيد الاقامة الجبرية, وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الاثنين الغاز المسيل للدموع وكرات الطلاء على متظاهرين خرجوا في مسيرة في طهران لدعم الثورات في العالم العربي فتحولت الى تظاهرة مناهضة للحكومة....والمتظاهرين نادوا (( الموت للديكاتور )) , وصعدوا في صباح يوم الاثنين وصاحوا الله اكبر في تحدي واضح للسلطات .
قبل ايام خرجت تظاهرات في كل محافظات واقضية العراق لا تدعو الى تغير النظام , لان النظام قد تغير منذ 2003 , ولكن تدعو الى محاربة الفساد وتوفير الخدمات للمواطن العراقي , والذي وجد نفسه في كفة ووجد الحكومة العراقية في كفة اخرى .. الحكومة واجهت هذه المظاهرات في العراق بقوة ..مع انها خرجت سلمية تطالب بالخدمات ومحاربة الفساد .ولم تخرج لتغير النظام , المدرعات وصهاريج الماء المغلي قطعت الطريق على المتظاهرين الى ساحة التحرير في وسط بغداد مما دفع المتظاهرين الي تغيير اتجاههم والانضمام الي تظاهرة أخرى في منطقة الصالحية قريبة من بوابة المنطقة الخضراء.
الفساد والإفساد هذه الكلمات التي تحرك المظهرات اليوم في بغداد , منظمة الشفافية الدولية ومقرها برلين تقول (( أن أنشاء هيئة حكومية لمكافحة الفساد في العراق وعدم وجود قانون للفصل بين المصالح عملية غير مجدية في مكافحة هذه الآفة التي تنخر في الاقتصاد وتتسبب في ضياع مليارات الدولارات من المال العام , وتقول إن عملية إن يوجد في العراق هيئة لمكافحة الفساد يكون تعيين رئيسها من قبل رئيس الوزراء عملية غير مجدية ٍفي مكافحة الفساد , المنظمة كانت قد ادرجت العراق في قائمة أسوء الدول فسادا وافسادا في العالم .
نوري المالكي وفي خطوة استباقية قال ان هناك مظهرات سوف تخرج , البعض يطالب بالخدمات والبعض الاخر محاكاة لدول اخرى .. وبعض التظاهرات تحركها جهات اجنبية .. وكانه يريد التحكم بالتظاهرات والتي تخرج بالعراق , واول مظاهرة خرجت في الحمزة الشرقي وفي الديوانية وتبعنها باقي محافظات العراق تباعا ... واخرها التظاهرة التي خرجت في السماوة قبل ايام , واليوم مظاهرات لكوت والتي تسببت بالاحداث الاخيرة ..... وكأنها تابى ان تتوقف
فهل تنجح المظاهرات في العراق , لا نقول في تغير النظام انما في الاصلاح المنشود ؟
هناك تحرك قوي لنشطاء الشعب العراقي على صفحات الانترنت تدعو إلى مظاهرات , وتدعو الى التغير , معظم المظاهرات التي خرجت كانت الدعوة لها والارتباط والتنسيق يتم على صفحات النت , وهذه لا تستطيع الحكومة السيطرة عليها حين يكون لدينا نت مفتوح .. لكن يبقى السؤال كيف تتحول التظاهرات الى قوة تستطيع تغير النظام مثل الوضع في تونس ومصر ووباقي دول المنطقة ...او تحقق الاصلاح المنشود مثل الوضع في العراق ؟!!!
يبقى السؤال مطروحا لماذا استطاعت التظاهرات النجاح في هذه الايام ولم تستطيع مجرد التفكير بها قبل سنوات قليلة ؟!!! ويبقى السؤال هل تنجح التظاهرات في العراق ؟ !!!
قال مسئول امريكي في العراق ذات يوم ان التظاهرات في العراق لا يوجد لها نفس طويل , بمعنى ان التظاهرات تحتاج الى استمرار واصرار , ويقول ان خروج تظاهرت ليوم واحد فمعناه ان هي محاولة ايجاد متنفس والامر لا يستدعي الانتباه له , لكن اذا استمرت التظهرات ايام عديدة فيجب ان نستمع وان نقرر ونغير ..... فهل المظاهرات في العراق لها هذا النفس الطويل , أم هي مجرد وجهة اجتماعية لشخصيات جماهيرية وعشائرية تريد الظهور والتقاط الصور فقط .
ولكن هل يستمع السادة العراقيون خصوصا انهم تسلقوا على اكتاف المواطن العراقي واستطاعوا استغلال كل شي لصالحهم الدستور والانتخابات وحتى المرجعيات الدينية والتي وقفت لجانبهم ....
الشارع العراقي محبط جدا الى درجة الخروج للاحتجاجات لاسباب واهية جدا , لكن اسبابه التي يخرج لها اليوم مهمة جدا الى درجة التضحية في سبيلها , لقد فقد العراقي الايمان بان الانتخابات سوف تغير له شيئا , أخشى حقيقة إن يفقد العراقي أيمانه بالدستور والعملية الديمقراطية كلها , ويرى الذي يحدث في البلاد امل جديد له , ومثل الذي حدث في تونس ومصر ويحدث في كل دول المنطقة يجد العراقي في التظاهرات هى امله الوحيدة , ومشكلة هذه التظاهرات هذه انها كنت ايجابية في الدول العربية لتغير نظام تجذر حتى النخاع ولا يمكن ازالتة إلا بمعجزة , ولكن المعجزة تحققت وزالت أنظمة تحجرت كل هذه السنوات لضائعة من عمر الشعوب .
لكن الوضع في العراق اليوم , إن العراقيين قدموا الالاف التضحيات في 2003 لإزالة النظام , وكان التغير , وفي سبيل التغير قدموا تضحيات خرى كثيرة , ولكن الفساد وصل درجات كبيرة ونحن على بعد 7 سنوات من اسقاط النظام , فلم يحدث التغير بل تحول البلد الى صورة مشوهه للديمقرطية والدستورية التي ينشدها العراقي , بل بظل هذه الدستورية وهذه الديمقرطية تكون نظلم فاسد لدرجة التقزز والاشمئزاز , وكأن كل المؤسسة الديمقراطية والدستورية هي التي تدعم هذ الفساد , أشعر في كلام كل المواطنين فقدان امل حقيقي , فمع كل الانتخابات والتي صرفت عليها الملاليين من الدولارات لم تستطيع ان تقيم لهم كهرباء مستمرة , ولا خدمات حقيقية , ولا فرص عمل تستطيع ان تستوعب البطالة بين صفوف الشباب , الحسرة والوجع العراقي يزداد يوما بعد يوما , لم تستطيع حتى منظمات المجتمع المدني والمفروض انها تم انشاءها كسلطة خامسة في بلد تم تاسيسه على اساس دولة المؤسسات , لكن لم تستطيع هذه المنظمات ان تفعل شيئا ..
الفساد في العراق مارد كبير جدا , الكل مشترك به ويغذيه من اكبر مسئول في العراق إلى اصغر شرطي أو اصغر موظف في اصغر دائرة في العراق , الكل يحاول ان يستغل مكانه ومنصبه , والشارع مل كلام الحكومة ووسائل الإعلام وكلام الساسة , ويريد التغير بقوة الاحتجاج والاعتصام خصوصا ان روح الشعب ولدت من جديد , وهي تموج في المنطقة تطالب بالتغير , فهل نتغير حقا ؟
وهل تستطيع الاحتجاجات ان تفعل ما لم تستطيع التغيرات الدستورية والانتخابات إن تفعله للشعب العراقي ؟
سؤال نحتاج كلنا للإجابة عليه !!!!
#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟